أرجوك.. إفشل

الخميس، 28 ديسمبر 2017 01:09 م
أرجوك.. إفشل
هبة العدوي تكتب:

حدثوك وأنت صغير عن خوفهم عليك، قائلين :
-إوعي تقع.. 
فلما كان ما كان من إرتطام رأسك بالحائط، هرولوا إليك ذعراً.. مؤكدين عليك خطيئتك عندما إتبعت إرادتك الحرة، بجملة:
-مش قلت لك حتقع.. اهو وقعت.. 
كبرت.. صرت رجلا وصرتِ إمراة.. كم مرة وقعت، إنهرت، إصطدمت، تفتفت من داخلك فكنت وقتها حطاما لإنسان كاد ان يموت رغم بقاء أنفاسه علي قيد الحياة..وقتما وقعت، هل وجدت من يساعدك أم وجدت ذاتك وحيداً..
 وحتي إن كان الجميع حولك، فلم يعد بمقدروهم مساعدتك كما كانوا يفعلون قديما ً.. 
***
نتعلم صغارا أن الفشل سبة.. والسقوط وعكة..فنظل نمتطي حصانا أبيضا من المثالية طوال سنوات أعمارنا.. ونكبر سنة من ورائها أخري ونراها وهي تختفي شيئا فشيئا في زحمة حياتنا وقوالبها.. 
وهذه المقالة هي محاولة لنسف تلك القاعدة.. فكل الدرسات تشير إلي أمر واحد :
" إن لم يكن بمقدروك أن تفشل، فلن تنجح ابدا "
وكما تقول الحكمة الشهيرة :
"السفن في المرفأ تظل بخير وعلي ما يرام، لكنها لم تصمم أبدا لتلك المهمة "
 
أنت ايضا لم تصمم كمخلوق خلقه الله في أحسن صورة، لتعيش داخل دوائر امانك.. تنام وتأكل وتشاهد التلفاز وتنجب أطفال..بل خًلقت ليكون لك رسالة إبداعية.. متفردة غير نمطية..خاصة بك أنت وحدك لا أحد غيرك يملك فك مفاتيح شفرتها سوي أنت.. 
 
خدعوك هم فقالوا أن طريق البحث عنها ( عن ذاتك ورسالتها في الحياة )هو أمراً هيناً..بل هو شاقا، فشلك في خلاله جزء لا يتجزأ منه وللفشل وجع في الروح أقر بالفعل أنه شديد الألم ولكن لا بديل عنه من أجل أن تكون أنت.. لن أحدثك عن تجارب إديسون الآلاف الفاشلة حتي إكتشف المصباح.. ولكني سأحدثك عن 3 أسباب أرجو أن تقنعك أن تبدأ التجربة وأنت موقن أن الفشل جزء طبيعي منها يؤهلك فيما بعد للنجاح : 
 
1-مواجهة فشلك، يقويك.. 
يدعم ظهرك..يقوي عضلاتك النفسية وقواك العاطفية وقدراتك الذهنية..لأنك منه تستمد قوة ما بعدها قوة، عندما تتعلم كيف تنظر له بأنه طريقك نحو تحقيق حلمك..
 
2-فشلك، محطة للتعلم..
هو بالفعل منطقة إستراحة.. كالماستر مثلا علي طريق الإسكندرية.. فيها ترتاح وتعيد ترتيب أوراقك..تلتقط أنفاسك لتبدأ من جديد بشخص أنضج وأكثر حكمة..
عندما إخترع توماس إيدسون اللمبة فشل آلاف المرات..كل تجربة فاشلة كانت تعلمه معلومة جديدة عن كيف ينجح.. كل تجربة فاشلة كانت خطوة في طريق وصوله للنجاح..
 
 
3-إفشل لكي تكون إنساناً مرناً.. كلما فشلت أكتر، كلما أصبحت إنساناً مرناً أكثر.. والمرونة أساس السعادة..الديناصور إنقرض لأنه أصابه الجمود.. 
الحقيقة أننا في أول طريقنا لتحقيق أي حلم في حياتنا نتخيل أنه طريق سهل وأن العالم كله بإنتظارنا.. لكن الواقع عكس ذلك تماماً.. النجاح يحتاج لبذل مجهود وتطوير للذات مستمر لا ينقطع أبدا..المرونة هي سلاحك لكي تقوم كلما وقعت.. والفشل وتجربته المؤلمة هو وقودك لتلك المرونة.. 
وتسألني وإن كنت من الخائفين دوما من الفشل.. ماذا افعل ؟ 
إليك الأربع خطوات التالية :
 1-لكي تبدأ أي تجربة جديدة، إنسي الناس..هم بأنفسهم سيأتون لك ولكن بوجوه جديدة قائلين لك نفس جملتهم الشهيرة :
-مش قلنا لك إنك حتفشل..
لا تهتم لآرائهم.. تعلم من ألمك كيف تنهض من جديد..قد يكون حان الوقت لكي تطهر قائمة أصدقائك من هؤلاء.. وتذكر، كل منهم يتحدث عن نفسه وفشله الشخصي الذي لم يستطع مواجهته فسجنه فأراد بكل من حوله أن يُسجَنوا مثله. 
2-لا بأس من الفشل، ولكن إياك والإستسلام.. 
أقرأ عن قصص الناجحين حول العالم.. كلهم فشلوا مئات المرات قبل أن يصلوا لطريق النجاح.. 
الفشل الحقيقي هو أن تستسلم قبل أن تصل لتحقيق حلمك.. 
3- ورقة وقلم وإكتب ما الذي فشلت فيه تحديدا ؟.. ولماذا ؟.. وما الذي تستطيع تغييره لكي تحصل علي نتائج مختلفة ؟..
ولو قابلك نفس الموقف أو التحدي الذي فشلت فيه سابقاً، ما الطريقة الجديدة التي ستتصرف بها ؟ 
وكيف تتعلم من الماضي الذي به هذا الفشل لكي تصمم مستقبل أفضل لنفسك ؟؟
4- أعد النظر في أهدافك التي فشلت في تحقيقها.. هل كانت أهداف محددة جدا ؟..هل تخيلت نفسك وأنت تحققهم في المستقبل ؟؟ 
في أوقات كتيرة الفشل ينتج من عدم تحديد الأهداف بطريقة صحيحة..
تلك التي ضروري أن تكتب عندما نحددها لكي نرجع لها، نحللها ونقيمها من فترة للثانية..قد يكون يوميا أو اسبوعيا أو شهريا ؟ 
 إن لم يكن لديك أي اهداف، سنتكلم لاحقا عن هذا الموضوع..
 
مختصرا، إن لم تكن فشلت بعد فأعلم أنك أنت الوحيد، الخاسر.. 
خسرت عمرك الذي قضيته ألماً داخل دوائر أمانك..
خسرت آثار أقدامك، تلك الدالة علي أنك كنت هنا في الدنيا يوماً 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق