البابا تواضروس: المسيح أول راهب في العالم

ربط البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بين الرهبنة وميلاد السيد المسيح، ربط صريح ومباشر في لقائه برهبان دير الأنبا بيشوي. 

 

وقال قداسة البابا تواضروس: "الرهبنة تقوم على ترك الكل والإتحاد بالواحد، والترك عمل رئيسي في حياتنا، إنك تعيش شكل من أشكال التجرد، والسيد المسيح اختار أن يدخل إلى العالم من خلال مذود بسيط، اختار هذه البداية البسيطة جدًا، فنحن في زمن التكنولوجيا ولكن أساسيات الرهبنة كما هي".

 

وتابع البابا تواضروس: "هل حياتك فيها المذود البسيط؟! فالمذود له قيمة ولكنه بسيط، اختار المذود البسيط واختار الرعاة كقلوب بسيطة".

 

وكشف البابا تواضروس عن قراره الخاص ببدء طريقه للرهبنة في إحدى تصريحاته الصحفية، وأكد أنه خلال دراسته الجامعية أصبح أمينا للخدمة وكان يطلق عليه اسم الأخ الكبير للجميع، وأوضح أنه كان بأسرته الأخ الوحيد لأختين لكن الخدام الآخرين مثلوا له الأخوة.

 

وأضاف البابا أن كتاب بستان الرهبان، كان له أكبر الأثر في دخوله  الرهبنة في بداية حياته الجامعية، حيث تم افتتاح مكتبة جديدة في الكنيسة فقال الخادم المسئول للحضور  باستطاعتكم استعارة جميع الكتب الموجودة بها فيما عدا كتاب واحد وهو بستان الرهبان وذلك لندرة طباعته، لكن بعد الاجتماع طلب هذا الكتاب من الخادم لاستعارته في بيته على أن يعيده في الغد وقد كان بدأ قراءته من 7 مساء إلى 3 صباحا وفي هذه الليلة قرر البابا فيها أن يكون راهبا.

 

و الرهبنة هي حياة البتولية، والعزلة وهي أيضاً عهد يقطعه القبطي الأرثوذكسي بأن يعيش حياة الزهد والتقشف، ولا يمس امرأة ولا يملك مالاً، ويوقف ذاته لعبادة الله ومن مقتضى ذلك أن الراهب لا يجوز له أن يتزوج لأن هناك تناقضاً بين الزواج والترهب، ولكن تحترم المسيحية جدا الزواج وتقدسه ويقطن الرهبان في الأديرة، المشيدة في قلب الصحراء، بعيداً عن ضوضاء العالم وضجيجه.