"لُقى الروح".. رُب تخاطر خير من ألف ميعاد

الجمعة، 12 يناير 2018 01:00 ص
"لُقى الروح".. رُب تخاطر خير من ألف ميعاد
صورة أرشيفية
إسراء سرحان

في الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل، تخلد "ليان" إلى النوم بعد عراك طويل مع التفكير في مشكلة استهلكتها لحد الإرهاق الذهني والجسدي، وأثناء نومها العميق آتاها صوت تعرفه وتمنت لو أنه كان بجانبها فيما تمر به، تاركًا لها رسالة كانت فى أمس الحاجة إليها لترشدها إلى الطريق الصحيح حتى تسلكه، دون إدراك منا نعيش جميعنا هذه الظاهرة، والتي تسمى الــ "تخاطر الذهني" أو "تخاطر روحي".

"التخاطر الذهني" عملية اتصال فوق حسية، حيث إنه يخاطب ما فوق النفس، وتتم فيه آلية التخاطر من خلال تحرير رسالة ذهنية ما بين المرسل والمُستقبل، وذلك دون استخدام الحواس الخمس، فهناك أشخاص لديهم القدرة على نقل أفكارهم إلى بعضهم البعض دون استخدام حواسهم.

التخاطر الذهني

اجتاحت هذه الظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الفترة الاخيرة بشكل ملحوظ، واستخدمها كلًا على طريقته سواء لــ"جلب حبيب" أو للتواصل مع صديق انقطع الود بينهم منذ فترة طويلة، كما في تخاطر إحساس الأم بأبنائها قبل أن يقع لهم مكروه كحادث سيارة أو ما شابه، والأمر الأكثر شيوعا عندما تستعد لكلمة أو جملة محددة وتجد صديقك يسبقك بقولها، أو عندما تردد أغنية في ذهنك وتتفاجأ بأن شخص يغنيها بصوت عالي، إلا أن أحدا لم يبحث عن أصل هذه الظاهرة أو توقيتها.  

ظاهرة "التخاطر" لم تكن بجديدة، حيث تم اكتشافها من خلال حادثة تاريخية في عصر الصحابة، حازت على شهرة واسعة حينذاك، من خلال قصة "سارية الجبل" للصحابي "سارية بن زنيم الدؤلي الكناني"، حدثت في بلاد فارس "إيران"، في عهد خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 23 هـ، حيث كان أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد فارس"سارية بن زنيم الدؤلي الكناني"، يقاتل في إحدي الفتوحات الإسلامية وتكاثر عليه الأعداء، وجاء ذلك بالتزامن مع مشهد أخر لأمير المؤمنين أثناء إلقاءه خطبة الجمعة على منبر الرسول الكريم، وتعالى صوت "عمر" فجأة قائلًا "يا سارية الجبل.. الجبل.. من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم".

سارية الجبل

انطلقت الكلمات من فم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب دون قصد أو تخطيط أو دراية، وهو ما آثار دهشة جميع من تواجدوا خلال الخطبة، فتوجهوا له بالسؤال حول ما صدر منه فرد عليهم قائلا: "والله ما ألقيت له بالاً.. شيء آتى على لساني".

كان على بن أبي طالب، من بين الصفوف المتراصة أمام عمرو ابن الخطاب، في خطبة الجمعة، فذهب إليه الناس أيضا يستفتونه فيما حدث قائلين: "ما هذا الذي يقوله أمير المؤمنين؟ .. وأين سارية منّا الآن؟"، فأجابهم  عَلي" دعوا عمر.. فإنه ما دخل في أمر إلا خرج منه".

بعد حادثة "سارية الجبل"، وموقف أمير المؤمنين، تبين المسلمون القصة فيما بعد، عندما عاد "سارية" من المعركة التى كان يخوضها، وعند رؤيته لـ"عمر"، سرد له ما حدث قائلًا: "يا أمير المؤمنين.. تكاثر العدو على جنود المسلمين وأصبحنا في خطر عظيم.. فسمعت صوتاً ينادي.. يا سارية الجبل.. الجبل.. من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم.. وعندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل.. واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش.. وواجهنا الفرس من جهة واحدة.. فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم".

حادثة "سارية الجبل"، كانت هي البداية لما توصلت إليه بعض الدراسات العلمية، مؤخرا، والتي كانت تبحث عن سر تكرار مثل تلك الحوادث، وأثبتت الأبحاث المتكررة أن التخاطر من الظواهر النفسية والروحية النادرة نسبياً، ويَختص بها بعض الأفراد من الممكن أن يكونوا استثنائيون، تماماً كالاتصال عن بعد وقراءة الأفكار.

1410124059099_wps_2_X_ray_brain_connect

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق