من الملف الخاص للزعيم.. عتاب وبشرى لوالده والأب يرد
الأحد، 14 يناير 2018 03:00 ص
جمال عبد الناصر
فكل روح سكنت جسماً جاء من أبوين مصريين لا ترضى بحالتنا الراهنة
كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم
الخطاب الأول إلى صديقه على فى 2 سبتمبر 1935
من يعيد مصر إلى سيرتها الأولى.. مالكة العالم
لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس، ونفضنا بشائر الحياة، واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأس على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى، يوم أن كانت مالكة العالم؟! أين من يخلق خلفا جديداً، لكى يصبح المصرى الخافت الصوت، الضعيف الأمل، الذى يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه، ساهياً عن التلاعب بوطنه؛ يقظاً عالى الصوت، عظيم الرجاء، رافعاً رأسه، يجاهد بشجاعة وجرأة فى طلب الاستقلال والحرية؟
حقاً.. إن المصرى يجزع من حفيف ثيابه فى راجعة النهار، ولكن يجب أن يقوموا من يقودونهم إلى مواقف الدفاع ومواطن الكفاح؛ فيكون لهم صوت أعلى من صوت الرعد، تتداعى لقوته أبنية الظلم والاستبداد.
فكل روح سكنت جسماً جاء من أبوين مصريين لا ترضى بحالتنا الراهنة، ولا تأبى أن تسيل فناء فى الوطن العزيز، والجامعة الوطنية المقدسة.
قال مصطفى كامل: «لو نقل قلبى من اليسار إلى اليمين، أو تحرك الأهرام من مكانه المكين، أو تغير مجرى [النيل]؛ فلن أتغير عن المبدأ».
على..
كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم، فقد تكلمنا مرات عدة فى عمل يوقظ الأمة من غفوتها، ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب، ويستثير ما كمن من القوى فى الصدور، ولكن كل ذلك لم يدخل فى حيز العمل إلى الآن، وعلى ذلك فأنا منتظرك فى منزلى يوم 4 سبتمبر سنة 1935 الساعة الرابعة مساء؛ لكى نتباحث فى الموضوع، وأملى أن تحضر فى الموعد المحدد.
سلامى إلى أشقائك والعائلة العزيزة.
من عند
جمال عبدالناصر
الخرنفش حارة خميس العدس / 3
الاثنين 2 سبتمبر سنة 1935.
الخطاب الثانى إلى صديقه على فى 3 سبتمبر 1935
«وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»
أخى على
خاطبت والدك يوم 3 سبتمبر فى التليفون.. وقد سألته عليك فأخبرنى أنك موجود فى المدرسة؛ لذلك عولت على أن أكتب إليك ما كنت سأكلمك فيه تليفونيا..
قال تعالى: «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»، فأين تلك القوة التى نستعد بها لهم؟ إن الموقف... دقيق، ومصر فى موقف أدق، ونحن تقريبا نودع الحياة، ونصافح الموت؛ فإن بناء اليأس عظيم.
منتظرك فى منزلى يوم 4 سبتمبر 1935 الساعة الرابعة مساء؛ لكى نتباحث فى الموضوع، وأملى أن تحضر فى الموعد المحدد.
سلامى إلى أشقائك والعائلة العزيزة.
من عند
جمال عبدالناصر
الخرنفش حارة خميس العدس/3
العم يكافح فى كل مكان حتى يحصل على أى مبلغ
الأول: يروى فيه زيارته للعم خليل فى دمنهور
26 يوليو [ 1947]
والدى العزيز
أهديك سلامى وأشواقى وأقبل أياديك الكريمة وأرجو أن تكون بخير.. عدت من دمنهور وقد صفيت كل شىء من جهة العم.. والحقيقة إنى تألمت جدا فهو لا يقوم الآن بأى عمل بعد أن ترك العزبة الأخيرة.. وقد ظهر لى أن الأحوال خلاف ما كنت أعتقد فى الناحية المالية؛ فالحالة مختلفة جدا عن الأيام الماضية.. والعم يكافح فى كل مكان حتى يحصل على أى مبلغ مهما بسط حتى يساعدهم على المعيشة. وقد تأثر جدا لذهابى لزيارته فجأة وكان سروره عظيما.. وكان يقول إنه انزوى لما وجدنا جميعا انفضينا من حوله عند العسر..
أرجو أن تحضر عندنا بمجرد حصولك على الاجازة.. وسلامى للجميع والجميع يهدوكم السلام.
26 يوليو
جمال عبدالناصر
عملت المستحيل حتى تمكنت من تقديم الطلب
الثانى: حل مشكلة تقديم أخيه مصطفى إلى المدرسة العسكرية
8 سبتمبر [ 1949]
والدى العزيز
أقبل أياديك الكريمة وأهديك سلامى. وقد فوجئت بجوابك الذى تقول فيه لم تصلنا استمارة منك لمصطفى؛ اذ أن جوابى الذى أرسلت به البيانات لم يصلنى رده. وتقديم الطلبات كان ينتهى يوم 7 الجارى ولابد من وجود الطالب والأوراق كاملة. وقد عملت المستحيل حتى تمكنت من تقديم طلب صورى مكون من استمارة بها بعض بيانات فقط، واتفقت مع المدرسة بأن جميع الأوراق المطلوبة مع الطالب تكون بالمدرسة قبل يوم 17 الجارى.
وقد قيد الطلب ومرسل صورة من الاستمارة لملئها؛ حتى يمكن نقل البيانات الناقصة وبيان الأوراق المطلوبة، وطلب تحويل..
كل ذلك يحضره مصطفى بعد إكمال الملحق مباشرة. وسلامى للجميع
جمال
8 سبتمبر
أرجو أن تكونوا أخذتم حقن الوقاية ضد الكوليرا
الثالث: يبشره بنجاح أخيه عز العرب الذى يرغب فى دخول الجامعة بالإسكندرية
7 أكتوبر 1947
والدى العزيز
والدى العزيز
أقبل أياديك الكريمة وأهديك سلامى وأرجو لك أحسن الأحوال.. لقد شغلت مدة عن الكتابة اليكم.. أرجو أن تكونوا أخذتم حقن الوقاية ضد الكوليرا.. لقد أخذنا الحقنتين هذا الأسبوع.. عز نجح وهو يرغب النقل إلى الإسكندرية حتى يلتحق بالجامعة وسأعمل جهدى، وقد طلبت منه أنه يكون النقل إلى مصر ولكنه فضل الاسكندرية، وعموما سأسعى لإسكندرية أو مصر..
أرجو أن تصلنى منكم جوابات باستمرار حتى لا أنشغل عليكم.. وقد كان بودى أن تمضى مدة معنا، ولكن يظهر إن الظروف تعاكس.. عموما أرجو أن تعمل جهدك حتى نراك وحتى ترى هدى ومنى..
سلامى للجميع.
جمال عبدالناصر
7 أكتوبر 1947
نحن فى انتظارك
الرابع: خطاب إلى والده يطمئنه على مصطفى
والدى العزيز
أقبل أياديك الكريمة وأهديك سلامى وأشواقى وكل عام وأنتم بخير. ونحن فى انتظارك لتمضى معنا مدة..
بخصوص مصطفى.. سأقابل عثمان باشا المهدى وسأكلمه عن موضوعه، وإن شاء الله يعتبر الموضوع ناجحا..
سلامى وسلام الجميع لكم
جمال عبدالناصر
دفعت مصاريف مصطفى اليوم
الخامس: يطمئنه أن مصطفى دخل المدرسة العسكرية
والدى العزيز
أقبل أياديك الكريمة وأهديك سلامى وأشواقى. دخل مصطفى المدرسة الساعة التاسعة أمس الجمعة، وقد استلمت جوابك الخاص بتجهيز الملابس، وقد اشتريت له بعض اللوازم المطلوبة ولا داعى لارسالها.. ويمكن ارسال باقى المطلوب..
وقد أخذت منه 24 جنيها ووصلنى حوالة بخمسة جنيهات، وقد دفعت المصاريف اليوم ووصيت عليه الضباط بالمدرسة.. وسلامى للجميع.
جمال
تألمت جدا لرسوب ليثى وربنا يعوضه
السادس: يعاتبه لأنه تكبد مشكلة تدبير مصاريف مصطفى
والدى العزيز
أقبل أياديك الكريمة وأهديك سلامى وأشواقى. وصل الطرد وقد أرسلته لمصطفى وزرته يوم الجمعة الماضى وهو مبسوط جدا. وقد تأخرت عن الكتابة لأنى سافرت إلى السويس يوم السبت وعدت أمس فقط. لم يكن هناك داع للسفر لتدبير باقى مصاريف مصطفى، وقد كان الأولى مصارحتى بكل ذلك؛ فأنا أول من يجب مصارحته حتى أشترك فى التدبير، وأنت تعلم أنى لا أضن بأى شىء وممكن توفير المطلوب، وقد تألمت لأنك كما لاحظت من جوابك تعبت فى هذا التدبير.. عموما كان الواجب أن يسبق ذلك خطوة وهى مفاتحتى. تألمت جدا لرسوب ليثى وربنا يعوضه.
جمال
ردود الأب على ابنه
عشمى الكامل فى الله أن تعود لنا سالما
الأول: لم أذق طعم النوم حتى وصلنى خطابك
ابنى العزيز جمال أفندى..
أتمنى لك العودة سالما، لم أذق طعم النوم إلا يوم وصولى خطابك وكذا أشقائك.. عشمى الكامل فى الله أن تعود لنا سالما منتصرا، وتكتب لى ولو كلمة واحدة كلما وجدت فرصة.. هدى ومنى والست والدتهما فى أحسن حال..
أتضرع إلى الله أن لا يحرمهم منك.
27 / 5 والدك
عبدالناصر
لقد تأخر عنا خطابك
الثانى: سأخرج على المعاش من باكر
ابنى العزيز جمال أفندى عبدالناصر حسين..
أتوسل إلى الله أن يعيدك لنا سالما ضمن جحافل مصر المنتصرة.
لقد تأخر عنا خطابك.. استلمته اليوم وإخواتك الثلاثة بجانبى بالمكتب منتظرين ورود البوستة.. وقد شكرنا الله.. الخطاب القادم إن شاء الله تكتب لى بمصر لأنى سأسلم العمل نهائى وأخرج إجازة المعاش من باكر وأقوم مباشرة إن شاء الله.. ولعلك تقدر حالتنا عند تأخر الخطابات.
ثقتى الكاملة فى الله أن نراك فى صحة جيدة مؤيدا بتوفيق الله.
والدك
2/6 عبدالناصر حسين
جرائد العالم تهلل ببطولتكم
الثالث: سأمكث مع أولادك حتى تعود
ابنى العزيز جمال أفندى
نتمنى لك السلامة. خطابك وصلنى ونحن فى ظمأ إليه فأثلج صدورنا.. نتضرع إلى الله فى كل لحظة أن نراك سالما فى صحة جيدة.
أنا جارى التسليم نهائى وسأقوم مباشرة إلى مصر أمكث مع أولادك إلى أن تعود إن شاء الله سالما.. تقبل دعواتى أسأل الله أن يحفظك وتعودوا منتصرين.. جرائد العالم تهلل ببطولتكم.. أيدكم الله بنصر من عنده.
والدك
عبدالناصر حسين
