ترامب يضع السلطة الفلسطينية في مأزق.. ومنظمة التحرير تبحث عن الحل

الإثنين، 15 يناير 2018 01:56 م
ترامب يضع السلطة الفلسطينية في مأزق.. ومنظمة التحرير تبحث عن الحل
الرئيس الاميركى دونالد ترامب

يواصل المسؤولون الفلسطينيون الإثنين مباحثهم غداة رفضهم خطة الرئيس الأميركى دونالد ترامب الجديدة للسلام باعتبارها "صفعة العصر"، وذلك بعد اعترافه بالقدس عاصمة للدولة العبرية.

ويواصل اجتماع المجلس المركزى لمنظمة التحرير الفلسطينية أعماله لبحث تداعيات قرار ترامب المثير للجدل، لليوم الثانى والأخير، كرر عباس أن الفلسطينيين لن يقبلوا بالولايات المتحدة كوسيط فى محادثات السلام مع إسرائيل متهما أيضا إسرائيل بأنها "أنهت" اتفاقات أوسلو للسلام، وقال: "لم يبق أوسلو، إسرائيل أنهت أوسلو"، وأضاف: "أننا سلطة من دون سلطة وتحت احتلال من دون كلفة، ولن نقبل أن نبقى كذلك".

ووقعت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية اتفاقات أوسلو للحكم الذاتى الفلسطينى العام 1993.

وقال عباس فى خطابه: قلنا لا لترامب ولن نقبل مشروعه، وصفقة العصر هى صفعة العصر ولن نقبلها"، في إشارة الى تعهد ترامب التوصل إلى "صفقة" لحل الصراع الاسرائيلى الفلسطيني، وتابع "أننا لا نقبل أن تكون أميركا وسيطا بيننا وبين إسرائيل" مؤكدا أن الفلسطينيين يرغبون بعملية سلام تقودها لجنة دولية.

ومن غير المتوقع ان تقبل اسرائيل بوسيط آخر غير الولايات المتحدة، وتتهم فى العادة الامم المتحدة والمنظمات التابعة لها بالانحياز الممنهج ضدها، وبدأ الاجتماع صباح الاثنين حيث من المتوقع أن يختتم هذا المساء مع بيان مشترك، ومهما كان قرار المجتمعين، سيعود القرار النهائى الى عباس.

وكان المجلس المركزى قرّر فى 2015 إنهاء التعاون الامنى مع اسرائيل، وهو أيضا جانب مهم جدا من العلاقة بين الطرفين، لكن القرار بقى حبرا على ورق.

ترامب وفلسطين


وشهدت العلاقات الفلسطينية- الأميركية تدهورا سريعا وتوترا شديدا منذ انتخاب ترامب، وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بأنه سيقود اكثر ادارة اميركية مؤيدة لاسرائيل، وايضا سعيه الى تحقيق سلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

ولكنه أغضب الفلسطينيين ايضا عبر رفضه الالتزام بفكرة دولة فلسطينية مستقلة وهدد مؤخرا بقطع مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الاميركيه.

وجمدت القيادة الفلسطينية اتصالاتها مع الادارة الاميركية، وقررت عدم لقاء نائب الرئيس الاميركى مايك بنس فى زيارته المقبلة فى 22 و23 يناير الجاري.

وكان ترامب هدد فى الثالث يناير بقطع المساعدات المالية الأميركية التى تزيد على 300 مليون دولار سنويا للفلسطينيين، بسبب عدم اظهارهم "التقدير و الاحترام" مؤكدا أنهم لا يرغبون بالتفاوض مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام، فى المقابل، أكد الفلسطينيون أنهم لن يخضعوا "للابتزاز".

وتفيد أرقام نشرت على الموقع الالكترونى للوكالة الاميركية للتنمية (يو اس ايد) أن الولايات المتحدة دفعت 319 مليون دولار الى الفلسطينيين عبرها، تضاف إلى ذلك 304 ملايين دولار من المساعدات قدمتها واشنطن إلى برامج الامم المتحدة فى الاراضى الفلسطينية.


أبومازن ينتقد ترامب

كما انتقد عباس السفير الأميركى فى اسرائيل ديفيد فريدمان والسفيرة الاميركية فى الامم المتحدة نيكى هايلى لمواقفهما الداعمة تماما للموقف الاسرائيلي، ورد عباس على اتهام ترامب للفلسطينيين رفض المفاوضات خلال خطابه مساء الأحد مستخدما مصطلح "يخرب بيتك، متى رفضنا؟" وسط ضحك الحاضرين.

وركزت وسائل الاعلام الإسرائيلية الإثنين بشدة فى تغطيتها لخطاب عباس، على استخدامه لهذا المصطلح، وقال وزير الدفاع الاسرائيلى افيغدور ليبرمان ان هذه التصريحات تشير إلى أن الرئيس الفلسطينى "فقد عقله ويتخلى عن المفاوضات"، ولم يتطرق رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو فى مؤتمر صحافى فى الهند التى يزورها حاليا، إلى تصريحات عباس.

وكرر مسؤولون فلسطينيون أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على ترامب، بما فى ذلك تعليق اعتراف منظمة التحرير باسرائيل، ولم يتطرق عباس إلى الاعتراف باسرائيل، ولكنه دعا المجلس المركزى إلى إعادة النظر فى الاتفاقات الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وجهود السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين متوقفة بالكامل منذ فشل المبادرة الاميركية حول هذا الموضوع فى نيسان/أبريل 2014.

وتعد الحكومة التى يترأسها بنيامين نتانيا هو الأكثر يمينية فى تاريخ إسرائيل، وتضم مؤيدين للاستيطان دعوا منذ تولى دونالد ترامب الرئاسة فى الولايات المتحدة إلى إلغاء فكرة حل الدولتين وضم الضفة الغربية المحتلة، ورفضت حركتا حماس والجهاد الاسلامى حضور المجلس المركزي. وقالت حماس انه كان يجب عقده فى الخارج لتجنب أى ضغوطات اسرائيلية.

وقالت حركة حماس التى تسيطر على قطاع غزة فى بيان الاثنين ان خطاب عباس الأحد "لا يلبى طموحات شعبنا"، وأضافت الحركة الاسلامية "مطلوب من المجلس المركزى إنهاء أوسلو ووقف التنسيق الأمنى وسحب الاعتراف بالكيان والدفع تجاه المقاومة".

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق