"هي كوسة".. وراء كل مثل قصة وحكاية

الأربعاء، 17 يناير 2018 01:00 ص
"هي كوسة".. وراء كل مثل قصة وحكاية
هي كوسة
إسراء سرحان

تداول المثل الشعبي "هي كوسة" على ألسنة الجميع من الشعوب العربية، حيث يستخدم هذا المثل عند وصف شئ لم يكتمل بالمعايير المطلوبة له، وإنما قام على طريق "الوسطة"، وهو الأمر الذي انتشر مؤخرًا بصورة كبيرة، وجعله يستخدم بكثرة بين الأوساط والمجتمعات، ولكن الكثير منا لا نعلم لماذا اختصت "الكوسة" بالذكر.

وترصد "صوت الأمة"، جميع القصص وراء هذه الأمثال الشعبية، وفي السطور التالية نتناول قصة إحداهما الذي حاز على شهرة واسعة، وهو"هي كوسة"، والذي تردد على ألسنة الكثيرون خلال أحاديثهم، ولكن قليلون من يعلم في أي مناسبة خلق هذا المثل.

تعود القصة الكامنة وراء "الكوسة" إلى قديم الزمان، حيث كانت هناك حياة بدائية باحته، ولا يوجد مظاهر التحضر والتطور والانفتاح الثقافي الذي أصبحنا عليه الآن، ولا هناك أي صورة من صور التكنولوجيا، كالتليفزيون والتليفونات المنزلية، وعلى غرار ذلك كان لا يوجد أجهزة لتبريد الخضروات والفواكه واللحوم.

نتيجة هذه الحياة البدائية كانت الوكالات المخصصة، لبيع المحاصيل الزراعية بالجملة، بدون سقف لحماية المنتجات من حرارة الشمس، وكان أكثر وأسرع ما يصاب بالتلف عند التعرض لأشعة الشمس هو محصول "الكوسة"، فكان المزارعون يصطفون في طابور طويل من أجل تسليم منتجاتهم للوكالة لبيعها بدلًا من أن تتلف ولا يستطيعون الاستفادة منها.

كان المزارعين يصطفون خلال هذا الطابور بالساعات لكثرة عددهم، ومن بينهم من لا يستطيع بيع محصوله لفترات طويلة، الوحيد الذي يستثنى من الوقوف في هذا الطابور هو صاحب محصول الكوسة، فكان يقف الحارس على باب الوكالة المخصصة لبيع المحاصيل، وينادي في المزارعين "كوسة يدخل"، وإن تذمر أحد الواقفين في الطابور في محاولة لتعدي دور الآخرين فكان يغضب بشدة، ويقولون له: "كوسة يدخل"، من خلال هذه القصة ظهرت كلمة "هي كوسة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق