عوامة نجيب الريحاني تبكي أيامها الخوالى (الحلقة الثالثة)

الخميس، 18 يناير 2018 12:00 م
عوامة نجيب الريحاني تبكي أيامها الخوالى (الحلقة الثالثة)
عوامة نجيب الريحانى
إيمان محجوب - تصوير صلاح الرشيدى

 العوامات مازالت تطفو على سطح النيل وترسو بما تحملة من أسرار وحكايات  تحمل ذكرى حكمت فهمي التي كانت ترقص في نادي (الكيت كات) لجنود القوات البريطانية وترجع لتنام في عوامتها بجوار كوبري الزمالك لتبدأ حياتها في الجاسوسية مع الألماني (يوهان أبلر) وأنورالسادات الذي كان فصل من الجيش المصري عام 1942 و تحمل قصص مغامرات الملك فاروق الذي قضي مع الحسناوات.

 

5144576-عوامة-وائل-عبد-الله
 
 
عشرات السهرات كانت على ظهر العوامات كما شهدت ميلاد ألحان فريد الاطرش، ومن العوامات التي مازالت باقية تثرثر للنيل بذكرياتها عوامة نجيب الريحاني رقم(75) التي شهدت قصة حب "الريحاني "وبديعة مصابني التي تعرف عليها أثناء إحدى عروضه في لبنان وإصطحبها معه إلى مصر عندما لمع نجمها في سماء الفن افتتحت ملهى خاصا بها إشتهر باسم "كازينو بديعة" وانفصل الريحاني عن بديعة مصابني ليتزوج بامرأة ألمانية هي "لوسي دي فرناي" وأنجب منها ابنته الوحيدة. 

5799936-عوامة-نجيب-الريحاني

 

وكما شهدت العوامة عز صاحبها سهرت معه وهي مريض بالتيفود يسعل طوال الليل حتي تم نقله الي المستشفي اليوناني بالعباسية ليغمض الريحاني جفونه للابد في يونيو 1949 وهو لم يختتم تصوير أخر أفلامة مع قيثارة الفن  ليلي مراد وتباع العوامة التي لم يجري عليها تعديل سوى بعض التجديدات البسيطة والصيانة الدورية فاحتفظت بشكلها المفتوح علي النيل فتحيطها بلكونات من كل الاتجاهات.

نجيب الريحاني وليلي مراد
 

مُلاكها إختلفت ألوانهم وجنسياتهم بداية من شراء سعيد فارس أمين مدينة جدة لها  لتصبح غامضة ومحاطة بالسرية ثم باعها إلى خليجيون أخرين ومن بعدهم كان يتم تأجيرها لطالبي السهرات الخاصة لتشاهد جدران العوامة التي طليت بكلمات الفن الراقي ونكات نجيب الريحاني ليالي أخري وحكايات أخري عن الشذوذ والقتل والسرقة لتنتهي إلى بيعها لسودانين الذين يأجروها لأجانب فرنسيون وإنجليز تركوا حياة الصخب على البر واختاروا أن يعيشوا في خصوصية  تامة حتي أنهم رفضوا ان يفتحوا لنا باب العوامة الذي مازال مغلق على كثير من الاسرار والحكايات.

عوامة المخرج وائل عبد الله رقم ( 54)

 لم يتبقي من 500 عوامة كان يملكها رجال الفن والسياسية في مصر من مطلع القرن الماضى وحتى الآن سوى 33 عوامة معظم سكانها من رجال الأعمال ومشايخ الخليج ومواطنين عاديين وبقيت عوامة المخرج وائل عبدالله وحيدة سفيرة للفن علي صفحة النيل خصوصا بعدما باع الفنان صلاح السعدني عوامة رقم ( 20 ) تحت كوبري إمبابة.

41431-وائل-عبد-الله

ووائل عبد الله  الذي ولد عام 1965 وبدأ حياته الفنية مخرج لمسلسل الفنانة يسرا " حياة الجوهري في فترة التسعينات  كما  قدم لحرافيش نجيب محفوظ من خلال مسلسل (السيرة العاشورية) مع نور الشريف، وأسس بعدها شركة (أوسكار) في عام 2003، وكان أول فيلم منإنتاجه هو (ملاكي إسكندرية) الذي كان من تأليفه وحقق نجاحًا كبيرًا وساعده لاستكمال المسيرة، حيث تبعه بإنتاج عدد من الأعمال مثل (بدل فاقد، مسجون ترانزيت، سمير وشهير وبهير، المصلحة والزيبق) وبعد نجاحة الفني الكبير إشتري عوامته والتي أحب ان تكون قريبة من القاهرة  يدرس فيها مشاريعة الفنية ويلتقي فيها بنجوم أفلامه .

حيث أكد " لصوت الامة " حارس العوامة أن المخرج  وائل عبد الله يأتي هنا كل فترة لقضاء بعض الليالي للكتابة وبعدما يذهب تظل مغلقة وتتميز العوامة بخصوصية كبيرة فنوافذها مغطاة بالستائر من كل الجوانب ومصنوعة من خشب الأبنوس وطلائها من نفس لون الأخشاب دون أي بهرجه أو زنية ترسوا عوامة وائل عبد الله علي شط النيل.

أشهر الافلام التي صورت حياة العوامات

ومن الأدباء والفنانين الذي عاشوا علي النيل صاحب نوبل نجيب محفوظ ووالذي كان من عشاق العوامات وظل مقيم في عوامة حسين باشا دياب  لمدة 25 عاما  ألف فيهم روايات " ثرثرة فوق النيل " وأولاد حارتنا و" واللص والكلاب و" والسمان والخريف  قبل أن يودع حياة العوامات إثر غرق طفل سقطت من شرفة العوامة المجاورة له ليسكن في العجوزة.

كما ظهرت العوامات في كثير من الافلام السينمائية منها الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ  حينما كان يذهب السيد احمد عبد الجواد " لزنوبه " وفي رواية " ثرثرة فوق النيل " والتي صورت هروب أبطال الفيلم الذي هربوا من واقع مصر الي العوامة ليدخنوا الحشيش ويشربوا الخمور ويستقطبوا النساء في صراع يجمع بين المرارة والاحباط والسخرية.


السفارة في
 

وفي العصر الحديث  صورة الفنان محمد هنيدي جزء من فيلمة صعيدي في الجامعة الامريكية في العوامة رقم " 47 " بصحبة سمارة بنت الليل المغلوبة علي أمرها والتي تعيش في عوامة مع " ستونه".

وكذلك قام الفنان عادل إمام بتمثيل اجزاء من فيلمه " السفارة في العمارة " داخل عوامة صديقة راتب حلمي المحامي  في العوامة رقم (52) والتي كان يتخذونها وكرا للمذات وتدخين الحشيش.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق