قردوخان واللي بييجي من وراه

الجمعة، 19 يناير 2018 01:34 م
قردوخان واللي بييجي من وراه
أحمد نجيب كشك يكتب:

من منا لم يقرأ في القرآن الكريم سورة يوسف عليه السلام ، هذا النبي الذي نشأ في قصر عزيز مصر الذي تكفل بتربيته وأكرمه وأحسن إليه، وهو في المقابل لم يتوانى لحظة في رد الجميل بطريقة وأخلاق الأنبياء الصالحين تربية رب العالمين ، أعجبت به إمرأة العزيز، كيف لا وقد أوتي نصف الجمال الذي خلقه الله تعالى ، فجاءته تراوده عن نفسها وتدعوه للزنا ، بل ومهدت له كل السبل المعينة على ذلك، فغلقت الأبواب ووضعت عليها الحراس وتعطرت وتزينت له ،وخرجت عليه في أبهى صورة ،وكانت جميله ،وكان شابا قويا ولم يتزوج أو يتسرى بعد ،وفوق ذلك وفرت عليه عناء التودد إليها حيث هي التي تطلبه، ورغم كل هذه المغريات رفض الوقوع بها وخاف الله عزوجل وحفظ للعزيز مكانته وفضله عليه قال الله تعالى :(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ).

ثم يأتينا -خليفة المثليين- ليصدر لبلاد المسلمين أعمال لا تتناسب إلا مع انحرافه وانفلاته الذي اشتهر به ،وأباحه علانية (وبترخيص) في بلاده، تلك الأعمال  التي ظاهرها يختلف عن باطنها،وهدفها الحقيقي اغتيال الأخلاق والقيم داخل المجتمعات الإسلامية ،وغزو بلاد المسلمين واختراق عقول الشباب داخل مجتمعاتنا من خلال-دس السم في العسل- بحجة التقدم والتحضر والرقي وحل المشكلات في المجتمع كالبطالة والفقر وغير ذلك؟؟؟

والحقيقة المؤلمة أن هذه المسلسلات ما جاءت إلا للتشجيع على إقامة العلاقات المحرمة بمختلف أنواعها،وعملت على نشر ثقافة الزنا في الأسرة الواحدة ، واستباحة خلط الأنساب الأمر المحرم في كل الأديان، ناهيك على أفظع الجرائم التي تشجع عليها وهي عمليات الإجهاض المحرمة كحل بعد الوقوع في جريمة الزنا،والأخطر المطالبة بجعل القوامة للمرأة على الرجل ،وتشجيعها بالتمرد على زوجها، وغير ذلك مما لا يقبله دين من الأديان ولا مجتمع من المجتمعات الإسلامية.

ولنضرب مثال يبين لنا ما تفعله هذه المسلسلات في عقول شبابنا وبناتنا من تخريب وتدمير،ففي مشهد مناقض تماما لما ذكرناه في قصة يوسف عليه السلام ، تخرج علينا تلك الدولة بمسلسل فيه انتهاك صارخ للقيم والمبادئ التي حث عليها القرآن الكريم ، لنرى البطل شاب وسيم قوي تربى في بيت عمه الذي أحسن إليه وتكفله، ولنرى الاختلاط والخمر والعري احتل الحظ الأكبر في المشهد ، إلى أن يتزوج العم من امرأة صغيرة لا تتناسب مع عمره من أجل المال ،وتسير الأحداث إلى أن تعجب بهذا الشاب وتتطور العلاقة المحرمة بينها حتى يقعوا في الزنا ، ومن ثم اللجوء للإجهاض وقتل نفس بغير ذنب في وجودها ولا موتها كوسيلة لعدم افتضاح أمرهما،وتدوم العلاقة بينهما في صورة مقززة من أبشع صور الغدر والخيانة إلى أن يفتضح أمرهم ،فيكون الحل في ارتكاب كبيرة أخرى أكبر من الزنا وهي الانتحار وقتل النفس بغير حق؟؟.

نداء ودعوة من القلب للقائمين في بلادنا على مثل هذه الأعمال إلى تقوى الله والبعد عن تدمير مجتمعاتهم بمثل هذا النوع من الأعمال،وليتذكروا قول الله عز وجل:(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)،ونداء إلى الآباء والأمهات أرشدوا أبنائكم وبناتكم إلى خطورة مثل هذه المسلسلات وما تبثه من أفكار محرمة ومدمرة لشبابهم وعقولهم ومجتمعاتهم -فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته- نسأل الله أن يحفظ شبابنا وفتياتنا ونسائنا من الفتن وأن يهديهم لما يحبه ويرضاه من القول والعمل.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق