مكاشفة الرئيس تفتح الملف.. دور السينما في تشكيل الوعي المجتمعي اختفى

الأحد، 21 يناير 2018 09:00 ص
مكاشفة الرئيس تفتح الملف.. دور السينما في تشكيل الوعي المجتمعي اختفى
مهرجان القاهره السينمائي
هناء قنديل

فتح حديث الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مؤتمر حكاية وطن، عن دور السينما في حياة الشعوب، ملفا مهما، مرتطبا بالسلام المجتمعي، ومستقبل القوة الناعمة في مكافحة الإرهاب والتطرف. 

الرئيس أكد أن المواطنين يأخذون على الإعلام وصناعة السنيما الكثير من المآخذ، مشددًا على أنه يشعر بالألم عندما يسمع ألفاظًا بلا معنى، تتردد على ألسنة الناس، مستقاة من الأفلام السينمائية، مضيفًا: "السينما الحقيقة لها أجر وثواب كبير جدًا، لما تدعو إلى الفضيلة والمبادئ، والعكس صحيح".

الكلمات الواضحة من الرئيس تحمل السينمائيين مسؤولية خطيرة، حول دور الأعمال التي تعرض على الشاشة الفضائية، في تشكيل الوعي المجتمعي، والارتقاء به، خاصة في ظل التحذيرات التي أجمع عليها النقاد، من أن انهيار السينما، يصحبه تراجع أخلاقي، يهدد أمن المجتمع.

وتعد أزمة الألفاظ الخارجة، واحدة من أشد مشكلات السينما المصرية قدما، حتى أنها باتت واحدة من الطبخات التي يلجأ إليها المنتجين، باعتبار أنها تحدث نوعا من الصدمة، التي تحقق للأفلام الشهرة، والربح، على شباك التذاكر.

 

037e4ccf-5ba5-4563-aea3-d40af78175e0

الناقد طارق الشناوي يرى أن للسينما دور كبير في تشكيل الوعي الاجتماعي، منذ نشأتها ليس في مصر ولكن في جميع أنحاء العالم، مضيفًا: "على سبيل المثال، فإن الواقع يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تنتصر في معارك خاضتها بخلاف الحرب العالمية الثانية التي لم تكن فيها وحدها، لكنها عن طريق السينما استطاعت أن تقنع معظم شعوب العالم بأنها أقوى قوة على الأرض، حتى صار الأمر حقيقة واقعة، دون أن تتكبد هي مشقة خوض المزيد من الحروب لتأكيد ذلك أو نفيه".

وتابع في تصريحات صحفية: "كثير من الأفلام المصرية القديمة، كان لها أثر على المجتمع، ومنها جعولني مجرما، وكلمة شرف، اللذان أدى عرضهما إلى تعديلات في القوانين المصرية، وكذلك فيلم عفوا أيها القانون، الذي فجر قضية ما زال الحديث عنها قائما حتى الآن، وأيضا أرجوك أعطني هذا الدواء، وغيرها من الأعمال".

وأوضح أن حالة الإسفاف التي اجتاحت المجتمع هذه الأيام، مرتبطة بشدة بالتراجع فيما يعرض على الشاشة الفضية، بل إن بعض الأعمال الدرامية التي تدخل البيوت، تأثرت هي الأخرى، فصرنا نرى القتل، والألفاظ النابية، على أساس أنها أشياء طبيعية، مضيفًا: "يجب على السينمائيين أن يعوا أنهم ليسوا مطالبين بنقل الواقع، وإلقاء الضوء عليه فهو شيء نعيشه يوميا، لكنهم مطالبون أكثر بتعريف الجماهير بكيفية إصلاحه ومواجهة سلبياته".

وعلى غرار الرأي السابق أكد الناقد نادر عدلي، أن الحل في مواجهة الظاهرة السابقة، هو منع تصوير الأفلام التي تحتوي على مشاهد مبتذلة، أو تروج لألفاظ غير محتشمة؛ من أجل الارتفاع بالذوق العام، وضمان أن يسمع الناس حوارات ترفع من أخلاقهم، ولا تحط منها.

ودعا في تصريحات صحفية إلى محاسبة جهات الإنتاج التي تنفق على أفلام تحمل في طياتها ابتذالا أو ألفاظا أو مشاهد خارجة، عن السياق الأخلاقي للمجتمع.  

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق