الشعب والجيش والرئيس أبطال ملحمة «حكاية وطن» (الجزء الأول)

الإثنين، 22 يناير 2018 01:00 ص
الشعب والجيش والرئيس أبطال ملحمة «حكاية وطن» (الجزء الأول)
الرئيس السيسى
عبدالعزيز السعدنى

المُغامر يصنع المستحيل، يمتلك- دومًا- روحًا طليقة؛ تجعله يواجه الزمن، وظروفه، وتحدياته، حتى يعبر- هو وشعبه- إحدى بواباته، مرفوعى الرأس، فيجبر التاريخ على إتاحة مجلدات عدد صفحاتها بتواريخ أممٍ، يحكى ويتحاكى ويسطر قصة شعب استطاع أن يغير مجرى تاريخه تحت أى ظرف، أينما كان، وقتما شاء، ويُعَنْوِنْها «حكاية وطن»، ويختمها بـ«حفظ الله مصر وشعبها وجيشها». 

الرئيس السيسى استطاع، خلال أربع سنوات فقط، أن يكسب مصداقيته بإشراك الشعب المصرى بجميع فئاته، الشباب والمرأة وأصحاب الخبرات، وكذا ذوى الاحتياجات الخاصة، فى تداول المعلومات ومعرفة التحديات التى واجهها ويواجهها الوطن، والإدلاء بآرائهم فى كيفية الخروج من عُنق الزجاجة، ولَفْظْ، خلال الرحلة، كل شاذ فكريًا، كاره للوطن، مُنساق وراء مؤامرات وأجندات خارجية فى محاولة لتدمير الوطن، للوصول إلى بر الأمان. 
 
«على اسم مصر، التاريخ يقدر يقول ما شاء.. أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء.. بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب، وتلتفت تلاقينى جنبها فى الكرب.. صدق صلاح جاهين، وصدقوا كل الشعراء والأدباء والفنانين، والزعماء والفلاسفة والمؤرخين.. اللى بعشق مصر اتغنوا وسجلوا على مر آلاف السنين ملحمة عشق بين ناس وأرض، وحكاية كفاح صانت الشرف والعرض.. الملحمة ملحمة شعب والحكاية حكاية وطن».. جزء صغير من فيلم تسجيلى عرضه القائمون على مؤتمر «حكاية وطن» قبل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى.
 
واستعرض الرئيس عبد الفتاح السيسى، فى كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، ما قدمه من إنجازات خلال السنوات الأربع الماضية، مقدما التحية والشكر للشعب المصرى على تحمله الظروف خلال الفترة الماضية.
 
وقال الرئيس السيسى، إن الهدف من المؤتمر، هو تقديمه كشف حساب عن فترة الرئاسة السابقة، وأنه سيروى رؤية وطن حول الأمانى وما تم إنجازه، مؤكدا أن الأمة المصرية، نفذت العديد من الإنجازات خلال الفترة السابقة، وتغلبت على جميع أمانى وآمال الإرهاب فى تدمير مصر، قائلا: «إنها حكاية وطن رواها الشعب المصرى على مدار أربع سنوات».
 
وأضاف أن الفترة الماضية لرئاسته شهدت معركة خاضها الشعب ضد الإرهاب ليضع حجر الأساس لتنمية مصر وبناء دولة مدنية فى وطن حر، وأن السنوات الماضية، وثقت ورسمت معالم المستقبل المصرى خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن ما نراه اليوم هو نتيجة ما بنيناه فى الأمس، قائلا: «دعونا نتذكر حرب الكرامة التى تمت فى أكتوبر وما سبق من عدوان على أرض الكنانة».
 
وأوضح الرئيس السيسى، أنه لم يكن يتطلع لخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، قائلا: «أشهد الله أننى لم أكن أطمح أن أخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى، ولكن لن أتاخر عن دعوة أبناء الوطن لخوض الانتخابات المقبلة»، مشيرًا إلى أنه لن يستطيع أن يقهر التحديات وحده، مطالبا الجميع بأن يتكاتف معه حتى يستطيع التقدم والتطور.
 
وتابع: «بدون الإصلاح لن تكون الدولة قادرة على الوفاء بالتزاماتها، وأنه لم يتردد فى اتخاذ قرار الإصلاح رغم الشعبية، التى اكتسبتها فى الشارع.. كانت الإصلاحات ضرورة والتراجع عنها خيانة لأننى مؤمن على مستقبل شعب ومن أجل الأبناء والأحفاد.. إن الشكر والتقدير للشعب المصرى، كان لازما لتحمله مثل هذه الظروف، والله والله والله شرفتونى وكرمتونى»، موضحا أنه حرص خلال الإصلاح على بعض الإجراءات لتخفيف أعباء الأسرة من خلال زيادة المعاشات بنسبة 15 %، وزيادة الحد الأدنى لمعاش تكافل وكرامة بنسبة 30 %، وارتفع عدد المستفيدين منه إلى 2.5 مليون أسرة مصرية.
 
وقال إن الاحتياطى النقدى ارتفع إلى 37 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار فى 2014، وانخفض ميزان العجز التجارى فى العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار، منها 4 مليارات دولار زيادة فى الصادرات و16 مليار دولار انخفاض فى الواردات.
 
وأوضح الرئيس أن معدلات البطالة انخفضت من 13.4 % إلى 11.9 % فى ضوء توفير فرص عمل كثيفة فى المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5 مليون عامل، إضافة لانخفاض معدلات التضخم من 35 % إلى 22 % خلال الشهر الحالى، ويستهدف الوصول بها إلى نسبة 13 %، كما تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلى الإجمالى من 16.7 % عام 2013 إلى 10.9 % عام 2017، كما ارتفع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14 % فى العام المالى 2016 – 2017.
 
ولفت إلى أن حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو 400 مليار جنيه تقريبا فى مشروعات الإسكان والتشييد والتنمية العمرانية، مشددا على أن الدولة شرعت فى تنفيذ خطة متكاملة للإسكان الاجتماعى، والقضاء على العشوائيات، وتم بناء 25 ألف وحدة سكنية لقاطنى المناطق العشوائية الخطرة، مؤكدا أنه تم تحقيق نهضة كبيرة فى مجال الطرق، وسيتم إنشاء 7 آلاف كيلومتر طرق فى 30-6-2018 بتكلفة إجمالية تتخطى الـ85 مليار جنيه.
 
واستكمل: المشروعات التى تم تنفيذها وفرت العديد من فرص العمل، وتم الانتهاء خلال الفترة الماضية من تنفيذ عدد كبير من المشروعات بلغت 11 ألف مشروع، بلغت تكلفتها نحو 2 تريليون جنيه خلال الأربع سنوات الماضية، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من المشروعات لم يتم الإعلان عنها حتى الآن، قائلا: «آخر 2018 بخلاف المليون ونص فدان، ستتم زراعة 200 ألف فدان جديدة، وفى منتصف 2019 سيكون مليون فدان.. أنا مليش دعوة بالمليون ونص فدان اللى اتقال عليهم قبل كده».
 
وأكد الرئيس السيسى، أنه حريص منذ توليه المسئولية على القضاء على فيروس «سى»، واستكمالا لهذه المرحلة، يستهدف الوصول إلى 50 مليون مصرى فى نهاية 2019، حتى تصبح مصر خالية من فيروس «سى»، واختتم كلمته: «إنها حكاية وطن بناها شعب.. والحق أن يقال للشعب المصرى وقف الخلق ينظرون كيف نبنى قواعد المجد وحدنا».
 
مبادرات عدة أطلقها الرئيس السيسي، بداية من حديثه الشهرى للشعب فى برنامج يوضح فيه التحديات مرورًا بدعوة دول العالم لمكافحة الإرهاب، ومؤتمرى الشباب، وشباب العالم، ووصولا بمبادرة «اسأل الرئيس»، جعلته يحافظ على شعبيته التى حصدها عندما طلب تفويضه لمواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة النابعة من جماعة الإخوان الإرهابية التى حاولت أن تُنهى تاريخ مصر.
 
الجمعة 3 يونيو 2016، أعلنت مؤسسة الرئاسة أن إنجازات الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى بدأت فور توليه منصبه، تشمل 8 محاور رئيسية قيمتها تريليون و40 مليار جنيه لتنمية مصر.
 
وفى شرح، أعده المركز الإعلامى للرئاسة، قالت إن الرئيس، وفور تنصيبه رئيسا للجمهورية، وضع المحاور الأساسية لمنهج عمل إدارته، وقبل أن يتعهد للشعب المصري، بالإنجاز، صارحه بحقيقة الإرث الثقيل من التحديات والمشكلات من التجريف السياسى، والتردى الاقتصادى، والظلم الاجتماعى، وغياب العدالة التى عانى منها المواطن المصرى لسنوات ممتدة، وأنه ليس من الأمانة والواقعية أن يعد المواطن المصرى البسيط التخلص من هذه التركة المثقلة، بمجرد تقلده مهام منصبه الرئاسى.
 
ووعد الرئيس السيسى، بحسب بيان مؤسسة الرئاسة فى يونيو 2016، المصريين بأنهم سيجنون ثمار هذه الفترة الرئاسية، وأن الدولة ومؤسساتها ستحرص على تحقيق معدلات إنجاز غير مسبوقة ما دامت إدارة المصريين بارزة وفاعلة فى مسيرة العمل الوطنى.
 
وتمثلت أبرز تعهداته باستكمال خارطة المستقبل، وانتخاب برلمان يعبر عن إرادة الشعب المصرى عبر انتخابات حرة ونزيهة، وبداية صفحة جديدة فى تاريخ الدولة المصرية عبر عهد جديد يدعم اقتصادا عملاقا ومشروعات وطنية ضخمة للدولة، مع الحفاظ على حقوق الفقراء، ومحدودى الدخل وتنمية المناطق المهمشة.
 
كما تعهد الرئيس باستعادة الدولة المصرية لهيبتها مع الحفاظ على مؤسسات الدولة ومواجهة محاولات هدمها، مع التزام كل مؤسسة بدورها الوطنى، الذى أنشئت من أجله، وجعل محاربة الفساد توجها قوميا حاكما لعمل هذه المؤسسات، والعمل من خلال محورين أساسين؛ أحدهما تدشين مشروعات وطنية عملاقة، والثانى توفير الموارد اللازمة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
 
بدأ الرئيس السيسى فترة حكمه بالعمل على 8 محاور رئيسية، تعمل الدولة على تنفيذها، وتبلغ قيمتها تريليونا و40 مليار جنيه:
المحور الأول قناة السويس.. 50 مليار جنيه لتنفيذ مشروع تنمية محور قناة السويس، وإنشاء مناطق صناعية ولوجستية.
 
المحور الثاني، المشروع القومى لتنمية سيناء، بتكلفة 150 مليار جنيه، حيث تعمل القوات المسلحة بشراكة العديد من الشركات الوطنية، على إنشاء 77 ألفا و237 وحدة سكنية فى شبه جزيرة سيناء قبل نهاية العام المقبل، وتنمية سيناء زراعيا وصناعيا.
 
المحور الثالث، مشروع المليون ونصف المليون فدان بتكلفة 70 مليار جنيه، والذى يهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية لجمهورية مصر العربية، وإقامة مجتمعات عمرانية جديــدة متكاملة، بهدف منع التكدس السكانى بالمناطق القديمة من الوجه البحرى وصعيد مصــــر وتوزيـــع السكان، وتوفير فرص عمل آمنة ومستقرة، وتشجيع فرص الاستثمار وفرص التنمية بالمحافظات الجديدة بمساحة قدرها (1،5) مليون فدان القريبة من البنية الأساسية والمتوفر لها مصادر مياه جوفية.
 
المحور الرابع، هو مشروع الشبكة القومية للطرق بتكلفة 100 مليار جنيه ويستهدف إقامة الشبكة القومية للطرق 30 ألف كيلومتر، تبلغ تكلفة الكيلومتر طولى الواحد 15 مليون جنيه.
 
ويشمل المحور الخامس المشروع القومى للمدن الجديدة بتكلفة 150 مليار جنيه ومنها العاصمة الإدارية الجديدة، حيث يتم العمل الآن على تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة على مساحة 10500 فدان.
 
ويشمل المحور السادس، وفق ما ذكرت الرئاسة، المشروع القومى للإسكان بتكلفة 185 مليار جنيه، حيث يتم تنفيذ المشروع على مدار 5 أعوام فـى كل أنحاء الجمهورية، سواء داخل نطاق المحافظات أو فى نطاق مدن المجتمعات العمرانية الجديدة، ويعد هذا المشروع الأضخم فى تاريخ مصر المعاصر.
 
وحول المحور السابع بتكلفة 500 مليار جنيه لتنفيذ المشروع القومى للكهرباء، حيث تعمل الدولة على تطوير الشبكة القومية للكهرباء لاستقبال القدرات الإضافية لها، وتطوير محطات التحكم.
 
ويشمل المحور الثامن حزمة مشروعات بناء الإنسان المصرى وتوفير الحماية والرعاية الاجتماعية، ويتضمن 11 محورا، وهى مشروع تكافل لمحاصرة مشكلة الفقر فى مصر ومنظومة الخبز لتسهيل وصول رغيف الخبز المدعم للفقراء ومحدودى الدخل وتطوير القرى الأكثر احتياجا، ومصر بلا غارمات والبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة وإنشاء بنك المعرفة وتطوير مراكز الشباب وقصور الثقافة.
 
وأنجز السيسى فى قطاعات الأمن ومكافحة الإرهاب ودعم التعليم ومشروعات المجلس التخصصى للتعليم والبحث العلمى التابع لرئاسة الجمهورية.
 
أما فى 2017، وبعد مرور 1095 يومًا على تولى الرئيس السيسى منصبه، 3 سنوات، كانت معظم إنجازات الرئيس تظهر على أرض الواقع فى مجالات الاقتصاد، والصحة، والتعليم، والبحث العلمي، والإسكان، والتضامن الاجتماعي، ومياه الشرب والصرف الصحى والكهرباء.

الاقتصاد:
انتشلت إنجازات الرئيس قطاعات بأكلمها من سوء الإدارة والتخبط والانهيار، وطرأ على القطاعات الاقتصادية الخدمية والإنتاجية العديد من التغيرات الهيكيلة، بل أصبحت تلك القطاعات مشابهة لمثيلاتها فى الدول الصناعية الصاعدة.
 
وجاءت نتائج تطوير القطاع الزراعى فى دخول أسواق جديدة لتصدير المنتجات الزراعية المصرية، كما اختفت أزمات نقص السلع الزراعية، بجانب التوسع التوسع فى زراعة المحاصيل الرئيسية كالقمح والذرة.
 
وحققت مصر زيادة فى الإنتاج الحيوانى، من 650 ألف طن فى 2015 إلى 850 ألف طن فى 2018، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الطيور والدواجن بحلول 2018.
 
ولا يمكن إغفال مواصلة مصر استكمال مشروع الـ 1000 مصنع، وتم تشغيل 450 منها، وتسهيل الحصول على تراخيص للمستثمرين.
ولا يمكن إغفال عقود إمدادات البترول التى وُقعت مع أكثر من دولة حتى لا تعتمد السوق المصرية على مورد واحد، وتوقيع 76 اتفاقية بترولية بإجمالى استثمارات تفوق 3.15 مليار دولار، وكذلك طرح عشرات المزايدات للبحث والتنقيب عن البترول فى خليج السويس والصحراء الغربية وفى العديد من المحافظات.
 
واستطاعت المؤسسات العاملة وفق خطة الرئيس السيسي، خفض المستحقات المتراكمة للشركات العالمية لـ 2.3 مليار دولار فى مايو2017، بعد أن كانت بلغت 3.6 مليار دولار خلال عام 2011/2012، أى بانخفاض نسبته حوالى 51 ٪، مما عاد بالثقة للاقتصاد المصرى والبدء فى تنفيذ مشروعات عملاقة.

الكهرباء:
جاءت الإنجازات على النحو التالى (افتتاح محطة توليد كهرباء بنها بقدرة 750 ميجاوات- محطة توليد كهرباء العين السخنة بقدرة 1300 ميجاوات- محطة توليد كهرباء مشال الجيزة بقدرة 2250 ميجاوات- محطة توليد كهرباء 6 أكتوبر بقدرة 600 ميجاوات- محطة إنتاج الكهرباء من الرياح بجبل الزيت قدرة 200 ميجاوات- عمل خطة عاجلة تضمنت 8 محطات جديدة بقدرة 3632 ميجاوات فى 8 محافظات بتكلفة وصلت إلى 7.2 مليار دولار- محطة توليد كهرباء جنوب حلوان بقدرة 1950 ميجاوات والمتوقع دخولها الخدمة منتصف 2018 - بدء مشروعات الربط الكهربائى مع الدول المجاورة- رفع كفاءة الإنارة بالشوارع- استكمال طرح عدادات الكهرباء مسبوقة الدفع للتخلص من مشكلة التهرب من سداد رسوم الكهرباء).
 
(نقلا عن النسخة الورقية)

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق