رحلة بحث عن غائبة تنتهى بمفاجأة

الأحد، 21 يناير 2018 03:27 م
رحلة بحث عن غائبة تنتهى بمفاجأة
آمال فكار تكتب:

لماذا خطبت هذه المرأة فقد سمعت عنها أنها شخصية متحررة أكثر من اللازم؟!

فى مديرية أمن الجيزة انطلقت بداخل المبنى استغاثات وضوضاء خارج مكتب مفتش جنوب الجيزة، واستغاثة صادرة من رجل مسن، تحرك العقيد من مكتبه وخرج لمعرفة الحكاية، شاهد رجلا فى السبعين من عمره يلبس بدلة كاملة، مضطربا. 

يهذى بكلمات غير  مفهومة، دخل الرجل إلى مكتب مفتش فرقة الجنوب وجلس أمامه يقول فى كلمات تقطر حزنا ودموع تتساقط منه: اسمى سمير حسين، موظف بشركة للمقاولات، ولا أدرى من أين أبدأ الحكاية، هل من اللحظة التى أصبحت فيها قعيد المنزل بعد أن علمت بهذا الخبر وهو اختفاء ابنتى، أم من لحظة أدركت فيها أننا نعيش فى دنيا غاب عنها الأمان وانعدم فيها الوفاء، ابنتى فوزية اختفت ولم تعد إلى البيت، تصورت أنها فى زيارة إلى صديقة لها وأمضت الليل عندها ولكن لم تعد ولم تذهب إلى عملها فهى عمرها 28 عاما وتعمل سكرتيرة لرئيس مجلس الإدارة فى إحدى الشركات الكبرى، ولم يحدث أنها تغيبت بهذه الصورة والغريب يا سيدى أننى تلقيت العديد من التهديدات بقتلها، وأننى أتهم خطيبها محمد سالم بعد أن رفضت إتمام زواجها منه، وقبل اختفائها اتصلت بوالدتها التى طلقتها منذ سنين وأخبرتها باتصال خطيب ابنتها بى عدة مرات وتهديده لى بخطف أحمد ابن ابنتى فوزية من زوجها السابق، وختم الأب بلاغه بأن ابنته غير معتادة على ترك البيت والمبيت خارجه منذ طلاقها من زوجها السابق، وأنه قلق جدا عليها.

 
أمام إصرار الأب باتهام الخطيب بخطف فوزية تم استدعاء الخطيب وسؤاله عن اسمه وعمله ورأيه فى الاتهام الموجه له بالخطف.. محمد سالم يبلغ من العمر 36 عاما، تاجر زجاج سيارات يقيم فى مصر الجديدة على قدر كبير  من الوسامة والأناقة، قال فى هدوء: حدث أننى خطبت فوزية منذ ستة أشهر وسافرت للعمل فى الكويت وقبل سفرى قمت بتسليمها مبلغ 80 ألف جنيه لإنهاء تشطيبات شقة الزوجية بالمقطم، ولكن منذ شهر تسلمت رسالة منها وأنا بالكويت كلها يأس وتعاسة، وطلبت منى الحضور رغم غرابة خطابها أسرعت بالنزول إلى القاهرة لمعرفة الحكاية، وقد أصبحت المشكلة عندى هى حياتى هل سأكون سعيدا مع هذه الخطيبة وماذا تريد من كلماتها غير المطمئنة، طول وجودى بالطائرة وأنا أسأل نفسى لماذا خطبت هذه المرأة فقد سمعت عنها أنها شخصية متحررة أكثر من اللازم وفشلت فى زواجها السابق بسبب عنادها وعصبيتها الزائدة، ولكن عاندت الجميع وقلت أواجه التجربة فهى جميلة ورشيقة وتتحدث لغات كثيرة وأنا تاجر وابن سوق وأردت هذه المرأة، وقبل لقائها تمنيت أن كل ما فكرت فيه يكون وهما وعندما نزلت من الطائرة لم أجدها، فأسرعت لشقة المقطم لمعرفة ماذا فعلت وهل هى معدة للزواج وصعقت عندما أخبرنى بواب العمارة أن خطيبتى ترددت على الشقة بصحبة شاب آخر وعلمت من والدها من خلال كلماتها أنها ترفض إكمال زواجها بى، واضطررت إلى تصفية معاملاتى المالية مع والدها فقام بتسليمى إيصال أمانة بمبلغ 60 ألف جنيه ورفض ذكر الـ 20 ألفا الباقية، وأعتقد أنه يتهمنى بخطفها حتى أتنازل له عن إيصال الأمانة وباقى المبلغ، ولكن أنا لا أعرف شيئا عن ابنته هذه أقصد من كانت خطيبتى فى يوم ما، فهى امرأة كبيرة وكانت متزوجة سابقا وتعدت الـ 28 من عمرها، حاول الخطيب بكل الطرق أن ينفى كل التهم عنه ولكن أمام إصرار الأب لم يكن أمام الشرطة غير عرض الخطيب على النيابة لاتخاذ اللازم وتحرر محضر رقم 262 إدارى، وحبسته النيابة وطالبت البوليس بالبحث عن فوزية، وتم وضع خطة بحث لمعرفة أين ذهبت وهل قتلت وبدأت الخطة بجمع معلومات عن الغائبة بمنطقة سكنها وحصر وفحص أصدقائها ومَن تتعامل معهم وهل بينها وبين أحد خلافات وقامت الشرطة بفحص منطقة عملها بالشركة ومناقشة العاملين بالشركة وتحديد آخر شخص شوهد معها لحظة انصرافها من عملها وفحص متعلقاتها من أوراق يحتمل وجودها بمكتبها للوصول لأى معلومات تفيد فى تحديد مكان وجودها والرجوع إلى مصلحة السفر والهجرة والجنسية لتحديد سفر الغائبة من البلاد من عدمه، فأكدت مصلحة الجوازات أنها غادرت البلاد إلى قطر مع زوجها رجل الأعمال، وكانت مفاجأة وصدمة للأب الذى انهار فى مكتب الشرطة من تصرف ابنته وخطيبها السابق طالب بباقى المبلغ ونكس الأب رأسه بعد غلق البلاغ لعدم وجود جريمة لأنها هربت بإرادتها وتزوجت من رجل آخر ولم تفكر فى أسرتها أو إبلاغ والدها بهذا الزواج الجديد وبقاء طفلها الصغير أحمد دون رعاية وحنان الأم، وهنا نحن أمام جريمة ولكن الجريمة هنا هى عدم التربية وانحلال أخلاق الفتاة التى لم تجد جوا أسريا تتعلم فيه الأخلاق، ونحن فى آخر زمن.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق