جمعة الغضب بصمة الإخوان السوداء.. "وكيل السجون" يستعيد مشاهد هروب دعاة الدم

الأحد، 28 يناير 2018 07:00 م
جمعة الغضب بصمة الإخوان السوداء.. "وكيل السجون" يستعيد مشاهد هروب دعاة الدم
اللواء شوقي الشاذلي وكيل منطقة السجون المركزية الأسبق
دينا الحسيني

(28 يناير 2018).. تحل اليوم الذكرى السابعة لأحداث جمعة الغضب، اليوم الذي استغلته جماعة الإخوان الإرهابية، في محاولة نشر الفوضى والتخريب وأعمال العنف، إضافة إلى اقتحام للسجون وتهريب المساجين وحرق مقار أمن الدولة .
 
اللواء شوقي الشاذلي وكيل منطقة السجون المركزية والشاهد الرئيسي في قضية هروب الرئيس المعزول محمد مرسي، يستعيد مشاهد الاقتحام، وكيف تعاملت قيادات السجون مع لحظات الاقتحام؟.. وكيف تعامل حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق واللواء حسن عبد الرحمن مدير جهاز أمن الدولة ومساعديه السابقين مع إشارة اقتحام السجون؟.. وكيف تعاملت القوات مع حالات الهروب والسيطرة على المساجين بعد نفاد الذخيرة الحية وصعوبة وصول كتائب الدعم من الأمن المركزي؟ .

مشاجرات داخل السجون في توقيت واحد
بدء اللواء الشاذلي تذكر الأحداث  قائلاً: "شهد  يوم (27 يناير) حالة هياج بسجن شديد الحراسة الذي كان من ضمن نزلائه طبيب أسامة بن لادن الخاص المدعو علي موافي الشهير بعلي كيماوي، ومساجين قضية تفجير طابا، ومهندسي الأنفاق في العريش، من بينهم مصريون وأجانب وبعض المساجين الخطرين المنتمين للجماعات الإسلامية المتطرفة" .
 
وتابع: "ونفس حالة الفضي شهدتها بعض السجون، كسجن المرج الذي كان من ضمن نزلائه محمد يوسف منصور، الشهير بسامي الشهابي قائد الجناح العسكري لحزب الله، وأيمن نوفل قائد الجناح العسكري لحركة حماس الإخوانية، اللذان قاما بمبايعة مرسي أثناء حكمه عقب فوز الأخوان في الانتخابات الرئاسية، ومتهمين مجموعة 21 التابعين لحزب الله، الذين تم القبض عليهم بتهمة التخطيط لتفجير قناة السويس" .

الشغب الممنهج داخل السجون في توقيت واحد
استكمل الشاذلي: "أبلغنا اللواء عاطف الشريف مساعد الوزير لقطاع السجون وقتها بورود إشارة من مأمور سجن شديد الحراسة بأبو زعبل بوجود هياج شديد بعنابر المساجين السياسيين وقاموا بتحطيم الأبواب وإشعال الحريق من الداخل وغلق الباب الخارجي للعنابر على الضابط بعد خروجهم منه مرددين هتافات (إحنا بره وإنتوا جوا) والقيادات ووضعنا خطة لتأمين السجن من الخارج والداخل وقمنا بنشر  تشكيلات من قوات الأمن تابع لقطاع السجون".
 
وأضاف وكيل منطقة السجون المركزية، وبعد ذلك تلقينا تعليمات من حبيب العادلي الوزير الأسبق بسرعة تأمين السجن من الداخل والخارج، واستمرار متابعة الحالة الأمنية لتفرغ مساعدي الوزير متابعة ما يدور من أجواء اعتصام بميدان التحرير.
 
وتابع: "وكان التخوف الأكبر من حيازة المساجين التابعين للإخوان لهواتف محمولة داخل عنبر شديد الحراسة تحديداً وقيامهم بأجراء مكالمات هاتفية للإخوان المعتصمين بميدان التحرير فكانت الخسائر ستكون فادحة في حال تحول الملايين من المعتصمين بميدان التحرير إلى السجون وكان هناك تخوف علي سجن أبو زعبل تحديداً بعد انسحاب الشرطة في تلك اللحظة ونظرًا لموقعة الجغرافي داخل كتلة سكنية .

لحظة تلقي العادلى وقيادات الداخلية إخطار الاقتحام
تحدث وكيل منطقة السجون المركزية عن يوم (28 يناير 2011)، قائلًا: "قمت وضباط السجون بالمرور على (ليمان 1 وليمان 2)، بأبو زعبل، كان المساجين السياسيين تخطب في باقي المساجين الجنائيين ويرددون هنخرج بكره وكأنهم على علم بأن يوم (29 يناير) هو يوم مخطط اقتحام السجون" .
 
وتابع: "فطلبنا دعم من الأمن المركزي، وتم تعزيز السجن بالخدمات الأمنية على الأسوار ووضعنا خطة تصدي للهجوم من خارج السجن ولكن باءت تلك الخطة بالفشل نظرًا لكون مصر لم تشهد اقتحام لسجونها بمثل هذا التخطيط المنظم المرتب".
 
وأضاف الشاذلي: "وفي صباح يوم (29 يناير) توجهت والضباط للمرور علي سجن أبو زعبل وبعد لحظات من وصولنا سمعنا إطلاق أعيرة نارية من الخارج على السور الشرقي للمنطقة وفي اتجاه  البوابة الرئيسية للمنطقة المواجهة لترعة الإسماعيلية" .
 
وأشار إلى أنه تم إصدار توجيهات لمجندين برج المراقبة أعلى السور الشرقي للسجن بالتعامل مع ضرب النار وصعدنا معهم أبراج المراقبة الكاشفة للطريق وشاهدنا عدد كبير من الرجال يرتدون جلاليب بيضاء وبعضهم يرتدي صيديري يطلقون نيران من أسلحة متطورة على السجن مع تحرك لودر كبير يحاول هدم السور الشرقي  للمنطقة، وتعاملنا معهم وتمكنا من قتل سائق اللودر قبل هدم السور واستمر التعامل مع تلك الجماعات المسلحة حتى الساعة الخامسة مساءً، حتى نفذت الذخيرة فانسحبنا من الباب الخلفي حفاظًا على أرواح ضباط ومجندين السجن فتمكن المساجين من الهرب .

(30 يناير 2011) هروب مرسي من الصحراوي
وأشار اللواء الشاذلي إلى أن اليوم التالي أخبره طبيب السجن الذي يقيم بالسكن الإداري خلف المزرعة الملاصقة لسجن أبو زعبل، بحضور عرب يتحدثون لهجة بدوية وسألوه عن استراحة ضباط السجن، وكانت هناك حالة من الهرج والمرج منهم وتبين وضع رشاش متوسط جرينوف، ولحظتها تلقيت إشارة جديدة باقتحام سجن المرج أيضا لتهريب أيمن نوفل، وسامي الشهابي.
 
وتابع: "فتوجهنا للمرج واستمعنا للمساجين الذين شاهدوا عرب قاموا بالسؤال عن زنزانة أيمن نوفل وسامي الشهابي وأخرجوهم ومساجين خلية حزب الله، واصطحبوا أيمن نوفل معهم بسيارة إسعاف  وانطلقوا بها إلى العريش ومنها إلى غزه أما سامي الشهابي فقد اصطحبوه إلى أسيوط ومنها إلى أسوان ومنها إلى الحدود الجنوبية مع السودان، وتمكنوا من العبور إلى لبنان بمساعدة عناصر الإخوان الإرهابية واعترف عليهم الشهابي في أحد أحاديثه الصحفية بلبنان حيث وجه الشكر إلى قيادات الإخوان بمصر لمساعدته على الهرب والاختفاء بأسيوط لمدة يومين قبل هروبه إلى لبنان بمساعدتهم" .
 
وأضاف الشاذلي: "أما سجن الصحراوي (2 بوادي) النطرون والذي كان يقيم فيه مرسي مع عدد من قيادات مكتب الإرشاد شهد هذا السجن أيضاً نفس سيناريو اقتحام باقي السجون حيث تعرض السجن لإطلاق نار كثيف من الخارج على السجن 2، وتم اقتحامه بكسر الباب الرئيسي بأحد اللوادر وسألوا المساجين عن زنزانة مرسي وتهريبه أما برج العرب فلم يتعرض لاقتحام لوجود القوات المسلحة للتأمين وقتها" .

كيف تعامل مبارك مع تقرير العادلى باقتحام السجون
قال اللواء الشاذلي، إن مبارك وقادة الدولة كانوا مشغولين بما يدور بميدان التحرير من زايد الأعداد في الاعتصام وطالبنا العادلي بالتعامل مع الاقتحام حسب الموقف أمام كل سجن، جاء ذلك بعد قيام مدير مصلحة السجون الأسبق عاطف الشريف رحمه الله  بالعرض علي حبيب العادلى وحسن عبد الرحمن رئيس جهاز أمن الدولة وقتها بمخاطبة الأمن المركزي الذي كان يترأسه اللواء أحمد رمزي وقتها لإرسال دعم من تشكيلات المجموعات القتالية إلا أن الدعم لم يصل بسبب تصاعد الأحداث في ميدان التحرير وانسحاب الشرطة من الميادين وحرق الأقسام
 
وتابع: "وكانت حصيلة اقتحام السجون هي 10 أقسام تعرضوا للاقتحام ووصل عدد المساجين الهاربين إلى 22 ألف سجين من وادي النطرون وأبو زعبل والمرج والفيوم".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق