طب الطوارئ المشاكل والحلول

الجمعة، 02 فبراير 2018 02:33 م
طب الطوارئ المشاكل والحلول
أحمد ابراهيم يكتب:

طب الطوارئ هو خط الدفاع الأول عن المريض لحين استقرار حالته ثم تحويله إلى التخصص المطلوب وهو من أهم المشاكل التي تواجه المريض المصري بل منظومة الصحة كلها وكثير من المرضى يتوفاهم الله بسبب العجز الشديد في هذه الخدمة،

سوف نتناول في السطور التالية هذه المشكلة وحلولها من خلال الرؤية المتميزة التي أرسلها لي د السعيد عبدالهادي عميد كلية الطب بجامعة المنصورة

 

أولا المشاكل وتتمثل في كثرة عدد المرضى مع النقص الشديد لأقسام وأطباء الطوارئ فمعظمهم يُفضل السفر إلى الخارج بسبب الإغراءات المالية كما أن تأخر نقل المرضى والتدخل الطبي لأسباب عديدة سواء كانت من المريض وأهله أو من المواصلات والمرور أو نقص خبرة الاطباء بالاضافة الى محدودية الدعم المادي مع ارتفاع مستلزمات العلاج فمريض الطوارئ من الحوادث أقل تدخل جراحي له يحتاج 25 الف جنية كل هذه مشاكل وتحديات طب الطوارئ في مصر

 

ثانيا الحلول المقترحة تتمثل في ضرورة تفعيل أقسام الطوارئ في كل مستشفيات وزارة الصحة بالمراكز والأقسام حتى تتعامل مع الحالات البسيطة والتي تمثل 80 % من حالات الطوارئ ثم تحويل الحالات الكبرى إلى المستشفيات الجامعية والمتخصصة

أيضا يجب تعظيم دور الإسعاف المصري وتدريب المسعفين والأطباء الشبان على التعامل مع حالات الطوارئ في مكان الحادث بل هذه ثقافة صحية يجب أن يتعلمها الشعب كله في المراحل الدراسية المبكرة فكثير من مصابي الحوادث يتحولون إلى قتلى بسبب التعامل الخطأ معهم بعد الحادث من الحلول المقترحة أيضا زيادة رواتب اطقم أطباء وتمريض الطوارئ حتى يتفرغون للعمل ولا يهاجرون خارج مصر كما يجب تفعيل القرارات الوزارية بإلزام المستشفيات الخاصة بعلاج مرضى الطوارئ مجانا خلال ال 48 ساعة الأولى ثم تحويلهم بعد ذلك إلى المستشفيات الحكومية ومن يتقاعس عن ذلك يتم إغلاق المستشفى فورا  

 أيضا يجب التوسع في إنشاء أقسام الطوارئ والمستشفيات المتخصصة في ذلك خاصة بالمناطق القريبة من الطرق السريعة

فعدد هذا المستشفيات قليل جدا مقارنة بعدد السكان وزيادة نسبة الحوادث 

 

اتذكر إنشاء مستشفى الطوارئ بجامعة المنصورة وكان ذلك عام 1994 كانت أول مستشفى متخصصة في هذا المجال على مستوى منطقة الشرق الأوسط ومازالت المستشفى كما هي دون توسع منذ إنشائها  قبل ربع قرن رغم أنها تقدم خدمة طبية لأكثر من عشرة ملايين مواطن في منطقة الدلتا ويتردد عليها 1500 مريض يوميا(خلال أيام الاستقبال) مع هذا العدد الكبير والغرف القليلة والإمكانيات المحدودة فمن الطبيعي أن يكون هناك بعض القصور في تأدية الخدمة علما بأن كل خدمات المستشفى مجانية بالكامل والتكلفة مرتفعة وبالتالي تُصبح المستشفى في مرمى الإعلام والبرلمان وهذا هو قدر المؤسسات الناجحة في البلد فمن يعمل يُنتقد ومن لا يعمل لا يشعر به

 

كان الهدف من إنشاء مستشفى الطوارئ هو التدخل الجراحي السريع لحالات الحوادث التي تحتاج اكثر من تخصص في نفس الوقت وكان متوقع ان تستقبل المستشفى 5 الحالات فقط ممن تنطبق عليها هذه الشروط ولكن اليوم المستشفى تستقبل المصابين بالأنفلونزا والصداع والمشاجرات الزوجية ومن يريد تحرير محاضر شرطة وفي حالة الامتناع عن ذلك تتعرض للنقد والهجوم ،

 

الخلاصة أن طب الطوارئ يحتاج إلى إعادة نظر بالكامل حفاظا على حياة المواطن ويرتبط به أيضا طب الحالات الحرجة وهذا سوف يكون موضوع المقال القادم وتحيا مصر

             

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق