بكل فخر "صنع في مصر"!

الخميس، 15 فبراير 2018 12:47 م
بكل فخر "صنع في مصر"!
أحمد إبراهيم يكتب:

كنت في زيارة للأهرامات وقمت بشراء أقلام رصاص عليها رسومات فرعونية وسعدت أننا نصنع أقلام رصاص تحمل صور تعبر عن حضارة وتاريخ بلدنا العريق ويتم بيعها للسائحين في هذه المنطقة الأثرية الأهم في العالم ولكن المفاجأة أن الأقلام كانت صناعة إماراتية أيضا.
 
حينما تسير في شوارع القاهرة الكبرى تشاهد بعض أتوبيسات هيئة النقل العام مكتوب عليها «صنع في الإمارات» وعلى قدر سعادتي بالنهضة الصناعية لدولة الإمارات العربية الشقيقة( فلم تعد تعتمد على البترول فقط كمصدر للدخل القومي) على قدر حزني بالحال الذي وصلنا إليه بعد أن كنا أول دولة في المنطقة أنتجت سيارة وكان ذلك عام 1958 ليست السيارة فقط بل كنا ملوك الصناعة في كل شيء من الإبرة للصاروخ (مشروع عبد الناصر) ولكن تم تدمير كل ذلك بفعل فاعل وتحولنا من دولة منتجة إلى مستهلكة. 
 
من الصناعة والإنتاج إلى الاقتراض والاستيراد.. وعلى مدار أكثر من أربعين عاما كانت هناك سياسة ممنهجة للقضاء على الصناعة الوطنية حتى أصبح لدينا أكثر من 5 آلاف مصنعا مغلقا، كما أن مصانع القطاع العام لم تشهد أي تطوير، وأصحبت عبئا على الدولة بسبب خسائرها الفادحة هذا بالإضافة إلى فساد برنامج الخصخصة الذي تسبب في تدمير كثير من الشركات بدلا من إصلاحها وتطويرها. 
 
ولكن مؤخرا هناك بعض الإشارات الإيجابية عن اهتمام الدولة بالصناعة منها ما حدث الأسبوع الماضي، حيث شهد وزير الصناعة احتفالا بمناسبة قيام شركة مصرية (قسطور) بتصنيع أتوبيس «بدورين» حمولة 73 راكبا وبأحدث المواصفات المصنع في مدينة العاشر من رمضان ونسبة المنتج المحلي فيه  65% وهي نسبة كبيرة والشركة حصلت على علامة بكل فخر «صنع في مصر».
 
تم إنتاج الدفعة الأولى وسوف نراها قريبا في شوارع القاهرة الكبرى أيضا الرئيس السيسي كان قد شهد إنتاج أول جهاز تليفون محمول مصري (سيكو) المصنع في محافظة بني سويف وإنتاجه بدأ يغزو الأسواق  ونسبة المنتج المحلي فيه 45% أيضا إعلان وزيرة الاستثمار عن إنشاء مصنع لإنتاج السكر من البنجر في محافظة المنيا برأس مال مصري إماراتي واستصلاح 183 ألف فدان لزراعتها بالبنجر.
 
أيضا حاليا يتم إنشاء مصنع للأدوات الرياضية (منترا) في المنطقة الحرة سوف يساهم في سد العجز لسلعة نستوردها بنسبة 80% هذا قليل من كثير فهناك مناطق صناعية واستثمارية مطروحة للمستثمرين بعضها سوف يكون مجانا لأنها تخدم مناطق فقيرة.
 
مصر تحتاج على الأقل 1000 مصنع كبير لإنتاج السلع الإستراتيجية التي نحتاجها لإنهاء كل مشاكلنا في البطالة والاستيراد والنقد الأجنبي والدولة لن تستطيع القيام بهذه المهمة وحدها، ولكن القطاع الخاص شريك أساسي فيها ولكن للأسف مازال يعاني أشد معاناة من الجهاز الإداري، ولدي وقائع كثيرة تؤكد ذلك لا مجال لسردها الآن كل ما أتمناه أن يدرك كل المسئولين في الدولة كبارا وصغارا بأن الصناعة هي الحل ولا تقدم بدونها وتحيا مصر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق