قصة "حمار" ساهم في حل الأزمة الاقتصادية بعهد الخديوى إسماعيل

الجمعة، 16 فبراير 2018 07:00 م
قصة "حمار" ساهم في حل الأزمة الاقتصادية بعهد الخديوى إسماعيل
إسراء الشرباصى

سمعنا كثيرا في السنوات القليلة الماضية عن حالات غلق لبعض المطاعم والباعة الجائلين للحوم ومشتقاتها، بعد ثبوت استخدامها للحوم الحمير، فيما حاولت مباحث الثموين والجهات الرقابية المنوط بها حماية الأسواق وصحة المواطنين التصدى لمثل هؤلاء.
 
ولعل الصور التي احتفظت بها أذهان المواطنين هي الهياكل العظمية للحمير، وما تبقى منها بعد عملية الذبح، ما آثار تخوف الكثيريين من تناول اللحوم الجاهزة خارج المنزل بل وغير المطهية أيضا إلا بعد التأكد من مصدرها، لنجد أن حال الحمار حاليا تدهور بالمقارنة بالقرون الماضية، التي كان له فيها «شنة ورنة».
 
الحمار الذي غنى له الفنان الشعبي سعد الصغير أغنية «بحبك يا حمار» كان له مكانة عظيمة في المجتمع قديما فكان يستخدمه الملوك والمواطنين كوسيلة للتنقل من مكان إلى آخر، وكان بمقام أفخم السيارات الملاكى حاليا المنتشرة في شوارع المحروسة، لكن الحمار يصفه العلماء بأنه شديد الذكاء على الرغم من السمعة السيئة التى التصقت به على مدار الزمن ووصفه بالغباء إلى أن أصبح يصفون الشخص شديد الغباء بالحمار كأنوع من أنواع السب.
 
 
رخصة الحمار
رخصة الحمار
 
لكن فى الحقيقة نجده يوصف كدليل في سلوك الطرقات الوعرة تحديدا، التي مشى فيها ولو مرة واحدة، وكأن لديه خاصية الـ «جي بي إس»، التي يسعى أصحاب السيارات إلى توفيرها في سياراتهم لتدلهم على الطريق، كما يتمتع بحدة سمع وقدرة تحمل تفوق الحصان بالنظر إلى حجمه. 
 
كان وضع الحمار في السابق منظم ولم يكن يسير هباء في الشوارع، مثلما نجده حاليا دون مراقب بل كان له رخصة خاصة لركوب الحمار تمنع رجال الأمن من استيقافه وتسمح له بالسير في طريقه طالما يحمل راكبه رخصة الحمار، التي كانت تبلغ 60 قرشا.
 
جاء ذلك في الوقت الذي شهدت فيه مصر مجاعة في عهد الخديوي إسماعيل، الذي أقر جمع ضرائب من المواطنين بأي شكل حتى على ركوب الحمير، وذلك لإمكانية سداد فوائد القروض التي اقترضها الخديوي من الأجانب، التي وصلت إلى 91 مليون جنيه، وأدت إلى صدور قرار بعزله في عام 1879م، ووقوع مصر تحت براثن الاحتلال الإنجليزى في عام 1882م.
 
الملك فؤاد يتفقد أسوان راكبا الحمار
 
الملك فؤاد يتفقد أسوان راكبا الحمار
 
كان للحمار دورا- ولو بسيط- في تسديد الديون المستحقة على مصر من خلال دفع راكبه الرسوم المستحقة للتنقل به، وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا ومحاولة رفع الدعم وارتفاع نسبة الضرائب على المواطنين لإمكانية تطبيق الإصلاح الاقتصادي، التي تسعى لتحقيقه الحكومة الحالية إلا أن هناك أشياء صغيرة كانت من الممكن أن تجني لهم ضرائب دون عناء أو مشقة إلا أنها لم تخطر في بالهم ولعل أبرزها رخصة الحمار، فإذا نظرنا إلى وضعه حاليا فنجده غير منتشر في العاصمة والمحافظات الكبرى مقارنة بالقرون الماضية إلا أنه في الأرياف لا غنى عنه.
 
وبعد أن كان أشبه بالوسيلة الوحيدة للتنقل قديما واستغله الملوك وكبار رجال الدولة فى التنقل، عندما بحثنا فى قصص الملوك وجدنا صورة للملك فؤاد يتفقد محافظة أسوان راكبا للحمار، وحوله كبار رجال الدولة وكل منهم يستقل حمار.
 
إلا أنه ومع تطور الزمن ظهر الحنطور والكارو والسيارات بكل أشكالها لنجده حاليا يسير فى الشوارع هاربا براكبه من عيون الأمن لعدم التصدى له، فلم يكن له رخصة سير حاليا ولم يجد من يستطيع التصدى لذابحيه مقابل الحصول على لحمه، ليظل المساهم في فك الأزمة الاقتصادية لمصر في عهد الخديوي إسماعيل هاربا من عيون الحكومة، ويحل مكانه السيارات الفخمة في الشوارع الكبرى بل و«التكاتك» في الشوارع الفرعية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة