"فتش عن المرأة".. النساء يتحكمن في الرجال ومبيعات الكتب

الأربعاء، 21 فبراير 2018 09:30 م
"فتش عن المرأة".. النساء يتحكمن في الرجال ومبيعات الكتب
نوال السعداوى
رامى سعيد

"الرجل المثقف جدا، هو الذي وجد شيئا أكثر إثارة من النساء"، إذا سلمنا جدلا بصحة عبارة الروائي الإنجليزي "إدغار والاس" سيقودنا ذلك إلى أن المثقفين قلة وإنهم لا يؤثرون فى مبيعات الكتب قيد أنملة، فالراجح أن المبيعات يتحكم فيها "موضوع المرأة" سواء كانت الكتابات عدائية مُحقره من شأنها، أو معاها  مُعظمة وجودها مؤيدة لحقوقها، فالرجال والنساء على حد سواء يحرصون على اقتناء كتابات اعداء المرأة وعلى النقيض يتهافتون على الكتابات النسوية الصرف، ما يطرح تساؤلا حول من الذى يتحكم فى الذوق العام تجاه الكتب، "المرأة أم الرجل"؟

أنيس منصور

إذا دققنا النظر في حياة الكاتب والفيلسوف أنيس منصور، سنجده واحد من أكثر الكتاب مبيعًا على مدى عقود طويلة، سنجد أن أحد أسرار نجاحه بجانب رشاقة أسلوبه وبساطته بطبيعة الحال، هو عداؤه للمرأة، الأمر الذى لم يكن له أساس من الصحة على مستوى حياته الشخصية فقد عاش حياة زوجية هادئة سعيدة على حد شهادته هو شخصيًا وأقوال من حوله.

الشاهد  أنه فى أحد اللقاءات التلفزيونية حينما سُئل من المذيعة:"استاذ انيس هو انت حاطط المرأة فى دماغك ليه" ابتسم قائلا " أنا لست عدو للمرأة وما اكتبه عنها اشبه بكاريكاتير.. فليس كل كاريكاتير عداء وإذا تصورت ذلك فانت تحكم على أحمد رجب ومصطفى حسين بأنهم أعداء الناس"، إذًا لم يكن منصور عدوا للمرأة وأنما عرف انها بضاعة رابحة سواء في الجرائد، أو سوق مبيعات الكتب.

ومن أقواله: "الخداع والكذب والغرور ليس عملا واعيا عند المرأة، إنها الغريزة / المرأة العاملة أنثى أحيانا ورجل معظم الوقت / الرجل هو الجنس اللطيف، والمرأة هي الجنس يا لطيف / المرأة عندما تطلب النصيحة فإنها تريدك أن توافقها علي رأيها / هناك طريقتان لمناقشة المرأة كلتاهما بلا نتيجة / الزواج أعظم الوسائل التي يستخدمها الإنسان لمعرفة الشخص الذي لا يمكنه أن يعيش معه في سلام".

 

انيس منصور


"احلام مستغانمي"

على نقيض أنيس منصور تأتي الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، التى طرحت كتابًا بدا لافتًا للرجال والنساء على حد سواء حمل عبارة "يحظر بيعه للرجال" وقد حقق مبيعات خرافية فى الوطن العربي لتصويره انكسارات المرأة واخفاقتها العاطفية، وعدم قدرتها على تخطي مرحلة جراحها بعد الفشل وقد بدا الكتاب للقراء الرجال تحاملا كبيرًا عليهم.

وجاء فى الكتاب: "أنا الموقعة أدناه أقر أنني اطلعت على هذة الوصايا، وأتعهد أمام نفسي، وأمام الحب وأمام القارئات، وأمام خلق الله أجمعين المغرمين منهم والتائبين، من الآن وإلى يوم الدين، بالتزامي بالتالي:

" أن أدخل الحب وأنا على ثقة تامة أنه لا وجود لحب أبدي / أن أكتسب حصانة الصدمة وأتوقع كل شيء من حبيب / ألا أبكي بسبب "رجل". فلا رجل يستحق دموعي. فالذي يستحقها حقا ما كان ليرضى بأن يبكيني / أن أحبه كما لم تحب امرأة. وأن أكون جاهزة لنسيانه .. كما ينسى "الرجال" / الوفاء مرض عضال.. لم يعد يصيب على أيامنا إلا الكلاب، و الغبيات من النساء / لا تحزنى على أرنب فر خارج حياتك. إن رجلا هرب مرة سيهرب كل مرة من كل امرأة / أحبّيه كما لم تحبّ امرأة و انسيه كما ينسى الرجال" .

توفيق الحكيم  

كاتب آخر أشيع عنه أن عدو للمرأة، رغم أنه لم يكن كذلك طيلة حياته، فعميد المسرح توفيق الحكيم، تعرض إلى أزمة عاطفية جامحة فى بداية حياته الأدبية والثقافية جعلته مشوش عنيفًا بعد أن وقع فى شرك امرأة خادعة عبر عنها فى روايته الكثر عمقًا ورقة "عصفور من الشرق" وقد كانت  فرنسية جميلة اجتذبته من أجل أن تثير غيره حبيبها السابق فقط وبعد ذلك تركته فى غربته ووحدته يندب سوء طالعة.

الحكيم ظل على موقفه تجاه المرأة إلى أن تزوج فى سن كبير، وأنجب طفلا وحيدًا مات بعد ذلك بفترة، جعلت الحكيم يدخل في طور آخر من الكتابات الدينية التي أثارت غضب قطاعات واسعة واتهمت بالخرف والكفر.


توفيق الحكيم

"نوال السعداوي"

فى المقابل أيضا حققت الدكتور نوال السعداوي، شهرة واسعة وسمعة أدبية كبيرة بفضل كتابتها النسائية المتحيزة للمرأة واضطهادها، وقد قدمت عدد من الدراسات الرصينة في هذا الصدد منها "الأنثى هي الأصل والوجه العاري  للمرأة العربية، المرأة والصراع النفسي، المرأة والجنس" وغيرها من الاعمال الادبية والمسرحية التى قدمتها.

ومن أقوالها: " إن اشد ما يذعر له المجتمع ألذكوري أن تثبت المرأة تفوقها في التعليم والعمل في المجالات العلمية والفكرية، وسبب الذعر هو خوفهم من أن تتذوق النساء سعادة العمل الفكري ولذته(اللذة المحرمة) فينجرفن في ذالك الطريق ولا يجد الرجال من يخدمهم في البيت ويطبخ لهم ويغسل سراويل الأطفال "

"إن المجتمع لا يستطيع أن يعترف أن المرأه يمكن أن تتفوق وتنبع دون أن تتحول إلى رجل، فالتفوق والنبوغ في نظر المجتمع صفة للرجل فحسب، فإذا ما اثبتت امرأه ما نبوغها بما لا يدع مجالا للشك اعترف المجتمع بنبوغها وسحب منها شخصيتها كامراه وضمها الى جنس الرجال" .

 

نوال السعداوي

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق