قصة منتصف الليل.. حكاية أب ورثه أولاده وهو على قيد الحياة

الثلاثاء، 06 مارس 2018 11:14 م
قصة منتصف الليل.. حكاية أب ورثه أولاده وهو على قيد الحياة
صورة أرشيفية
إسراء الشرباصي

هذه القصة حدثت بالفعل وأي تشابه بينها وبين الواقع ليس من قبيل الصدفة
 
 
فى تجمع عائلي على مائدة إفطار رمضان والتى جمعت كل ما لذ وطاب من مأكولات شهية وبعد الانتهاء جلست سيدات الأسرة يتبادلن الحديث عن موضوع عديدة إلى أن تطرق الحديث عن الزواج وتكاليف التحضير له والتى تبلغ عشرات الآلاف من الجنيهات وأخذت تستمع شيماء لحديثهن الذى وقع عليها كالصاعقة لتنظر حولها لتجد أن كل فتاة من أقاربها لديها الأب والأم المساندين لها لتجهيزات الزواج لتنظر إلى نفسها لتجد أنها تخطت 35 عام من عمرها دون زواج.
 
مائدة إفطار
مائدة إفطار
 
ليثير الأمر تساؤلا في ذهنها فكيف تتزوج ووالدها يرفض الإنفاق عليها وعلى أسرتها المكونة من أمها المريضة بالسكر وشقيقها الطالب فى الثانوية العامة والتى تولت مسئوليتهم، فرغم أن والدها المقاول يملك من الأموال ما لا يعد ولا يحصى من كثرتها فما بين العقارات والأراضى إلا أنه يرفض أى شاب يتقدم لخطبتها لرفضه دفع تكاليف الزواج وهو ما جعلها تعمل مدرسة فى أحد المدارس الحكومية وتعطى دروس خصوصية لسد احتياجاتهم ولو الأساسية من مأكل ومشرب.
 
وبعد انتهاء اليوم ذهبت الأسرة إلى منزلهم الذى تظهر على جدرانه المليئة بالشروخ والأثاث المتهالك الكفيلة بأن تخبر لأى زائر للمنزل كيف تعيش هذه العائلة وبعد مرور عدة أيام جاءت صديقتها المقربة تعرض عليها الزواج من ابن خالتها مؤكدة لها أنه على علم بظروفها، وحددت صديقتها موعد اللقاء الأول والذى انتهى بارتياح الطرفين لبعضهما.
 
القصه
 
 وذهبت شيماء لتقص لوالدتها ما حدث وهو ما استقبلته الأم بدموع تجمع بين مشاعر الفرح لابنتها والحزن على عدم قدرتها لمساعدتها فى شراء احتياجات الزواج ولكن شيماء كانت مستعدة لهذا الموقف وأكدت لأمها أنها ستتكفل بكل المصاريف فستزيد من عدد حصص الدروس الخصوصية وعدد الملازم ومستعدة أن تعمل ليلا نهارا لتجنى أموال تغنيها عن مساعدة والدها لها.
 
وبعد مرور عدة أيام طلب العريس مقابلة أهلها فاتصلت بوالدها الذى يقضى طوال وقته رحال ليراعى عقاراته بمحافظات مختلفة ولم يروه سوى مرات معدودة على مدار السنة، فقصت عليه حكاية العريس فرفض تماما الحضور بحجة انشغاله وأتاح لها الفرصة أن تحضر العريس ليقابل والدتها وأخيها لكنه لم يتدخل فى الأمر فوقفت أمام حديثه عاجزة عن الرد فلم تكن تحتاج منه أموال فقد وعدها العريس أن يساعدها فى كل ما تحتاجه لتحضيرات الزواج ولكنها اكتفت بالصمت وأغلقت الهاتف وقصت فحوى المكالمة.
 
ودخل الشاب منزلهم وربى الود بينه والأسرة بحديثه المعسول وكرر زيارته العديد من المرات إلى أن أصبح فرد من أفراد الأسرة يسمع من أطرافها أحاديثهم عن الأب المليونير الذى بخل على أسرته بأى نوع من أنواع المساعدة وبدأ يقنعهم أنهم إذا حصلوا على أموال والدهم سيتغير حال الأسرة رأسا على عقب وأخذوا يفكروا فى كيفية الحصول على هذه الأموال.
 
 ليقول أخيها باستنكار "انسى يا شيماء محدش فينا هايطول جنيه من الرجل دا غير لما يموت" واجتاح الصمت عليهم وكل منهم يفكر فى هذا الحديث إلا أن العريس أقنعهم بأنهم يستطيعوا الحصول على أموال والدهم وهو على قيد الحياة إذا نفذوا خطته بنجاح.
 
والتى كان أولى خطواتها مجيئ الأب إلى المنزل، وبالفعل اتصلت شيماء بوالدها باكية تطلب منه المجيئ ليرى أمها المريضة التى طلبت أن تراه لآخر مرة وجاء الأب على الفور ولعبت الأم دور المريضة وهنا طلب خطيب شيماء أن تضع لوالدها فى فنجان القهوة جرعة من مخدر أحضره لها وعندما سألته عن أضراره خائفة على والدها من الموت فأكد لها أنه لن يؤذيه فوافقت رغم ترددها فى الأمر ومع تكرار تناول الأب لفنجان القهوة المصنوعة بلمسة مخدرة أصبح يدمنها إلى أنه أصبح لا يطيق البعد عن المنزل وقهوة ابنته.
 
وفى ذات الوقت كان يجهز خطيبها ما يشبه زنزانه حديدية بشقة فى أعلى أدوار عقارهم الذى لا يوجد سواهم به وصنع من الغرفة المطلة عالشارع زنزانة مغلقة فوضع الحديد المفرغ على النافذة والباب ووضعوا الأب فى هذه الغرفة وهو تحت تأثير المخدر.
 
زنزانة
زنزانة
 
إلا أن الخطة لم تقتصر عند هذا الحد بل أقنع الأسرة أنهم لم يستطيعوا الوصول إلى أمواله إلا إذا لجأوا إلى "عمرو كربونة" الشهير بالتزوير لصناعة شهادة وفاة لوالدهم وبكلامه المعسول استطاع أن يقنعهم بهذه الخطوة ليحصلوا على حقوقهم
 
 وعلى الرغم من رغبة شيماء فى الانتقام من بخل والدها إلا أنها ذهبت والخوف يتملك من جسدها ولا تستطيع السيطرة على دموعها واتفقا مع "كربونة" على تزوير شهادة وفاة مقابل 10 آلاف جنيه وتكلف العريس دفع كافة المصروفات وبالفعل أعلنوا خبر وفاته وبعد 3 أيام حصلوا على شهادة الوفاة 
 
وحصلوا على ملايين الأموال وعشرات العقارات وبعد مرور عدة أشهر تزوجت شيماء من خطيبها وعاشت معه عدة أشهر كأسعد زوجة وأقنعها أن تشاركه بمشروع استثمارى تضع فيه كل أموالها التى ورثتها من والدها الحى ويكون المشروع تحت إدارته لانشغال شيماء بخدمة والدتها التى ازداد مرضها وأصبحت لا تفارق فراشها ومراعاة والدها فى زنزانته وبعد عدة شهور أقنعها زوجها أن تدخل والدتها دار رعاية مسنين للاهتمام بها لتتفرغ برعاية والدها وشقيقها.
وطلب والدها منها ورق واقلام لكتابة ما يخطر بباله لقضاء وقته فى زنزانته عاجز عن الخروج منها وأعطته ما يريد وذهبت لتطل على شقيقها ففوجئت بأنه يتاعطى من المخدر الذى اعتادوا وضعه فى قهوة والدهم لتفق شيماء الوعى من الصدمة وتسقط على الأرض.
 
وحملها شقيقها وذهبا إلى المستشفى ليكتشف هناك أنها كانت حامل فى الشهور الأولى دون علما وفقدت الجنين وعند اتصاله بزوجها اكتشف أنه غادر البلاد وفى هذا الوقت انتهز الاب فرصة غياب الاسرة نظرا للصمت التام الذى اجتاح مسكنهم وكتب فى ورقة صغيرة ما حدث معه وحبس أولاده له ومد أصابعه بين فوارغ الحديد بالنافذه وألقى الورقة فى الشارع.
 
لتقع على رأس طفلة صغيرة كانت تلعب مع أصدقاءها أمام المنزل وتعطي الورقة لصاحب البقالة المتواجد فى الشارع فقرأها وتوجه على الفور لقسم الشرطة لتقديم بلاغ بما حدث وجارى تحقيقات النيابة للامساك بالمتهمين.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة