"سأنتظرك حتى تمل".. أدب الحوائط بين إبداع الفراعنة وتقليد "الفوتوشوب" (صور)

الأحد، 11 مارس 2018 11:34 م
"سأنتظرك حتى تمل".. أدب الحوائط بين إبداع الفراعنة وتقليد "الفوتوشوب" (صور)
سلمى إسماعيل

«مضى يومين مُنذ أن نسيتك، فأنت ما كنت أحذر منه، وأنت كالناى حزين ونحيل ومليء بالثقوب، وبعدين !»..بهذه الكلمات عاد شباب القرن الحادى والعشرون إلى العصر  الفرعونى، عصر النقوش والرسم  على الحجار، في الآونة الأخيرة انتشرت  ظاهرة تجسيد الشباب لأفكارهم على حوائط الشوارع  العامة، والذي أعتبره البعض فن "أدب الحوائط".


 

 يعود أدب الحوائط  إلى عام  3150 ق.م  أي منذ بدء الحضارة المصرية القديمة، فقد كان  قدماء الفراعنة يكتبون وينقشون على جدران المعابد والأهرامات والمقابر لتوثيق علومهم وثقافتهم وطريقة حياتهم، على الرغم من توافر ورق البردي في ذلك الوقت،إلا أن الكاتب على الجدران كان يحظى بمكانة مرموقة، آنذاك فى المجتمع، ذلك لآنه كان يماثل في مقامه الكاتب الأدبي الذي يؤرخ أحداث عصره على جدران المعابد.

 

 وكان قدماء الفراعنة يقومون بتسجيل الأحداث اليومية والحاسمة لديهم والنصوص الدينية على الألواح الحجرية وجدران المعابد والمقابر على شكل كتابات تصويرية ساعدت كبار الباحثين وعلماء الآثار المعاصرين لمعرفة تاريخ حقبة الفراعنة، أي أن تلك الظاهرة لديهم كانت لها مسبباتها الإيجابية وهى تعتبر توثيق لفترة تاريخية معينة.

أوليس

«أليس من حق المشتاق إلى ماضيه نظرة وعناق!» ..كلمات كتبها جيل الألفية على الجدارن، مُشتقين إلى ماضيهم، مُعترفين بأن فقدان التاريخ يصاحبه فقدان الطريق،  لذلك نهج شباب التسعينات أجدانا القدماء في النقش على الجدران، واستعادة تلك النقوش  يقظتها لدى الشعب  المصرى عقب ثورة 25 يناير ، فقد اعتبارها ابعض شكلا من  اشكال المقاومة، واستخدمها الشباب، آنذاك لتعبير عن رفضهم لنظام الحاكم فى الدولة، ولم يقتصر  لأمر على مصر فقط لكن الشعوب العربية أيضًا استغلتها لتععبير عن مشاعرهم وعواطفهم تجاه محبيهم في أوقات الحصار والدمار مثلما حدث في سوريا. 

إن الكتابة على جدران الحوائط والسيارات والتكاتك ليست دائما تشويها وسلوكا غير حضارى وليست دائما مظهرا من مظاهر طبقة أدنى فى المجتمع، فقدماء المصريين وثقوا حياتهم بكل جوانبها على جدران المعابد والقبور، حيث رسم المصريون ولونوا رسومهم، وكتبوا عن جوانب كثيرة فى حياتهم ووصاياهم وحكمهم.

جدران المعابد المصرية تثقلها أخبار انتصارات فرعون، كما تحكى المسلّات للعالم حتى اليوم تاريخ أناس عاشوا فى عهود سحيقة، ومداخل المقابر تحذِّر العابثين واللصوص مما ينتظرهم من لعنات الراقدين فيها، أطباق الطعام تمجِّد الإله «آمون» أو «رع» واهب الحياة.

واللافت للنظر أن قدماء المصريين كانوا يكتبون وينقشون على جدران المعابد والأهرامات والمقابر لتوثيق علومهم وثقافتهم وطريقة حياتهم، على الرغم من توافر ورق البردى فى ذلك الوقت.

أدب الشوارع

أشارت الدراسات الاجتماعية في عصرنا إلى أن الكتابة والرسم على الجدران ظاهرة غير حضارية تشوّه شكل جدارن المدائن،  إلا أن علماء النفس ربطوا تلك النقوش إلى الحالة النفسية لمُدعي أدب الجدران، السبب الرئيسي للإختلاف بين النظرتين لهذا الفن هو الهدف من هذه الرسومات بالدرجة الأولى حيث إنها تعبّر عن أسباب نفسية انفعالية، وبهدف لفت نظر الآخرين، وربما تشويه سمعة الغير أو تخليد ذكرى للمكان.
 

 

لكن شباب الفيس بوك تطور الكتابة على الجدران مستخدمين  برامج الجرافيك، فقد أصبحوا يعبرون عن مشاعرهم تجاه على الأخرين باستخدام اللغة العربية الصحيحة، والتعبيرات الأدبية، وتركبيها على حوائط جدران الأماكن التى رحلوا عنها، لذلك الذكريات تبقى لكن أصحابها يرحلون.

 
 
 
أيلام
 
 
فوتوشو
 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق