المرأة في عيون السينما

الثلاثاء، 13 مارس 2018 03:59 م
المرأة في عيون السينما
الشيماء يوسف

بين ماضي كان يتسم بطابع مختلف من الرقي والشياكة وبين حاضر غريب في مناقشه مانمر به من ظواهر مجتمعيه فإنني اري السينما التي أعشقها واري فيها مناره للجهل وتنشيط للوعي. أصبحت اري ان تجسيد شكل المرأه هنا من أفلام تهدف إلى قيمه الربح والاريدات فقط.
 
أصبح يقدم لنا نموذج الفتاه نصف المتعلمه التي تعمل في أشياء منافيه للخلق من ممارسه الرزيله والعمل في الملاهي الليله وماشابه ذلك أصبح يصور لنا انها ضحيه للظروف في مشهد يجبرك ان تتعاطف معها بشتي الطرق كانه لا مجال لكسب الرزق سوي ممارسه الفحشاء إذا نحن لدينا فن يستطيع أن يبث مشاعر العطف في النفوس تجاه هذه الممارسات المحرمه اذن ثم خطاء كبير في استخدمنا للسينما التي لها اهميه أكبر من اننا نلمتس العطف لأشياء واضحه وجليه فحلال بين والحرام بين وبدل من ان ندغدغ المشاعر فما هو باطل نحاول أن نظهر النماذج الشريفه الكادحه التي تعمل بشرف وتكسب القليل ولكن بما يرضي الله علينا أن نلقي نظره على السينما في الماضي وبين السينما في الحاضر هناك بعض محاولات مشرفه بالفعل لكن الأكثر هو الإسفاف وتناول المرأه بشكل غير عادل تحت مسمي دارج للمراه ذات السلوك المنحرف هو (ست شمال) عفوا على المسمي ولكنه هو ما يطلق عليهم الآن في أفلام السينما أو في الشوارع.
 
البداية كانت تحرير المرأة
منذ بداية ظهور السينما شغلت قضايا المرأة المصرية العديد من المثقفين خصوصا اللذين اختلطوا بالمجتمعات الغربية في شبابهم ولمسوا الفارق الشاسع بين معاملة المراة في الشرق والغرب، فكتبوا وانتجوا واخرجوا اعمالا تنادي بتحرير المرأه وتغيير النظرة النمطية التي إعتاد أن يلصقها المجتمع العربي بالنساء على انهم جنس مسلوب الارادة امام الرجال.
 
السينما المصرية كانت في مقدمة الانشطة الحقوقية التي دعت إلى مشاركة المرأة في مجالات الحياة العامة إلى جانب الرجل على انها نصف المجتمع وليست تابع لرغبات الرجل الشرقي.
 
فمنذ بداياتها قدمت السينما العديد من الأفلام التي ارتبطت موضوعاتها بقضايا معاصرة تمس أوضاع المرأة المصرية من اهمها مشاكل تعليم المرأة وخروجها إلى مجال العمل إلى جانب الرجال، وارتباط سلوك النساء بالعادات والتقاليد الشرقية وأخذت قضية تحرير المرأة تسير كقضية ذات أهمية موازية لقضية تحرير الوطن، وبدا الإنتاج الادبي والفني حول هذا الاطار في الازدهار، ففي عام 1914 أصدر الدكتور محمد حسين هيكل رواية زينب التي أعتبرت أول رواية في الادب العربي الحديث، ومن ثم بدا تدفق الإنتاج الادبي الذي يتناول صور واقعية لقضايا المرأة المصرية والمتناقضات التي تحيط بها في المجتمع الحديث بين التمسك بتطبيق الموروثات والمحافظة على قدسية العادات التي ينادي بها البعض تحت اسم الدين وبين التغيير والتطوير المستمر والسريع للمجتمع، وهذا ما شاهدناه بكثرة في مؤلفات الاديب نجيب محفوظ.
 
المرأة والريف
وكانت المرأه الريفية من أكثر النماذج التي مثلت المرأه المصرية في السينما، مع اختلاف مواضيع الأفلام التي تتناول أحداث تتعرض لها المرأه الريفية، ففي عام 1941 قدم المخرج توجو مزراحيفيلم ليلي بنت الريف، حيث نموذج الفلاحة التي تصطدم بحياة المدينة بعد تزويجها من ابن خالتها العائد من اوربا والذي يصطدم هو الاخر بطبيعة ليلي الفطرية، فينشأ بينهما تنافر سببه اختلاف ثقافة كل منهم، فيحاول كل منهم الانسلاخ من جلده وارتداء جلد الاخر لارضائه، هذه التيمة التي قدمت في فترة الاربعينات جسدت حالة اجتماعية سادت في المجتمع المصري وهي عودة بعض من جيل الشباب بعد تلقيهم التعليم في أوروبا، وتشربهم لمظاهر الحياة الاوربية بكل ثقافاتها وانفتاحهم على كل مغريات الغرب، ثم صدمتهم وعدم قدرتهم على الذوبان داخل المجتمع الشرقي المناقض لتقاليد الغرب، ثم جاءت نوعية أخرى من الأفلام التي تقدم مشاكل أكثر تعقيدا تتعرض لها المراه الريفية، فكان فيلم الحرامالذي اخرجه هنري بركاتعام 1965 واحدا من هذه الأفلام التي عالجت قضية هامة جدا في تلك الفترة وهي خروج المرأه واضطرارها للعمل من أجل لقمة العيش، وتصوير وحشية ما ينتظرها خارج جدران منزلها من اطماع الجنس الاخر مهما بالغت في الحفاظ على نفسها، ثم ينقلنا المخرج صلاح أبو سيف إلى نوعية أخرى للمراه الريفية من خلال فيلم الزوجة الثانية، حيث القهر الاجتماعي والتسلط الراسمالي الذي يمارسه العمدة صاحب المال والنفوذ على اهل البلد، وعلى عائلة بسيطة ينتزع منها الزوجة طمعا فيها، لكن أبو سيف قدم في هذا العمل نموذج بالغ القوة بالنسبة لأمرأه فقيرة من الريف، تعودنا على صياغتة هذه الشخصية في سياق أكثر ضعفاً وخصوصاً امام قوي المال والنفوذ، لكنه يبقي نمط مختلف عن السائد وموجود بالفعل سواء في الريف أو في المدينة، وقد نلمس تطور واضح في تناول المواضيع التي ترتبط بالمراة في الريف المصري، ففي عام 1971 قدم المخرج شفيق شامية فيلم حادثة شرف، عن قصة فتاة ريفية يتهمها اهل القرية في شرفها رغم براءتها من هذه التهمة التي تدفع أخوها إلى محاولة قتلها، وجرائم الشرف التي جاءت في تاريخ الإنتاج السينمائي لا ترتبط فقط بعنصر المكان أي بالريف المصري فقط، لكنها تمتد إلى ثقافة شعب بالكامل ولكن هناك بعض النماذج التي تمتلك وعي خاص أو هوية ثقافية محدودة تمثل هذه القضية ركناُ اساسياُ من معتقداتهم، ففي عام 1959 قدم المخرج هنري بركات فيلم دعاء الكروان عن رواية الاديب طه حسين، وفيه تفقد فتاة حياتها على يد خالها بعدما فقدت شرفها، وتحاول الاخت الصغري الثأر لاختها، والفتاتين هما نموذجان لبنات من البادية يختلفان أيضا في العادات والتقاليد مع حياة المدينة التي لم يستطيعوا استيعابها سريعا، فقضية ضياع شرف الفتيات لم تصاغ وحدها على انها الحدث الرئيسي للفيلم ولكن هناك خطاً موازياُ من خلال شخصية الأخت الصغري التي تحولت بدافع الالم والرغبة في الانتقام من عفوية التفكير إلى حالة التماسك والصلابة والرغبة الملحة في الانتقام والثأر الذي هو دائماً فعل الرجال والضحية دائماً كانت هي الأنثي.


المرأة مرآة للمجتمع
تناول المرأه في السينما المصرية على مر السنين يتباين حسب مفهوم التغير الذي يطراء على حاله المجتمع نفسه وتوجهاته السينما فن يرتبط ويتأثر بتغير المجتمع والذي يتغير هي مشكلات التي تتعرض لها النساء منذ الخمسينيات وحتى أوائل الستينيات.
 
المشكلات الطارئة والمتكررة هي عين الحقيقه هنا لقد قمت بمبادرة قبل سابق عن علاقه الرجل والمرأه هل هي نديه أم تكامليه واخذت أفلام السينما مرجع لي في فيلم بين القصرين والعار وأطلقت عليها امينه ولاروقه. من أسماء بطلات القصتين وتوصلت إلى تفاعل هايل وصل إلى ثلاثين ألف واثبت بالتجربة انه من الممكن أن ناخد السينما مرجع لنا مهم ومؤثر بشكل غير مبتذل إيجابي جدا. بدل من الالتفات إلى قضايا العهره والملاهي الليلية وقصص العشوائيات وغيرها في النهايه لا يسعني ان اقول ان المرأه ليست نصف المجتمع ولكنها كل المجتمع واكثر من نص الحاضر ونور المستقبل.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة