القول السديد في موال السعيد

الأربعاء، 14 مارس 2018 10:04 م
القول السديد في موال السعيد
حمدي عبد الرحيم يكتب:

أنا الزملكاوي ابن الزملكاوي حفيد الزملكاوية، لم أفرح لحظة بخبر توقيع عبد الله السعيد نجم مصر والنادي الأهلي لصالح فريقي. السعيد عندي هو أحسن لاعب مصري بعد اعتزال تريكة وبركات ودلع شيكابالا، السعيد هو رمانة ميزان ناديه والمنتخب الوطني، خروجه من منظومة منضبطة أو قريبة من الانضباط مثل منظومة الأهلى وذهابه إلى "هرتلة" فريقي كانت كفيلة بالقضاء عليه. 
خبر السعيد تحول إلى موال يكفي لإصابة فيل بصداع مزمن، بل وبإصابة جمل بانهيار عصبي، ولكن ذلك الموال كشف عن عورات ثقافية واجتماعية تسكن خارج المستطيل الأخضر ولكنها تحكمه وتتحكم فيه.
 
أولى تلك العورات هى سياسة " بيب بيب " والبيب بيب تعني التشجيع في الهواء الطلق دون الالتزام بأي معيار أخلاقي كان أو ثقافي، وهذا تجلى في حالة السعيد، فمشجعو " البيب بيب " كانوا يرون السعيد هو الأمهر في كل الحالات، ثم فجأة وعندما علموا بخبر جلوسه مجرد الجلوس مع مسئولي الزمالك أصبح السعيد في نظرهم مجرد عجوز لا يستطيع تسديد ضربات الجزاء، وعندما فشلت مفاوضات الزمالك معه عاد نجم النجوم، وبعد توقيعه للأهلى طالبوا بشطبه من سجل الأوفياء لروح الفانلة الحمراء وببيعه لأي فريق غير الزمالك !
هذه كانت عورة التقييم على" الدواق" إذا كانت الأمور في صالحك فهذا هو المراد من رب العباد، وإن كانت ضدك فأنت تنسف كل شيء وتتراجع عن الالتزام بأي مبدأ ومعيار، ومثل تلك العورة نراها حاكمة في مجالنا السياسي والثقافي والاجتماعي.
 
العورة الثانية تمثلت في هذا الكم الخرافي من الأموال الذي تنفقه الأندية دون حسيب ولا رقيب، فالزمالك من ناحية الكيف لا يحتاج السعيد، ففي مركزه يوجد أكثر من لاعب لو وضع الواحد منهم في منظومة منضبطة لتجاوز مكانة السعيد أو على الأقل ساواها، ثم إن الأهلى لن يهبط للدرجة الثانية لو تخلى عن السعيد أو غيره، بل لن يحصل على المركز الثاني، فالأهلى دائمًا بمن حضر ومركزه المفضل هو المركز الأول في معظم الأحوال، بغض النظر عن نوعية لاعبيه، وذلك راجع لمنظومته التي تواجه كل قصور أولا بأول وتحاول جادة القضاء على كل تسيب وإهمال.
 
كيف تنفق الأندية كل هذه الأموال على بطولة خاسرة؟
إن كل مكاسب الأندية المصرية من بطولة الدوري الممتاز قد لا تزيد عن مكاسب لاعب واحد هو صلاح العالمي، ولا أتحدث عن أرباح ميسي أو كريستيانو. الدوري الذي لا تحضره الجماهير، الدوري الذي حقوق بث مبارياته تمثل رقمًا ضئيلا في حال مقارنته بحقوق فريق مثل برشلونة؟ لماذا يتم إنفاق كل تلك الملايين على شراء لاعبيه الذين يربحون هم الملايين، بينما أنديتهم تتسول الأموال من هنا وهناك؟
 
العورة الثالثة : هى حالة الاحتقان التي سدت شرايين الحياة المصرية في كل مجال وقطاع، لا أحد بات مستعدًا لسماع وجهة نظر الآخر، فالآخر مخطئ دائمًا، بينما أنا على الصواب اليقيني دائمًا، كيف سنتقدم خطوة واحدة إلى الأمام وهذا هو واقع حالنا؟ وقد كشفه لاعب اسمه عبد الله السعيد، لن يلعب للزمالك وقد لا يواصل مع الأهلى، ولكنه في كل الأحوال سيظل موهوبًا حصد الملايين لنفسه وترك الآخرين يغنون موال الصبر والاحتقان 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق