أوبر تاكسي.. وتاكسي أوبر

الخميس، 22 مارس 2018 10:47 ص
أوبر تاكسي.. وتاكسي أوبر
دكتور حاتم العبد يكتب:

أسدلت محكمة إدارية الستار مؤقتًا على نزاع بين شركتي أوبر وكريم من ناحية، وبين أرباب وسائقي التاكسي من ناحية أخرى، وأغلب الأحوال أن القرار سيتم تأييده في مرحلة الطعن. ودون الدخول في الشقّ القانوني وتحليل متخصص ؛ يفرض سؤال نفسه وبقوة : لماذا عزف الناس عن التاكسي مفضلين أوبر وكريم ؟! هنا مربط الفرس وعلة التفضيل، السؤال بصيغة مغايرة، ماذا لو انتهجت شركة أوبر وكريم نفس نهج التاكسي التقليدي، بأن أصبحتا تاكسي أوبر وليس أوبر تاكسي ؟! هل كان للناس من استخدامهما ؟! هل كان للناس من عزوف عنهما ؟! هل كان لسائقي التاكسي برفع دعوي لإيقافهما ؟!
 
الواقع المُقر به، أن الشركتين انتهجتا أسلوب علمي متحضر في الإدارة وفي التعامل مع الزبائن، هذا الأسلوب مبني على تقديم خدمة متميزة بسعر معتدل ومعقول، لم يبق على احتمالية نشوب خلاف بين عارض الخدمة ومتلقيها، كذلك نجحت شركة أوبر في توفير 150 ألف فرصة عمل خلال العام الماضي وفق تصريح لرئيس مجلس إدارتها عقب الحكم القضائي. 
 
إلا أن أهم المزايا وأفضلها على الإطلاق هو الأمان الذي قدمته الشركتان لطالبي الخدمة، خاصة السيدات، فالسيدة قبل أن تصعد السيارة، يكون بحوزتها بيانات السائق والسيارة وكذلك مكنة الاختيار بما يناسب الذوق الخاص بها، لم تعد تركب مع مجهول، شخص لا تعلم عنه شيئًا وما إذا كان حقًّا هو سائق التاكسي أم لا، وما إذا كان من أرباب السوابق أم لا. 
نجحت كل من الشركتين في بناء جسور من الثقة وجدران من الطمأنينة والاحترام المتبادل بينهما وبين المتعامل معهما، لذلك تسيدتا السوق، ونالتا إعجاب وتقدير الجميع، الأمر الذي هز عرش التاكسي وإمبراطوريته. 
 
رب ضارة نافعة، بهذا الحكم تعود الكرة إلى ملعب الحكومة، لتضطلع بدورها الغائب أو المتغيب، ولتفض الاشتباك القائم بين طالب الخدمة وعارضها، ولتضع حدًّا لجشع بعض السائقين وعدم أمانتهم، وكذلك لحماية السائقين أنفسهم من قاطعي الطرق ومن المجرمين وأرباب السوابق. 
 
الأمر سهل ميسور، أن تفرض الدولة على أصحاب التاكسي تطبيق إلكتروني مثل المتبع مع أوبر وكريم وكذلك شروط الخدمة. 
 
الدرس المستفاد هنا هو موجَّه للدولة، عليها ألا تتخلى عن واجبها أو تترك فراغًا وعليها أن تعي جيدًا أن الشعب المصري، فطن وذكي، ومؤهل لأن يتسيد ريادة العالم، فقط ما ينقصه هو مد يد العون له من حكومته، نأمل في أن تتخذ الحكومة قرارًا عاجلًا بتبني تقنية أوبر الإلكترونية، ويكون طالب الخدمة على علم بالسيارة وبنوعها ومطمئن للخدمة التي يقدمها له التاكسي. 
 
برسم الحدود بين متلقي الخدمة وعارضها، وبالشفافية والثقة المتبادلتين ينعم طرفا العلاقة، ونتفادى مشاكل ومعضلات نحن في غنى عنها...
شكرًا أوبر... شكرًا كريم...

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة