مجرمين في ثوب المرض النفسي.. كيف يعاقب القانون المرضى النفسيين في جرائم القتل؟

الإثنين، 26 مارس 2018 03:00 ص
مجرمين في ثوب المرض النفسي.. كيف يعاقب القانون المرضى النفسيين في جرائم القتل؟
ارشيفية
أحمد سامي

 جرائم كثيرة يتم ارتكابها تحت دعوى المرض النفسي لأصحابها، من قتل وإضرام الحرائق، وعلى الرغم من إمكانية حدوث بعض الجرائم يكون فاعلها مرضى نفسيين حقيقيين، إلا أن هناك من يدعي المرض النفسي والجنون، للإفلات بجريمته من العقاب، والهروب من المُساءلة القانونية، مفضلا البقاء داخل مستشفى للأمراض النفسية، عن دخول السجن، لكن كيف يتمكن القضاء من كشف الاعيب مدعين المرض النفسي والجنون ؟

panic
 

 هل يحق المريض النفسي استباحة القتل.. وهل يعفي المرض النفسي صاحبه من العقوبة؟

يقول سامح عزام المحامي بالنقض والإدارية العليا وعضو إتحاد المحامين العرب، إن القانون منح المحكمة حق عرض المتهم مدعي المرض النفسي، العرض على لجنة طبية متخصصة بعلم النفس الجنائي، تكمن مهمتها في مراقبة تصرفات المتهم ووضع تقرير بحالته الصحية، كذلك يتم وضعه تحت الملاحظة في مستشفى الأمراض النفسية ودراسة تاريخه المرضي منذ بداية إصابته بالمرض، ومتابعة حالاته 6 أشهرعلى الأقل، ثم بعد ذلك يتم تشخيص حالته بالنسبة للسن والظروف قبل الجريمة، ثم يصدر تقرير نهائي للجنة للفصل في مرضه من عدمه.

660
 

وأضاف عزام، أنه لابد للجنة تحديد هل المرض النفسي للمتهم يجعله يقبل علي ارتكاب هذه الجريمة، وتحديد طبيعة الأدوية التي كان يتناولها المتهم، وهل تسبب فقدانه للوعي عند ارتكاب جريمته، مشيرا إلى أن نوع المرض النفسي هو الذي يحدد هل يعفى من العقوبة أم لا؟ فلا بد أن يكون مرضًا خطيرًا ومرتبطًا بالعقل بدرجة كبيرة مثل التأخر العقلي، أو انفصام الشخصية، والاضطرابات الشديدة، موضحا أن كل مرضى الانفصام ليسوا معافون جنائيًا، فضلا عن أنه إذا كانت الجريمة ناتجة عن المرض ومرتبطة بالحدث نفسه يتم إعفاؤه، أما إذا كانت الجريمة غير ذات صلة يتم معاقبته مثل أي شخص سوي.

وأوضح عضو اتحاد المحامين العرب، أن ادعاء المرض النفسي يعتبر ظرفًا مشددًا لتوقيع العقوبة ودليل إدانة ضد مدعي المرض، وليس في صالحه، ويجب تشديد العقوبة لأن الادعاء يساوي سبق الإصرار والترصد لارتكاب الجريمة، وليست صدفة.

 

4-نسخ5
 

 ما هي الاختبارات التي يخضع لها المتهم.. وما هي الأمراض الخطيرة التي تؤدي بصاحبها لارتكاب الجريمة؟ 

أكد الدكتور مصطفى حسين الطبيب النفسي بمستشفى العباسية للأمراض النفسية، أنه في حالة تشكك المحكمة بارتكاب الجريمة تحت تأثير المرض النفسي، فإنها تقرر إرسال المتهم للمستشفى من خلال مخاطبة من مكتب النائب العام، لتحديد هل هو مسؤل عن فعله أو لا ؟ وما مدى قوته العقلية ؟ وييم إداعه في جناح خاص، ثم يُحول إلى الطب الشرعي، ويظل 45 يومًا، ويتم اتخاذ القرار في الحالة بناء على سلوكياتها بعد خضوعها لاختبارات مثل اختبار الذكاء، والبصري الإدراكي، ورسم اليد الإسقاطي، وتوضع الحالة تحت الملاحظة لمعرفة إذا كانت قامت بالفعل ومدركة أو لا، ثم يرسل التقرير للنيابة وتودع المستشفى لحين العلاج، ثم تسليم الحالة للأهل إذا وافقوا على تسلّمها، أو تركها في المستشفى إذا لم يتسلمها أحد، وذلك عند الشك في قواه العقلية بعد مرحلة الفحص التي تثبت قيامه بالفعل في غير وعيه، أو وجود خلل عقلي .

وأوضح، أن هناك فرقا كبيرا بين سلوكيات غير سوية، ونطلق عليها اضطرابات نفسية، وبين مريض عقلي، فالأولى طبيعية وتكون لدى البشر الطبيعيين، ولا يمكن أن يتم تشخيصها على أنها مرض يستوجب حجز المتهم به في مستشفى للأمراض النفسية، لأنه يكون واعيا ومسؤولا عن تصرفاته.

 

5156447-7695861
 

وعن تحديد هل يكون المريض في وعيه خلال ارتكاب الجريمة، يقول الدكتور مصطفى حسين، لكي تكتمل أركان الجريمة، لا بد من توافر الركن المادي، ويعني معالم الجريمة نفسها من قتل واغتصاب وغيره، والركن المعنوي، وهو توافر قدر كاف من الإرادة والوعي والتمييز، فإذا لم يتوافر الركن المعنوي، فلا تُكيف الجريمة على أنها جريمة، والمريض العقلي لا يفقد الوعي أو الإرادة أو التمييز إلا نادرا.

كما أوضح، أن هناك بعض الأمراض النفسية التي تؤدي بالمريض النفسي لارتكاب جريمة، ومنها الفصام البارانوي، والاضطراب البارانوي، ويكون لدى المريض هلاوس وتخيلات تجعله يشعر بأن الجميع يرغب في قتله أو التخلص منه، فيقوم بقتلهم دفاعا عن نفسه، لافتا أنه في حالة مريض الوسواس القهري تكون المشكلة في الومضات، وهى عبارة عن فكرة تتكرر دون توقف، فتجد المريض يخنق شخصًا معه في المصعد على سبيل المثال دون سبب، غير أن تكرار الفكرة بإلحاح يضعه تحت ضغط، أما الاكتئاب السوداوي، فدافع القتل هنا الحب المريض يصل إلى درجة من الاكتئاب والتشاؤم تدفعه لقتل زوجته أو والدته خوفا عليهم من قسوة الحياة التي لا تستحق وجودهم فيها، أو شخص تعرض لأزمة مالية فيقوم بقتل أبناءه خوفا عليهم من غدر الحياة وهكذا.

 

2015_5_2_14_31_39_660
 

جرائم ارتكبت بفعل المرض النفسي

من أكثر الجرائم البشعة التي وقعت بفعل المرض النفسي، قام شخص بقتل شقيقته في منطقة دار السلام، بعد مشادة كلامية بينهما، فقام بضربها ببلاطة سيراميك للتخلص منها، وأكدت والدته أنه يعاني من مرض نفسي ويتناول مهدئات جعلته في غير وعيه، ويفقد السيطرة على نفسه وأثناء الخلافات مع شقيقته قام بقتلها.

وفي منطقة الزاوية الحمراء، أنهى شاب حياة والده المسن بأن سدد له 3 طعنات وذبحه، بالإضافة إلى خنقه بواسطة بنطلون، وتبين أنه مريض نفسيا، بعد تأكيد جيرانه أنهم كانوا في سبيلهم لعلاجه بإحدى المصحات النفسية.

كما شهدت منطقة بولاق الدكرور، حادث انتحار مريض نفسي، حاول ذبح نفسه بسكين، إلا أنه فشل، فلجأ إلى إطلاق الرصاص على نفسه، ليفارق الحياة داخل مسكنه.

وفي إمبابة، سيطرت حالة من الاكتئاب على محي الدين رمضان، تسببت في تركه وظيفته كمدرب كاراتيه بنادي الزمالك، لتتسرب الهواجس إلى مخيلته رويدا رويدا، حتى تحولت إلى يقين بأن عائلته تخطط لإصابته بمكروه، فقرر حمل سكين بين طيات ملابسه طوال الوقت، كما قرر إنهاء مأساته بقتل والدته وشقيقه التؤام .

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق