«طباخ السم بيدوقه».. الطفشان تاجر «الزومبي» قتل نفسه بالرصاص هربا من الديون بالقليوبية

السبت، 31 مارس 2018 09:35 ص
«طباخ السم بيدوقه».. الطفشان تاجر «الزومبي» قتل نفسه بالرصاص هربا من الديون بالقليوبية
المتهمان

 

نهاية مأساوية لمسجل خطر اعتاد التعاطى والاتجار بالمخدرات التى قادته إلى قتل نفسه، بعد أن عاش فى غياهب الظلمات لسنوات طويلة، فقد خلالها عقله، وانتهى المطاف به بإطلاقه الرصاص على نفسه.

"الطفشان" تعاطى أقراص مخدر "الفلاكا"، المشهور باسم "الزومبى" لأنه يحول الشخص إلى شخص آخر فى عالم غريب من التهيؤات، لسنوات عديدة، وبسبب كثرة الأعداء من المحيطين به وكثرة ديونه، هدد بقتل نفسه أكثر من مرة، وفى اليوم الأخير له، أطلق النار على نفسه من فرد خرطوش كان بحوزته، عندما حاول اثنين من أصدقائه مطالبته بسداد الأموال المديون بها، فهدد ونفذ تهديده بقتل نفسه، وتركه الاثنان غارقا فى بركة من دمائه وفرا هاربين، ووجهت لهما النيابة تهمة القتل بالترك وعدم الإسعاف وسرقة بالإكراه لهاتف الطفشان وسلاحه، حيث إنه كان لايزال مصابا وقت سرقة سلاحه وهاتفه.

البداية كانت بورود بلاغ من أهالى منطقة الشرقاوية بشبرا الخيمة يفيد بسماعهم لصوت عيار نارى والعثور على شخص مستلقى على الأرض مصاب فى تجويف الكتف، وبالانتقال والفحص تبين أن المجنى عليه مازال على قيد الحياة لكنه ليس لديه القدرة على الحديث، وبسؤاله همهم بكلمات غير مفهومة، وتم نقله إلى المستشفى فى محاوله لإسعافه إلا أنه لقى مصرعه نتيجة لطول فترة الإسعاف ما أدى إلى تحرك بلية خرطوش إلى منطقة الصدر وسدت شرايين القلب، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة للتحقيق.

وأمر اللواء محمد الألفى مدير إدارة البحث الجنائى بالقليوبية، بتشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عبد الهادى، رئيس فرع البحث، والعميد عبد الله جلال بفرع الخانكة، والعقيد سامح القللى، مفتش مباحث شبرا، لكشف غموض الحادث وملابساته، وتبين من التحريات الأولية أن القتيل يدعى "مصطفى.ف.ن" وشهرته "الطفشان" مسجل خطر، وأنه يتعاطى ويتاجر فى المخدرات، ولديه العديد من العداءات مع أشخاص مختلفة، واعتاد تهديد بعض الأشخاص بالقتل، والتهديد بقتل نفسه.

وكشفت التحريات أن القتيل "مصطفى الطفشان" يتعاطى عقار "الفلاكا" ما عرضه لأزمة نفسية نتيجة مطالبة زملائه الأشقياء له بالديون التى عليه وهدد بفعلته للإضرار بهم والاشتباه فيهم من المباحث، حيث إن مخدر "الفلاكا" له تأثيرات غير طبيعية على متعاطيه، تتجاوز تأثيرات أشد أنواع المخدرات، حيث يصاب متعاطوه بحالة من الهذيان وهو ما يكون أشبه بالزومبى أو آكلى لحوم البشر، ويصدر من يتعاطاه أصواتا عالية وكلمات غير مفهومة، لكنها تعطى إحساسا كاذبا للمتعاطى بأن لديه قدرات خارقة، وقد يصل لحد قتل أى شخص أمامه، وقد يصل لإلقاء نفسه من مكان مرتفع، أو يقوم بتكسير السيارات، وإلقاء نفسه فى عرض الطريق، وتحطيم كل ما يقابله، لأن كل ردود الفعل العدوانية هذه سببها مخدر "الفلاكا"، وذلك بحسب ما ذكرته إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية فى وقت سابق.

دفعت هذه المعلومة فريق البحث لمراجعة الفيديو الذى تم سؤال "الطفشان" فيه فور انتقال رجال الشرطة إلى محل الواقعة، قبل وفاته أثناء همهمته، وأصبح لديهم شكوك أنه كان يهمهم بأنه قتل نفسه من خلال حركة الفم، خاصة أن السلاح المستخدم فى الواقعة فرد خرطوش محلى الصنع، وأن الأطباء أكدوا أن العيار المقذف فى الجثة مضروب بالملاصقه للجسم فى الكتف لأن "بلى" المقذوف بالكامل داخل الكتف، لكن لم تتأكد المعلومة بسبب فقدان إحدى الحلقات وهى عدم وجود السلاح المستخدم فى الحادث بجوار الجثة.

وبتكثيف جهود البحث نجح فريق البحث فى كشف غموض اللغز ومعرفة مكان السلاح المستخدم فى الواقعة، من خلال سؤال كل من المسجلين خطر وتربطهم علاقة بالقتيل، حيث تبين أن آخر مشاهدة له كانت مع 2 أشقاء أصدقائه ويدعى "مايكل" و"رامى"، وبإعداد الأكمنة تم إلقاء القبض عليهم، وبحوزتهم السلاح المستخدم فى الواقعة والهاتف المحمول الخاص بالقتيل.

واعترف المتهمون أن القتيل مدين لهم بأموال وعند مطالبتهم له بها كان يهددهم بقتل نفسه، وفى إحدى المرات ههدهم بسرقة الدراجة النارية الخاصة بهم، وفى يوم الحادث عند مطالبتهم له بمستحقاتهم هددهم بقتل نفسه، وفوجئوا به يُخرج فرد خرطوش ووضعه فى كتفه وضرب نفسه، ثم قال لهم "هاتولى الإسعاف وخدوا الفرد وخدوا التليفون علشان الحكومة"، وأكدوا أنهم حاولوا إسعافه من خلال جلب "توك توك" لنقله للمستشفى لكن سائق التوك توك بمجرد رؤيته لـ"الطفشان" غرقان فى دمه فر هارباً ومع سوء حالته قاما بالهرب خوفا من اتهامهم بقتله، مشيرين إلى أنهم علموا فى اليوم التالى للواقعة أنه توفى.

وباستكمال التحريات للتأكد من سلامة أقوال المتهمين، تبين من خلال سؤال بعض الأشخاص أن القتيل اعتاد تهديد عدد من أصدقائه بقتل نفسه، وقام بالفعل فى إحدى المرات بوضع الفرد الخرطوش الموجود دائما بحوزته فى تجويف كتفه وأطلق المقذوب لكنها لم تصبه ونجح أصدقاؤه فى أخذ السلاح منه.

وقررت النيابة العامة حبس المتهمين "مايكل.إ.و" و"رامى.إ.و" 4 أيام على ذمة التحقيقات، فى القضية رقم 7286 لسنة 2018 جنايات أول شبرا الخيمة، ووجهت لهم تهمة القتل بالترك وعدم الإسعاف وسرقة بالإكراه لهاتف القتيل وسلاحه، حيث إنه كان لايزال مصابا وقت سرقة سلاحه وهاتفه.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق