كتاب جديد يفضح العمليات القذرة للموساد.. هوس المخابرات بعبد الناصر وراء محاولة اغتيال العلماء الألمان في الستينيات.. والخوف من الزعيم المصري أفشل العملية

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 10:00 م
كتاب جديد يفضح العمليات القذرة للموساد.. هوس المخابرات بعبد الناصر وراء محاولة اغتيال العلماء الألمان في الستينيات.. والخوف من الزعيم المصري أفشل العملية
ايهود باراك
هناء قنديل

رغم أن فضائح جهاز المخابرات الإسرائيلي الـ «موساد»، وأعماله اللأخلاقية، باتت أمرا معروفا عالميا، وتتندر به الدوائر المهتمة بالشأن المخابراتي أكاديميا، في جميع أنحاء العالم؛ فإن التاريخ الأسود لمرتزقة هذا الجهاز ما زال يحمل الجديد في هذا الملف، وبخاصة عمليات الاغتيال ضد شخصيات مصرية، أو متعاونة مع مصر.
 
وتحظى فترة الستينيات من القرن المنصرم، بالكثير من العمليات التي لم يكشف عنها النقاب والتي تشمل محاولات مستميتة لوقف مساعي الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، من أجل وضع البلاد على طريق النهضة والتقدم في المجالات كافة.
 
 
ronen-bergman-720x405
الكاتب الصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان
 
وتحت عنوان «هيستريا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. خصوصا في ستينيات القرن الماضي»، للكاتب الصحفي الإسرائيلي «رونين بيرجمان»، جاء فصل كامل في يحمل عنوان «انهض واقتل أولا.. التاريخ السري للاغتيالات الإسرائيلية»، رصد الكاتب من خلاله تفاصيل حالة الهوس التي انتابت الحكومة الإسرائيلية، ضد الزعيم خالد الذكر، وكيف خطط جهازها الاستخباري لاغتيال مجموعة من الخبراء الألمان الذين تعاونوا مع مصر في برامج متطورة لتعزيز القدرات العسكرية لمصر، كما كشف أيضا كيف كان الخوف من عبد الناصر، هو السر في فشل هذه العملية وتحولها إلى فضيحة مخابراتية عالمية للموساد.
 
الكتاب الذي نشرته صحيفة «إندبندنت» البريطانية، قدم شرحا مفصلا لمحاولة اغتيال بعض العلماء الألمان، الذين شاركوا في أعمال لتطوير إمكانت مصر العسكرية.
 
9195777491439388503
جمال عبد الناصر
 
ويقول الكاتب «أسفرت الهستيريا من عبد الناصر، عن عملية داموكليس، وهي حملة سرية من الموساد في أغسطس 1962، استهدفت العلماء، والفنيين الألمان، الذين كانوا يعملون سابقا في برنامج الصواريخ بألمانيا، والذين كانوا يطورون الصواريخ لمصر في مصنع 333 الحربي، حيث أرسل الإسرائيليون رسائل مفخخة للألمان واختطفوا آخرين».
 
وأضاف: الهوس والخوف من عبد الناصر كان سببا فى سوء إدارة عملية استهداف العلماء الألمان العاملين فى مصر، وهو ما تسبب في أن تتحول هذه القضية في حرج كبير لإسرائيل خاصة بعد فشل العديد من عملياتها لاغتيال العلماء، ومنها إرسال طرد مفخخ إلى عالم الصواريخ «ولفجانج بيلز» في مكتبه، والذي انفجر عندما تم فتحه في 27 نوفمبر عام 1962، ما أسفر عن إصابة سكرتيره، كما فشلت عملية إطلاق رصاص على أستاذ كان يعمل  بأبحاث عن الإلكترونيات في مصر، وذلك أثناء وجوده في مدينة لوراتش بألمانيا الغربية، وفشلت أيضاً محاولة اغتيال عالم الصواريخ هانز كلاينواشتر في فبراير 1963. 
 
images
الموساد
 
 
وتابع: اكتملت سلسلة الفشل الإسرائيلى بالقبض على 2 من عملاء الموساد، بعد تهديدهما لإبنة «جينز جوركي» خبير التوجيه الإلكتروني الذي يعمل في مصر، حيث طلب العملاء منها مطالبة أبيها بضرورة العودة من مصر وإلا تعرضت للقتل، ما أدى إلى فضيحة لإسرائيل التي نفت علناً هذه الادعاءات، مؤكدة أن عملاءها يستخدمون فقط أساليب الإقناع السلمي.
 
 
20170810203105
ايهود باراك

 

munich-e1392481439936-640x400
عملية فردان

عمليات قذرة أخرى

لم يتوقف ما فضحه الكتاب عن تفاصيل العملية ضد الخبراء الألمان، إنما امتد الأمر إلى كشف عمليات أخرى منها عملية فردان، التي يقول عنها الكاتب «هي عملية قامت بها قوات إسرائيلية في 10 أبريل 1973، في مدينة بيروت لاغتيال كمال عدوان، كمال ناصر، أبويوسف النجار، من قادة حركة فتح، بجانب تفجير مقر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين».
 
شارك في عملية فردان، «إيهود باراك»، متنكرًا في زى امرأة سمراء، و«أفيرام ليفين» في زي امرأة شقراء، وتولى باراك الذي كان يشغل آنذاك منصب قائد وحدة سايريت ماتكال «وحدة استطلاع هيئة الأركان العامة التابعة لقوات الجيش الإسرائيلي» مهمة التقاط صور وجمع معلومات دقيقة عن مكان وجود القادة الثلاثة، وحاول الموساد على مدار أكثر من 40 عاماً، إخفاء أن أحد العملاء السريين المشاركين في العملية هرب بعد إصابته بالانهيار عصبي.
 
 
346
جولدا مائير

أكاذيب باطلة

ويكشف كتاب «هيستريا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. خصوصا في ستينيات القرن الماضي»، الأكاذيب التي روجت لها إسرائيل منها تفاصيل صادمة عن العملية الانتقامية التي قام بها الموساد ضد منفذي عملية ميونيخ 1972، وهي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين نفذتها منظمة أيلول الأسود، أثناء دورة الأوليمبياد المقامة في ميونيخ بألمانيا للمطالبة بالإفراج عن 236 معتقلاً في السجون الإسرائيلية، وانتهت العملية بمقتل 11 رياضياً إسرائيلياً.
 
وكانت رئيسة الوزراء الإسرائيلية، في ذلك الوقت جولدا مائير، لم تصدر أمراً بقتل المشاركين في العملية، ولم يتم تشكيل محكمة سرية أصدرت أمراً بقتل المنفذين، واتخذ الموساد على الفور قرارًا بتنفيذ عملية انتقامية، ولكن ما تم ترويجه عنها كان مجرد خدعة، حيث فشلت تل أبيب تماماً في الانتقام من منفذي عملية ميونيخ 1972.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق