قصة منتصف الليل.. المال الحرام يخرب زيجة أشرف

الخميس، 05 أبريل 2018 09:01 م
قصة منتصف الليل.. المال الحرام يخرب زيجة أشرف
إسراء الشرباصى

عاد "أشرف" إلى منزله القاطن بأحد المناطق الشعبية بالجيزة ممسكا بحقيبة كبيرة، أوقع ما بها على الأرض ليجد من الأموال ما يكفيه لتحقق طموحاته البسيطة، وجلس ليقوم بالمهمة الأصعب وهى حصر هذه الأموال التى تمتلئ بالجنيهات المعدنية وكافة أشكال الوحدات المالية، واستطاع أن يحصر أكبر قدر ممكن ليجدهم تخطوا خمسون ألف جنيه.
 
فجلس على مقعده الخشبى والإبتسامة تملأ وجهه ويخرج من جيبه علبة سجائره ويبدأ فى التقاط أنفاس النصر ويتذكر من أين أتى بهذا المبلغ المهول وبهذه السهولة، ليعود إلى ذهنه ليلة الاحتفال بخطبته من "عبلة" والتى كانت ترافقه سنوات الجامعة واشتهرت بلقب الملاك لما تتميز به من جمال ورقة وحسن الخلق وهو ما جعله لا يتردد لخطبتها خاصة بعدما وجد والدتها امرأة مكافحة تعمل موظفة حكومية وتبيع الملابس لزملاءها لتوفير احتياجات ابنتها بعد وفاة والدها.
 
أهداها بكل ما إدخره من راتبه البسيط شبكة الخطبة ليفرح بها قلبها وقلب والدتها، داعيا الله أن يعوض هذه الأسرة البسيطة عما رأته من مصاعب بعد وفاة الوالد، وأخذ يتردد على منزل خطيبته ليلبى لها احتياجاتها بقدر المستطاع والاطمئنان عليهم، رغم رؤيته لحياتهم الميسورة فمما من زيارة إليهم إلا ووجد كل ما لذ وطاب من مأكولات شهية ولكنه ظل يساعدهم لضمان حياة كريمة لشريكة حياته المستقبلية.
 
وبعد عدة أيام بدأت الأم تتحجج بحجة مختلفة لمنعه من زيارتهم فلم يهتم بالأمر وبدأ يأخذ حذره حتى لا يكون عبء عليهم أو إزعاجهم بأى شكل وقلل زيارته إلى منزلهم وبدأ يبحث عن عمل إضافى هنا وهناك وأثناء سيره فى منطقة راقية متجها إلى مقابلة التقدم إلى وظيفة بأحد الشركات الكبرى وجد سيدتين يرتدين النقاب جالسان على الأرض طالبين المساعدة من المارة فمد يده فى جيبه ليعطيهم ما فيه النصيب عسى أن يدعوا له التوفيق فى الوظيفة الجديدة فمدت إيديها واحدة منهم وهى مكسورة الأعين ليجدها ترتدى الخاتم الذى أهداه لخطيبته فى إحتفال الخطبة فنظر إلى عينيها ولكنها سرعان ما دارت وجهها عنه فسار فى طريقه يفكر فى الأمر.
 
وبعد إنتهاء مقابلته بقيادات الشركة خرج ليسير فى ذات الطريق يتلفت يمينا ويسارا باحثا عن السيدتان ليجدهما يستقلا سيارة أجرة خاصة وهو ما أثار إهتمامه أكثر فكيف يطلبون المساعدة من المارة ومعهما ما يكفى لركوب السيارة الأجرة فذهب خلفهم بسيارة أخرى يترقب تصرفاتهم ليراهما يخلعان النقاب ويظهران ملابسهما الحقيقية وكأنهما يخلعان قناع التسول ليظهر قناع ميسورى الحال.
 
اتجهت سيارتهم فى إتجاه منزل خطيبته وهو ما ازداد تعجبه ليجد خطيبته ووالدتها تخرج من السيارة وتدخل المنزل فاصطدم فى قناع المرأة المكافحة وابنتها عفيفة اليد والتى لم تتخيل أن القدر سيكشف عن وجهها الحقيقي ومصدر دخلها ودخل والدتها اللتان تفننا فى إخفاء حقيقة عملهما عن الكافة ليفضحهما خاتم الخطبة.
 
وبدأ حينها التفكير فى إعطاءهما درسا وليحصل على الأموال التى أعطاها لهما لمساعدتهما قبل أن يقرر فسخ الخطبة وأعد خطة لإسترجاع حقه والإستيلاء على حصيلة كفاحهما المزيف وبعد يومين توجه إلى منزلهما ولكنه لم يدخل فوقف بعيدا يراقبهما وسرعان ما خرجا من منزلهما فانتهز الفرصة وصعد إلى منزلهما وفتح الباب مستخدما أدوات خاصة أعدها قبل مجيئه ودخل ليبحث عن الأموال ليجدها معبأة فى أكياس سوداء مخبأة أعلى خزينة ملابس الأم ليضعها فى حقيبته.
 
وبحث عن قلم وورقة ليكتب لهم رسالة ولكنه لم يجد سوى أدوات تجميل خطيبته فأمسك بأحمر الشفاه وكتب على مرآة الخزينة "المال الحرام لا يدوم لأحد" وخرج بهدوء حتى لا يشك أحد الجيران فى الأمر.
 
هكذا حصل على الأموال بسهولة وبدأ يخطط كيف يستغلها للتمتع بها ولكن قطعه تفكيره اشتمام رائحة إحتراق ورق ليجد الأموال تحترق أمام عينيه فاكتشف أن سيجارته سقطت من يده وهو متعمق فى التفكير لتمسك النيران فى الأموال فوقف عاجزا أمام المشهد الذى أوقف ذهنه عن التفكير فى إطفاء النيران ولم يتذكر سوى الرسالة التى كتبها لخطيبته "المال الحرام لا يدوم" وبدأ يطفئ النيران ولكن بعد أن نالت من كافة الأموال لتمحو ملامح طموحاته بالاستمتاع بها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق