اشعاعات تذهب الصحة

السبت، 07 أبريل 2018 02:17 م
اشعاعات تذهب الصحة
الدكتور حسن الخضيرى يكتب:

العاملون في القطاع الصحي يعانون، وتتفاوت المعاناة حسب الوظيفة والدرجة ومواجهة الجمهور، ما سأذكره يصف بعض أحوال الأطباء إلا أنه ينطبق على أوضاع العاملين الصحيين أجمعين من ممرضين وصيدلانيين وفنيين وحتى من يقومون على الإدارة الصحية!، لا أدرى ماذا بقي للطبيب غير بعض من كرامته، وان كانت مسالة الكرامة فيها نظر، فراتبه الذي يكاد يحسده عليه الكثيرون فقط لاعتقادهم ان "تحت القبة شيخ" دون ان يعلموا انه من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله، بين عشية وضحاها تعرض لرجيم قسري قاس فقد معه كثيرا من البدلات والمميزات ناهيك عن بعض العلل والمشكلات التي صاحبت الرجيم من مطالبة الديانة وفقدان الثقة لدى البنوك والخوف من عدم السداد بسبب العجز، اما أحلامه في منزل صغير يستر أسرته فقد ذهبت أدراج الرياح وربما اصبح همه سداد الايجار في وقته ما امكن ذلك، قضاء إجازة سعيدة بصحبة العائلة تبخرت واصبحت صرحاً من خيال وهوت وربما ماتت على مرأى من الاسرة المسكينة، الراحة لبضعة أيام تسبب خللاً في الدخل وبالتالي عواقب قد لا تحمد وقد تم الاستغناء عنها بعد ان اتفق مع الاسرة انها من الكماليات.  الرسوم المطلوبة منه تزيد يوما بعد يوم من كهرباء وماء وتلفونات واحيانا وبصورة منتظمة مخالفات اغلبها على السائق والابناء، التأمين يحاسبه وكأنه من اخترع الأخطاء الطبية أو المسؤول عنها وربما وكيلها الحصري حول العالم، بل ان بعض شركات التامين جعلت مسالة القضاء والقدر في اخر القائمة ليضل الطبيب المسؤول والسبب الأول حتى تثبت ادانته، أما على مستوى الهيبة والكرامة فقد أصبح بعض زملاء المهنة عرضة للضرب والشتم في أقسام المستشفى، الممرات وغرف المرضى، والويل ثم الويل لو فكر (مجرد التفكير) بالرد فالمريض على حق دوماً، طبعا فكرة الحارس الشخصي (بودي قارد) غير واردة لأسباب قانونية ومادية. طرق الشكر التي ينتهجها بعض المرضى تختلف، وقد تخلف بعض الكسور والكدمات وربما العاهات، أما على الصعيد الإعلامي فحدث ولا حرج فقد أصبح أقصر طرق الشهرة لدى بعض هو الحديث عن الصحيين دونما رقيب أو حسيب، كيف لا وكل ما يحصل عليه الطبيب من حق أن فكر بالشكوى هو وعد بالأجر عند الله «فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، أما شكوى المريض فمقبولة ويتم النظر فيها ويحال الطبيب للتحقيق وربما يحجز جوازه ويمنع من السفر لسنوات طول فترة المحاكمة الطويلة وربما يردد يا ليل ما اطولك. الداهية القاصمة صمت بعض القطاعات الصحية ومسؤوليها وعدم دفاعهم عن الزملاء والزميلات لدرجة تشك معها انهم يؤمنون بالتهمة ويصدقونها ولولا الحرج لنصبوا المحاكمة للطبيب قبل ان ترفع الشكاوى وربما كل هذا حسداً من عند أنفسهم، ولسان حالهم كمن ألقاه في اليم مكتوفا وقال له إياك إياك أن تبتل بالماء. عزيزي القارئ كل ما ذكر انفا لا أساس له من الصحة بل خيال في خيال، فانت تعلم كما اعلم ان الفريق الصحي له كل الاحترام وللطبيب كل التقدير وما حصل لا يعد سوى سحابة صيف ربما يتبعها امطار وفيضانا واعاصير، وفي رواية انها اشاعات او اشعاعات قد تذهب الصحة عياذ بالله.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق