الضربة العسكرية المرتقبة ضد سوريا تحدث شرخا داخل المجتمع البريطاني.. المعارضة تهاجم تريزا ماي.. وباريس تتحدى موسكو

ما زالت أزمة التلويح الأمريكي برد عسكري ضد النظام السوري، يلقي بظلاله، على عدد من دول العالم، خاصة في ظل إعلان كل من بريطانيا وفرنسا مشاركتهما في العملية العسكرية المرتقبة ضد دمشق.

إعلان الحكومة البريطانية أمس موافقتها على الرد العسكري ضد سوريا، انعكس بشكل كبير على المجتمع البريطاني، خاصة المعارضة البريطانية، التي رفضت هذه الخطوة، حيثل نقلت شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، اتهام زعيم حزب العمال البريطاني، جيرمي كوربين، تريزا ماي بأنها في انتظار التعليمات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الوقت الذي تتخذ فيه قرارا بشأن كيفية الرد على الهجوم الكيماوي المشتبه به في سوريا.

وأوضح زعيم حزب العمال البريطاني، أن التدخل العسكري البريطاني في سوريا يخاطر بتصعيد صراع مدمر بالفعل، والأسس الذي سيتم التدخل العسكري على ضوئها مزعزعة، موضحا أن على بريطانيا الضغط من أجل إجراء تحقيق مستقل تقوده الأمم المتحدة بشأن الهجوم المروع باستخدام أسلحة كيماوية الذي جرى الأسبوع الماضي في سوريا، حتى يمكن محاسبة المسئولين عنه.

وقال زعيم حزب العمال البريطاني: بدلا من القيام بعمل عسكري إضافي، فإن ما نحتاج إليه بشكل ملح هو التحرك الدولي المنسق لتحقيق وقف إطلاق نار وتسوية يتم التفاوض بشأنها تحت رعاية الأمم المتحدة.

فيما كشف مسؤول عسكري فرنسي سابق، عن تحدي فرنسا للأسلحة الروسية المتطورة، وطرق مواجهة باريس للقدرات الجوية الكبيرة مضادة للطائرات التابعة لروسيا، حل تدخل فرنسا بعمل عسكري في سوريا.

ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن جان-بول بالوميروس، الرئيس السابق لأركان سلاح الجو الفرنسي، قال إن النظام السوري وعد وتعهد في العام 2013 بالتخلص من ترسانته الكيماوية، وتوجيه ضربات ضد مثل هذه الأهداف يفترض ألا يقلق روسيا، متسائلا: ماذا قد يفعله جندي روسي في مثل هذه المواقع؟

وأضاف الرئيس السابق لأركان سلاح الجو الفرنسي، أن على روسيا اتخاذ قرارها حول كيف ينخرطون مع المجتمع الدولي، وخصوصا بعد تقارير المنظمات اللاحكومية والمنظمات الاستخباراتية، وعليهم أن يختاروا وألا يذهبوا بعيدا.

وتابع الرئيس السابق لأركان سلاح الجو الفرنسي،: لدى روسيا قدرات جوية كبيرة مضادة للطائرات مثل منظومة S-400 وهي أنظمة قوية، ولكن فرنسا عبر السنوات الماضية طورت صواريخ كروز طويلة المدى والتي يمكن أن نستخدمها سواء عبر الطائرات أو القطع البحرية حيث تساعد على خفض المخاطر.