العدوان الثلاثي على سوريا..

ما أشبه الليلة بالبارحة.. من القاهرة: هنا دمشق

السبت، 14 أبريل 2018 02:21 م
ما أشبه الليلة بالبارحة.. من القاهرة: هنا دمشق
العدوان الثلاثي على مصر
محمد أبو ليلة

 
 
في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، شنت القوات الأمريكية والفرنسية والبريطانية عدداً من المواقع في سوريا في ما يُشبه العدوان الثلاثي على سوريا، حيث أدعى الغرب أنها جاءت لمعاقبة دمشق على شنها هجوماً كيميائياً مزعوماً في بلدة دوما بالغوطة الشرقية قبل أسبوع.
 
وجاءت هذه الضربة الجوية ضمن تبعات حديث الرئيس الأمريكي دولاند ترامب، قبل يومين عن شن بلاده هجوماً عسكرياً في سوريا، في محاولة لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، حينما كتب في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر وقال نشرها أمس: تتوعد روسيا بإسقاط أي صواريخ سنطلقها على سوريا.. يا روسيا، استعدي لأنها قادمة، وهي جميلة وجديدة وذكية.

محاولة تفكيك سوريا

وأوضح مراقبون مصريون أن الضربة الأمريكية على سوريا تجنبت المواقع الروسية والإيرانية ولم تضعف القدرات الاستراتيجية للنظام السوري لكنها أنقذت ماء وجه ترامب، وأن مكاسب النظام السوري على الأرض لم تعتمد على السلاح الكيماوي كما أن أمريكا لا تنتظر نتائج التحقيق لتوجيه الضربة، مؤكدين أن اللعبة ستستمر وفق نفس القواعد وعلى حساب الشعوب العربية.
 
العدوان الثلاثي على سوريا
 
وأعربت مصر الرسمية عبر بيان لوزارة الخارجية عن قلقها إزاء التصعيد العسكرى الراهن على الساحة السورية، لما ينضوى عليه من آثار على سلامة الشعب السورى الشقيق، ويهدد ما تم التوصل إليه من تفاهمات حول تحديد مناطق خفض التوتر.

ما أشبه الليلة بالبارحة
لكن ما فعلته أمريكا وبريطانيا وفرنسا صبيحة اليوم يُعيدنا بشكل أو بأخر إلى خمسينيات القرن الماضي، في عام 1956، حينما تحالفت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل في عدوانها الثلاثي على مصر وقت حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كرد منهم على تأميم عبد الناصر لقناة السويس.
 
لكن المقاومة الشعبية ببورسعيد وقتها قوامت الاحتلال بضراوة واستبسال حرك العالم ضد القوات المعتدية، وساندت الدول العربية مصر أمام العدوان الثلاثي فكانت لسوريا الموقف الأبرز في هذه الحرب حينما اتخذت قيادتها قرار بنسف أنابيب البترول، التي تمر عبر أراضيها وتوصل البترول لإنجلترا وفرنسا مما تسبب في أزمة اقتصادية حادة للبلدين الكبيرين جعلت هناك رفض شعبي من مواطنيهما للعدوان على مصر.
 
كانت سوريا ولا تزال هي حائط حدود مصر الشمالية ومركزاً لأمنها القومي والاستراتيجي، طيلة سنوات ماضية، لعل أبرز المتابعين يعرفون العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصري والسوري، فمنذ الوحدة مع سوريا في عام 1958 كان لمصر ثلاثة جيوش رئيسية الجيش الثاني والثالث يحمون حدود مصر في سيناء وقناة السويس، وكان الجيش الأول المصري يقبع هناك في دمشق لحماية الأمن القومي المصري.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق