مسؤولون ومحللون أمريكيون يشيدون بتثبيت «بوتين» لحكومة الأسد

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015 12:31 م
مسؤولون ومحللون أمريكيون يشيدون بتثبيت «بوتين» لحكومة الأسد
آية عبد الرؤوف

يقول مسؤولون أمريكيون ومحللون عسكريون "إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حقق هدفه الرئيسي المتمثل في تثبيت حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بعد 3 أشهر من التدخل العسكري الروسي في سوريا وإن موسكو يمكنها مواصلة العمليات العسكرية بالمستوى الحالي لسنوات نظرًا لانخفاض تكاليفها نسبيًا".

ويأتي هذا التقييم رغم التأكيدات العلنية التي أطلقها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وكبار مساعديه أن الرئيس بوتين، أقدم على مهمة لم يتدبر أمرها جيدًا لدعم الرئيس الأسد وأن إنجازها سيواجه صعوبات كبيرة ومن المرجح أن تفشل في نهاية الأمر.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية طلب عدم نشر اسمه "أعتقد أنه لا خلاف أن نظام الأسد بالدعم العسكري الروسي أصبح على الأرجح في وضع أكثر أمنًا مما كان".

واتفق 5 مسؤولين أمريكيين آخرين أجرت رويترز مقابلات معهم مع الرأي القائل "إن المهمة الروسية نجحت في معظمها حتى الآن بكلفة منخفضة نسبيًا".

وشدد المسؤولون الأمريكيون على أن بوتين قد يواجه مشاكل خطيرة إذا طالت فترة التدخل الروسي في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات.

ومع ذلك فمنذ بدأت الحملة في 30 سبتمبر لم تتكبد روسيا سوى أدنى قدر ممكن من الخسائر البشرية ورغم مشاكلها المالية الداخلية فهي تتمكن دون أي عناء من تدبير تكاليف العملية التي يقدر المحللون أنها تتراوح بين المليار دولار والمليارين سنويًا.

ويقول مسؤول بالمخابرات الأمريكية "إن روسيا تمول الحرب من ميزانية الدفاع السنوية العادية التي تبلغ نحو 54 مليار دولار".

ويقول المحللون والمسؤولون "إن من العوامل التي تحد من النفقات انخفاض أسعار النفط. فرغم ما لحق بالاقتصاد الروسي عمومًا من ضرر عمل انخفاض أسعار النفط على خفض كلفة وقود الطائرات والسفن".

واستطاعت روسيا الاستفادة من مخزونها من القنابل التقليدية التي ترجع إلى العهد السوفيتي.

وقد قال بوتين "إن تدخله يهدف إلى تثبيت حكومة الأسد ومساعدتها في الحرب على تنظيم داعش،رغم تأكيدات المسؤولين الغربيين وجماعات المعارضة السورية أن الضربات الجوية الروسية تتركز على مقاتلي المعارضة المعتدلة".

وحقق شركاء روسيا السوريون والايرانيون مكاسب مهمة قليلة على الأرض.

ومع ذلك فقد أدى التدخل الروسي إلى توقف ما تمتعت به المعارضة من زخم الأمر الذي سمح للقوات المؤيدة للأسد بالتحول ِإلى الهجوم، وكان مسؤولون أمريكيون وغربيون يرون قبل التدخل العسكري الروسي أن حكومة الأسد مهددة على نحو متزايد.

وقال مسؤول المخابرات الأمريكي "إن روسيا ربما بدأت تقنع بالدفاع عما تحت سيطرة الأسد من مراكز سكانية رئيسية تشمل المناطق الرئيسية التي تعيش فيها الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد وتمثل أقلية في البلاد، بدلًا من السعي لاسترداد أراض من قوى المعارضة".

وأضاف المسؤول أن "روسيا تستفيد من هذه العملية في اختبار أسلحة جديدة في ظروف المعركة وإدماجها في أساليبها العسكرية"، وقال "إنها تعمل على تطوير استخدامها للطائرات غير المسلحة دون طيار التي تستخدم في أغراض المراقبة والاستطلاع".

وتابع "لم يدخل الروس هذه المهمة مغمضي العينين" وأضاف أنهم "يحققون بعض الفوائد نظير التكلفة".

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق