فى ذكرى مذابح الأتراك للأرمن .. مصر قلعة احتمى بها مشاهير الفن

الثلاثاء، 24 أبريل 2018 08:29 م
فى ذكرى مذابح الأتراك للأرمن .. مصر قلعة احتمى بها مشاهير الفن
فيروز ونيللي وميمى جمال
علاء دياب

 بالتوزازى مع حلول احتفال الأرمن بالذكرى المئوية للمذابح التي ارتكبها بحقهم الأتراك والجيش العثماني، الموافق 24 أبريل 1915،  وكانت سببا في تشتيتهم بمختلف بلاد العالم بعيدا عن موطنهم  الذى سيطر عليه العثمانين، وكعادتها كانت مصر القلعة التى احتمى بها الأرمانيون من هجمات الإبادة العرقية لهم، واصبحت قبلتهم التى تميزوا فيها واختلطوا بالمصريين وعملوا فى كافة المجالات ومنها الفن والمسرح والسينما، وتألقت من بينهم نماذج عديدة منهم نيلى وفيروزوميمى جمال ولبلة وآخرون .

بدأت هجرة الأرمن إلى مصر في في بدايات القرن التاسع عشر، ويرجع المؤرخون هجرة الأرمن إلى مصر إلى العصور القديمة، مع زيادة ملحوظة فى العصر البيزنطى فى مصر.

على الرغم من ترحيب مصر بالأرمن، واستقبالهم، وإتاحة الفرصة لهم للعمل والنجاح، إلا أن القاهرة ما زالت لم تعترف بأن ما حدث من قتل حوالي مليون ونصف المليون أرمني على أيدي الجيش العثماني "مذبحة"، وهو ما يطمح فيه الأرمن حاليا خاصة في ظل العلاقات المتوترة بين القاهرة وأنقرة، مشاهيرهم يملؤون حياة العرب، وظهرت فى السينما المصرية فنانين ارمنيات تركوا بصمه في المجتمع المصري والعربي.

 نيللي

اسمها الكامل نيللى ارتين كالفيان هى من اصل ارمني بدأت ترقص وتغنى فى السينما وهى فى الرابعة من عمرها عملت وهى طفلة فى افلام عديدة ثم اشتركت فى حلقات "الرمال الناعمة" ولفتت اليها الانظار فى المسلسل الاذاعى "شئ من العذاب" امام محمد عبدالوهاب.

كانت تنبئ بموهبة تمثيلية راقية خاصة فى "حتى نلتقى" لكنها عندما صارت شابة مزجت بين المبالغة والبساطة خاصة فى ادوارها الكوميدية اعتمدت ايضا على الاستعراض، واعتمدت على البساطة والتواضع فى كل شىء وهذا معروف بالنسبة للقريبين منها ولازالت تحتفظ بهذه الصفات الى جانب الخجل الشديد وعدم حضور المناسبات العامة وتحتفظ بموبيل قديم ولا تحب التفاخر بالمجوهرات وتعد شخصية كلاسيكية فريدة .

تمردت نيللى على التقرب من السياسة وصالونات الكبار وكانت تدرك ان الاقتراقب من هذه الاجواء له ثمن غال وحسابات لاتقدر عليها فقررت الابتعاد، ومن اشهر مسلسلاتها فى التليفزيون:"برديس" و"امراة و3وجوه" عملت لسنوات عديدة فى فوازير رمضان واكتسبت نجاحا وشعبية هائلتين من مسرحياتها :"انقلاب" وتزوجت اكثر من مرة منهم المخرج حسام الدين مصطفى والملحن مودى الامام فى طفولتها.

لبلبة

بدأت مشوارها الفني وهي طفلة صغيرة بتقليد الفنانين، اكتشفها متعهد حفلات يدعى المعلم صديق فقدمها في حفلات المسرح القومي، ثم اكتشفها للسينما الكاتب أبو السعود الإبياري من خلال تقديمها لأول مرة في فيلم حبيبتي سوسو.

كان أبو السعود الإبياري هو من أعطاها اسمها الفني وهو الأمر الذي تعلنه «لبلبة» في كل حوارتها الإعلامية، فعندما لاحظ موهبتها في التمثيل والتقليد والرقص والغناء في هذه السن المبكرة لم يستطع إبداء رأيه فيها إلا بقوله "دي لبلبة!!"ومنذ ذلك الحين و أصبحت نينوشكا هى الفنانة لبلبة..

وعندما كبرت جسدت الأدوار الاستعراضية ثم عملت في الأدوارالكوميدية مع الفنان عادل امام حتى اعاد المخرج عاطف الطيب اكتشافها من جديد في فيلمى ضد الحكومة و ليلة ساخنة الذي فازت عنه بالعديد من الجوائز، وبدت في السنوات الأخيرة كأنها تنسلخ تماما من ادوار البنت الشقية الكوميدية وهي تقوم بدور الأم في فيلم الآخر وبدور فتاة الشارع في فيلم جنة الشياطين.

تزوجت من الفنان حسن يوسف، لكن زواجهما لم يستمر طويلاً وتفرغت للفن ولم تتزوج بعد ذلك وكانت ابة البلد الشقية تفضل الابتعاد عن صالونات السياسة .

 فيروز

 كانت تلقب باسم شيرلى تمبل المصريه و اسمها الحقيقى بيروز ارتين كالفيان نهاد وديع حداد هي مطربة لبنانية وتعد من أشهر الفنانين على قيد الحياة، شكلت مع زوجها الراحل عاصي الرحباني وأخوه منصور الرحباني (المعروفين بالأخوين رحباني) ثورة في عالم الموسيقى والغناء العربي.

وُلدت فيروز في جبل الأرز في لبنان في 21 نوفمبر 1935، وعقب عامين من ولادتها انتقلت العائلة إلى شارع الباسطا، في حي زقاق البلاط في بيروت، حيث وجد الأب عملاً في لو جور برينت هاوس، وفي تلك الأثناء بدأت فيروز الغناء كأي طفلة، فكانت تردد الأغنيات التي تستمع إليها من الإذاعة من راديو الجيران، وخاصة أغنيات ليلى مراد وأسمهان، ثم التحقت بكورال الأطفال في المدرسة التي كانت تدرس بها، وغنت فيروز في أغلب المهرجانات الكبرى في العالم العربي لعديد من الشعراء والملحنين، وأمام العديد من الملوك والرؤساء.

كانت أولى انطلاقاتها في مهرجان بعلبك الدولي، حيث قامت بأداء الكثير من أغنياتها. اشتهرت فيرو بعد ظهورها في "ليالي لبنان" كجزء من مهرجان حقق الكثير من النجاحات لعدة سنوات. تشتهر فيروز أيضاً بأنها "سفيرتنا إلى النجوم"، "جارة القمر"، و"جوهرة لبنان"، للدلالة على رقي صوتها وتميزه.

في عام 1956 بدأت إطلالات فيروز والرحابنة في مهرجانات بعلبك، وازدادت شهرتهم وبدأت حفلاتهم تجوب العالم، ولم تكتف فيروز بالغناء للأخوين رحباني، بل تعاونت مع ملحنين عدة، من أمثال محمد عبد الوهاب، وفليمون وهبة، وفي ذات الوقت أعادت تقديم عدد من أغنيات الملحن سيد درويش مثل "زوروني كل سنة مرة" وغيرها.

وقامت فيروز ببطولة عدة مسرحيات وأفلام غنائية ناجحة، منها لولو، بياع الخواتم، أيام فخر الدين، المحطة، جسر القمر، ميس الريم وغيرها، وفي آخر سنوات السبعينيات تم الانفصال بين فيروز وعاصي، ولكن ظلت فيروز تغني من ألحان زياد. أما أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، رفضت فيروز مغادرة بيروت، وعقب انتهاء الحرب، عادت لتغني من جديد.

تجلت المرحلة الجديدة لفيروز في تعاونها مع ابنها زياد رحباني صاحب الرؤية الموسيقية المختلفة والتي تجمع بين الموسيقى الشرقية والغربية في تمازج رائع، وقد كان أول ألبوم تقدمه فيروز مع زياد رحباني هو ألبوم معرفتي فيك، ثم توالت أعمالهما الناجحة والتي كان آخرها ألبوم ولا كيف عام 2001. في عام 2005 تم منحها لقب الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية في بيروت للصوت. لها اللقاب كثيرة منها: سفيرتنا للنجوم,السيدة,الملاك

إيمان

وهى ممثلة لبنانية، اسمها اليزابيث طاوروس سركسيان وعرفت باسم ليز سركسيان، تخرّجت من كلية الصيدلية بالجامعة الأمريكية فى بيروت ، عملت أولاً فى المسرح واكتشفها الفنان شكيب خورى ودرست التمثيل المسرحي في الجامعة الأمريكية في بيروت، برعت فى ادوار الاغراء بحرفية لا تجرح مشاعر الجماهير وتميزت بجمال صارخ .واشتركت في العديد من الأعمال المسرحية العالمية لشكسبير وموليير التي قدمت على مسرح بعلبك.

 أول أعمالها بالسينما في لبنان في فيلم "الأخرس" إخراج منير معاصري بطولة فيليب عفيفي. وكان الفيلم ناطقًا باللهجة اللبنانية . ثم اشتركت في فيلم "الحب الكبير" مع فاتن حمامة إخراج بركات. ثم قدمت الفيلم الذي من خلاله بدأت شهرتها وهو "الصعود إلى الهاوية" مع مديحة كامل وجميل راتب ومحمود ياسين إخراج كمال الشيخ، وكان المخرج كمال الشيخ هو الذي اختارها لهذا الدور في الفيلم، وهو مدام "مارسيل" الفرنسية.

 ثم قدمت عددًا من الأفلام "أمهات في المنفى" و "لامين شاف ولامين دري" مع عادل إمام. وقدمت أيضًا "شعبان تحت الصفر" إخراج سمير سيف و "الستات" إخراج مدحت السباعي مع محمود ياسين وهالة صدقي وفيفي عبده و"القاتلة" مع فيفي عبده إخراج إيناس الدغيدي ، و"نداء الدم" إخراج مدحت السباعي مع سمير صبري. وفيلم "الشريدة" مع نجلاء فتحي إخراج أشرف فهمي و "الخطأ" مع محمود ياسين وناهد شريف و "الرغبة" مع نور الشريف ومديحة كامل.

تحولت للاسلام مثلت فى السينما اللبنانية باسمها الأصلى فلما اتجهت إلى مصر غيرت اسمها فى المسرح لها عدة أدوار. أدت دور المرأة الارستقراطية ، وأحياناً دور رئيس العصابة المتأنق ، مثل دورها فى المولد، تزوجت من دبلوماسى لبنانى قنصل شرف أكوادور في مدينة ميونخ واسمه ماكس شاريللو عام 1960 وأنجبت منه ولدين وبنتًا: "هيلا" و"ماكس" و "ليلى"وعاشت خارج بلدها

كانت أول بطولة مطلقة في فيلم "عندما تغيب الزوجات" مع دريد لحام. هي في الخامسة من عمرها حيث اشتركت مع الجمعية الأرمنية في بيروت في حفل غنت ومثلت فيه باللغة الأرمينية حيث تجيد عدة لغات وهي: الإنجليزية والألمانية والأسبانية. ومثلت أيضًا باللغة الفرنسية بجانب الأرمينية قبل أن تمثل باللغة العربية باللهجة اللبنانية أو المصرية حصلت على جائزة عن دورها في فيلم "الشريدة" لأشرف فهمي.

 وحرصت ايمان على الحفاظ على صورتها وعدم الاختلاط باى اصدقاء غير مقربين، كما عرف عنها عدم الظهور كثيرا رغم احتفاظها بكامل جمالها ولياقتها حتى هذه اللحظة .

ميمى جمال
 هى أمينة مصطفى جمال ، الفنانة المتالقة والجميلة التى ولدت لأب مصري وأم يونانية ارمينية  ولدت في حى مصر الجديدة بمدينة القاهرة لأب مصري وأم أرمينية والتحقت بمدارس كالوسديان الأرمينية بحى بولاق أبو العلا من مرحلة الحضانة إلى مرحلة الثانوية ثم التحقت بالجامعة الأمريكية قسم سكرتارية وإدارة أعمال، عملت موظفة بشركة استثمار أجنبية ثم في شركة طارق نور للإعلانات كمطربة إعلانات..

اشتركت في العديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية، وبدأت حياتها الفنية وهي طفلة صغيرة بفيلم (أقوى من الحب)، ثم عملت في مسرح الفنانين المتحدين وفي فرق القطاع الخاص، وكان من أشهرها مسرحية (نمرة 2 يكسب)، و(عش المجانين). وقد سطع نجمها بمشاركتها في الكثير من المسلسلات والأفلام التليفزيونية.

جمال ميمى جعلها محط انظار الكبار وكان الجميع يتمنى مجرد مجالسة ميمى السيدة المصرية التى تحمل جمالا اوروبيا منقطع النظير الا انها اعلنتها صريحة بانها لاتفكر سوى فى عملها فقط انها ملكا لجمهورها فحافظت على التماسك الاسرى لعائلتها

وكانت أكثر بنات جيلها فى الاعمال الفنية، أما الهانم او "ليدى "الارمن فى مصر فهى المطربة الرقيقة انوشكا واسمها الحقيقي قرتانوس جاربيس سليم، وبدأت مشوارها الغنائي عندما اشتركت في مسابقة عالمية تنظمها منظمة الفيدوف العالمية مع بعض المصريين وتقدمت في المسابقة بأغنية فرنسية من تأليف جمال عبد الحليم حسن والحان الموسيقار كامل الشريف – وقد فازت اغنيتها بالمركز الأول – وكان من شروط المهرجان ان من ينجح في المهرجان تعتمده الإذاعة والتليفزيون وبناء عليه سجلت أولى اغانيها للتليفزيون بأغنية لبرنامج لتعليم اللغة العربية من إخراج الراحل فهمى عبد الحميد.

بدأت في الاشتراك في المهرجانات العالمية للغناء ففى عامى 1987 – 1988 اشتركت في مهرجانات فنلندية وتشيكوسلوفاكية وبلغارية وتركية وأمريكا اللاتينية – وحصلت على الجائزة الثالثة في مهرجان تركيا للأغنية بأغنية (حبيتك) – وفى فرنسا فازت بالجائزة الأولى بمهرجان الفرانكفونية عن أغنية (ياحبيبى) من تلحينها واغنية (ياليل) من الحان الموسيقار مدحت الخولى - وهما باللغة الفرنسية كشرط من شروط هذا المهرجان وكما كان الحال في مصر،

وتزوجت من الفنان حسن مصطفى وانجبت منه ابنتان ، ولا تستطيع أن تفرق بين شخص ينتسب إلى الأرمن في العالم العربي وبين غيره ممن ينتمون في الأصل إلى هذه البلاد، فقد اندمجوا في المجتمعات التي هاجروا إليها منذ زمن طويل، لكنهم امتلكوا قدرة عجيبة على عدم الذوبان رغم قلة عددهم، فما زالوا يتكلمون فيما بينهم بلغتهم الأم، ولم ينقطعوا عن الجذور حتى لو زاروا بلدهم "أرمينيا" كغرباء بجوازات سفر دول المهجر.

ومن حيث الانتماء مزدوج بين الوطن الذي يعيشون فيه، وبين وطنهم الأصلي، فعندهم الحنين لأرمينيا ولكن ليس لهم ولاء إلا لمصر، وتعتبر هذه الحالة بأن أرمينيا بالنسبة لهم هي الأم التي ولدت دون أن تربي، ومصر البلد التي ربت دون أن تنجب، والإنسان من الطبيعي أن ينتمي إلى الاثنين.

ويذكر أن الأرمن في مصر يصدرون ثلاث صحف باللغة الأرمنية، منها‏ صحيفتان يوميتان هما "آريف" و"هوسابير" وتعني باعث الأمل، والثالثة أسبوعية واسمها "شاهامبيرن" وتعني حامل الشعلة.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق