قصة منتصف الليل.. الطفلة والذئب

الثلاثاء، 01 مايو 2018 08:17 م
قصة منتصف الليل.. الطفلة والذئب
أحمد سامي

صرخات متتالية ونظرات رعب وهروب تصيب الطفلة مريم بمجرد رؤية والدها يسير بجوارها فقد تحولت أحلامها إلي كوابيس متتالية ،تستيقظ والدتها كل مساء علي أصوات صرخاتها المتعالية لتجد أن والدها إلي جوارها يخفف عنها ويحتضنها فتشعر الأم بمدي حب وحنان الأب علي بناته ولكن الصورة الحقيقة كانت أكثر سوادا وبشاعة، فقد أباحت الصغيرة بالسر المكنون داخل قلبها معلنة عن حيوانية والدها بابا  متحرش"".
 
كانت هذه الكلمات كافية لتلجم قلب الأم الذي انشطر إلي نصفين بعد معرفة الحقيقة السوداء، لتجد السبيل أمامها واضحا وترفع شعار "الخلع هو الحل" للتخلص من دناءة الأب والزوج والتفرغ لمعالجة قلب الصغيرة .
 
داخل محكمة الأسرة بالمطرية جلست "ثريا" تحتضن نجلتيها في انتظار بدأ جلسة التسوية قبل الحكم في قضية الخلع المقامة منها، بدأت في حديث نفسها تتذكر كيف مر 15 عاما علي زواجها من "ياسر" فقد تعرفت عليه أثناء عملها بشركة الأجهزة الالكترونية، وكان أحد عملاء الشركة التي يتردد عليها دوما بحكم وظيفته كمهندس الكترونيات. 
 
بدأت نظرات الإعجاب المتبادل بينهما تعرف طريقها إلي قلبها حتي شعرت بإن حب ياسر ينساب داخلها دون أن تشعر بعد ما لمسته من احترام واهتمام بها، لتشتعل شرارة الحب في قلوبهم ويبدأ في التخطيط للزواج والعيش سويا.
 
وفي أحد أيام الشتاء الهادئة طرق باب منزلهم مصطحبا والدته وشقيقته للتقدم لخطبتها فهو الأبن الأكبر وعائل أسرته بعد وفاة والده رحبت أسرتها بياسر وظروفه المادية البسيطة، فهو سيستأجر شقة صغيرة تجمعه بفتاته .
 
بعد أسبوع علقت الزينة واشتعلت الاغاني والزغاريط للاحتفال بخطوبتهما علي أن يكللا الحب بالزواج بعد عامين، وضعت ثريا يدها لمساندة خطيبها والمساعدة في إتمام الزواج والتجهيزات اللازمة وتقليل احتياجاتها حتي لا تثقل كاهله بمطالبات ليست ذات أهمية.
 
بعد عام ونصف انتهت كافة الترتيبات للزواج وقررا العروسان وتوفير نفقات الزفاف والاكتفاء بعقد قرانهما باحدي المساجد ليجتمع الأهل والاصدقاء، أغلقت الأبواب ودبت السعادة بينهما فالشوق كان كافيا ليقضيا ليلتهم في الانغماس في نهر الحب .
 
 اتفق الزوجين علي تحمل مسئولية المنزل معا ما بين العمل وتربية الأطفال، لتمر الأيام والسنين بينهما ما بين مد وجزر في مشاكل تارة وسعادة أوقات أخري ورغم التغيرات التي طرأت علي زوجها والعصبية الزائدة ولكنها استمرت علي العهد وتحملت ظروفه خاصة بعد فصله من العمل وجلوسه بالمنزل لمدة خمس سنوات كانت تنفق فيهم علي المنزل والأطفال فقد حباهم الله بثلاث زهرات بنتين وولد، فقد صبت كل اهتمامها لتعليمهم وتربيتهم.
 
بعد سنوات الانقطاع تمكن الزوج بفضل مساعدتها علي الحصول علي عمل بمرتب أفضل من ذي قبل وانتظر أن يعوضها وأطفالها عن سنوات الحرمان ولكن كانت الكارثة أنه تعود علي إنفاقها وطلب منها أن تستمر في القيام بنفس المهمة ولا تنظر إلي أمواله .
 
شعرت الزوجة بالخزي من تصرفات زوجها ولكنها حاولت تحمل تصرفاته الصبيانية من أجل تربية الأطفال بينهما، فهي تلاحظ دائما اهتمامه بالبنات وحرصه علي القرب منهم فتغاضت عن إنفاقه من أجل مصلحتهم.
 
بضحكة ساخرة تذكرت كيف كانت تجده دائما بجوار البنات وتفرح بهذا الاهتمام ولكنها كانت الكارثة عندما لحظت نفور طفلتها الكبيرة من الاقتراب من والدها ورفضها كافة محاولاته للعب معها، فقد أصبحت أكثر إنطوائية ترتعش لمجرد رؤيته وأفيق في كل مساء علي أصوات صرخاتها ليكن الأب إلي جوارها فأشعر بالراحة .
 
في ذات مساء وأثناء تواجده خارج المنزل، تقربت من طفلتي لمعرفة سر الخوف الظاهر علي ملامحها، لتبدأ في الإنهيار وتكشف عن أفعال والدها الدنيئة ففي كل مساء يتسلل والدها من جواري ويدخل غرفتهم ويبدأ في التحرش بطفلته التي لم تتجاوز السابعة من عمرها بعد ويتحسس جسدها الهزيل ويطلب منها أفعال لا يمكن لطفلة أن تفعلها، دمرتني الصدمة مما سمعت وقررت اصطحاب الطفلة لطبيب أمراض نساء للأطمئنان عليها والتأكد من سلامتها من محاولاته في الاعتداء عليها.
 
لم اتراجع عن مواجهة الزوج بافعاله الخسيسة وبعد مواجهته بالكشف الطبي انهار واعترف بفعلته وإنه نادما علي ما حدث ويطلب مسامحتي لكني لم أنطق بكلمة واحدة وحزمت حقائبي وتوجهت لمنزل والدتي مصطحبة أطفالي للبعد عن هذا الذئب البشري وإنقاذ بناتي من براثنه.
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق