بوابة المكاسب.. لهذه الأسباب دفع «ماكرون» برجاله إلى سوريا (دراسة)

السبت، 05 مايو 2018 10:00 ص
بوابة المكاسب.. لهذه الأسباب دفع «ماكرون» برجاله إلى سوريا (دراسة)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب
محمد الشرقاوي

27 أبريل الماضي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، عن إرسال فرنسا جنودا إلى سوريا، بهدف دعم وتعزيز القوات الأمريكية المتمركزة داخلها، الأمر الذي أكد حرص الطرفين على مواصلة التنسيق السياسي والعسكري، للتعامل مع تطورات الأزمة في سوريا.

آثار التوافق الأمريكي الفرنسي تجاه سوريا، في الآونة الأخيرة عدة تساؤلات على الساحة الدولية، خاصة بعد الضربة المشتركة والتي سميت إعلاميًا «العدوان الثلاثي» في أبريل الماضي، والتي استهدفت عددا من المواقع العسكرية، ردا على هجوم كيماوي مزعوم في دوما السورية.

وفق مراقبون، فإن التوافق الفرنسي الأمريكي، جاء لتعزيز تواجد باريس كطرف فاعل على الساحة السورية، وهو ما اتضح في زيادة عدد قواتها في شمال سوريا، الأمر الذي تهدف من وراءه إدارة الرئيس إيمانويل ماكرون لتحقيق عدة سياسات ومكاسب داخلية وخارجية.

مركز المستقبل للدراسات المتقدمة، قال إن مكاسب باريس تتمركز حول عدة أهداف، أولها دعم شعبية «ماكرون» على الساحة الداخلية، والتمهيد لإيجاد بديل للقوات الأمريكية في سوريا حال انسحابها، إضافة إلى دمجها في القوى الفاعلة على الساحة السورية.

يشير المركز، في عرضه للمادة البحثية بعنوان: «انخراط مستمر: دوافع الوجود العسكري الفرنسي في سوريا»، إلى أن التدخل الفرنسي المباشر، بدأ بالمشاركة في الحرب ضد تنظيم «داعش»، ضمن التحالف الدولي، بمقاتلات وقوات خاصة، عكهيئة استشارية للميليشيات الكردية.

ومع ارتفاع وتيرة الأحداث في الآونة الأخيرة، رأت فرنسا ضرورة توسيع دورها الإقليمي والعسكري في سوريا، واستغلت الهجوم الكيمائي المزعوم على دوما، للمشاركة في ضربات عسكرية، نجح الجيش السوري في التصدي لها.

وشاركت فرنسا، بأسلحة متطورة بلغت 9 طائرات مطاردة، و3 فرقاطات متعددة المهام (من أصل 5 وضعت في خدمة سلاح البحرية)، وفرقاطة مضادة للغواصات، وفرقاطة مضادة للطيران، وسفينة للتزويد بالنفط، إضافة لـ 3 صواريخ بحرية عابرة، يبلغ مداها ألف كيلو متر وتلك هي المرة الأولى، وتتسم بدقة عالية لضرب مواقع إنتاج وتخزين الأسلحة الكيماوية، ووصل عدد الصواريخ التي أطلقتها باريس إلى 12 صاروخ من أصل حوالي 100 صاروخ تعرضت لها تلك المواقع.

وحدد المركز البحثي، أسباب اتجاه فرنسا لرفع مستوى مشاركتها العسكري داخل سوريا، أولها: «تعزيز النفوذ»، وتسعى باريس إلى دعم دورها كقوة دولية، معنية بمسارات وتداعيات الأزمات الإقليمية، التي يشهدها الشرق الأوسط، وهو ما تأكد في محاولة التوسط من أجل تسوية أزمة «الاتفاق النووي»، بين إيران وأمريكا.

ثانيا: دعم شعبية «ماكرون»، بحسب المركز، خاصة بعد حرص الرئيس الفرنسي على إجراء تغييرات في سياسة دولته إزاء الأزمات الإقليمية في الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأزمة السورية، فلم تعد باريس تصر على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، كشرط أساسي قبل إجراء المفاوضات الخاصة بمستقبل سوريا، مع التهديد في الوقت نفسه بتوجيه ضربات ضد النظام، حال تجاوزه.

ثالثًا: «خيارات بديلة»، يعمل النظام الفرنسي على تعزيز علاقاته الاستراتيجية مع الولايات الأمريكية، على الرغم من وجود خلافات بين الطرفين، كذلك الحال مع الدول الأوروبية، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة «دونالد ترامب»، إلى الانسحاب من سوريا واتخاذ إجراءات جديدة، تؤثر على استمرار العمل بالاتفاق النووي مع إيران.

رابعًا: إيجاد علاقات مع ميليشيات فاعلة - من غير الدول - على الساحة السورية، على غرار الميليشيات الكردية التي تؤدي دورًا بارزًا في الحرب ضد «داعش»، بدعم أمريكي، وهو ما تراه باريس آلية مهمة، تدعم جهودها في التحول إلى طرف رئيسي في الملفات الإقليمية المختلفة، على الرغم من تسبب ذلك في خلافات لها مع دول مثل تركيا.

يضيف المركز، أن باريس ترى أن انخراطها على أكثر من مستوى في الأزمات الإقليمية، التي تشهدها المنطقة، سيعزز جهودها في توجيه ضربات استباقية للتنظيمات الإرهابية، لا سيما بعد أن تمكنت الأخيرة من تنفيذ عمليات إرهابية نوعية داخلها خلال الفترة الماضية، وهو ما يعني أنها تتجه تدريجيًا إلى توسيع نطاق دورها داخل سوريا، استباقًا للتحولات المحتملة التي سيشهدها «الشرق الأوسط».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق