«الصاغ الأحمر» في بلاط صاحبة الجلالة

الأحد، 06 مايو 2018 05:43 م
«الصاغ الأحمر» في بلاط صاحبة الجلالة
خالد محيي الدين
مجدى حسيب - أحمد رجب الضبع

«انتهت الرحلة».. كانت هي الرسالة الأخيرة التي بعثها لنا صباح اليوم السبت، المناضل والسياسي الكبير خالد محيي الدين، في خبر وفاته، أعلن فيها ضابط سلاح الفرسان ترجله عن الجواد، لتبقى ذكرى فارس الديمقراطية، حروف من الإلهام كتبت على وجه الوطن، وخصما شريفا كعادة الفرسان، والذي لا يملك خصمه إلا التعامل معه ومواجهتة بنفس النبل وأخلاق الفرسان التي ندرت في زمان الضباع، وهو ما دفع خصمه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فى الواقعة الشهيرة المعروفة بأزمة مارس 54، أن يسافر على رأس بعثة خارج مصر حتى لا تضطره الظروف أن يحدد إقامته أو حبسه.

محيي الدين وعبدالناصر.. «الأخوة الأعداء»

خالد محيي الدين أو«الصاغ الأحمر»، كما لقبه رفيق دربه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، في إشارة إلى أنتمائه اليساري، فقد كان له العديد من المواقف المشهوده والتي كان على رأسها أزمة مارس 54، حينما دعا الصاغ خالد محيي الدين في حينها، رفاقَه من مجلس قيادة الثورة في مارس 1954، بالعودة إلى  ثكناتهم العسكرية وإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي، وهو ما رفضه مجلس قيادة الثورة وقتها، لتبدأ الأزمة بينهم وبين محيي الدين، وعلى آثرها نُفي إلى سويسرا، ليمر الوقت ولا تستطيع الأسرة التكيف مع الحياة هناك، فطلب «الصاغ الأحمر»، من صديق عمره الزعيم جمال عبد الناصر، العودة إلى مصر مرة أخرى، ووفقا لرواية زوجته السيدة سميرة، لم يتردد عبد الناصر في قبول طلب خالد محيي الدين، وقالت « عبد الناصر اتفق مع خالد من البداية، اتفاق محبة» على حد تعبيرها.

خالد محيي الدين وزوجته
خالد محيي الدين وزوجته

 

خالد محيي الدين رئيس تحرير ومؤسس جريدة المساء

لم يكن خالد محيي الدين، مجرد سياسي محنك، أو قيادى من الضباط الأحرار، بل كان أحد الذين أدركوا قيمة الكلمة، ومروا يوما ببلاط صاحبة الجلالة، كرئيس تحرير ومؤسس لجريدة المساء، أول جريدة مسائية في تاريخ مصر، والتي ضمت وقتها نخبة من كبار الكتاب والمفكرين، كما تولى رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، ليحمل على عاتقه النضال من أجل حرية الصحافة، وحرية التعبير.

وأكد يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق، أن خالد محيي الدين، قاد من خلال حزب التجمع، حربا شرسة، لمساندة نقابة الصحفيين، ضد القانون ٩٣ لسنة ١٩٩٥، والذي أطلق عليه وقتها اسم «قانون حماية الفساد»، حتى تم إسقاطه في يونيو عام ١٩٩٦.

خالد
خالد
 
 
خالد.
خالد.

 

ابن الإقطاعيين يساري

المناضل خالد محيي الدين، والذي شكل حالة خاصة تعبر عن كيان متفرد بكل تفاصيلة، ففي الوقت الذي نشأ بين لأسرة إقطاعية بمدينة كفر شكر في محافظة القليوبية، حمل الفكر اليساري بين ضلوعه، وسعا لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، وهو من أسس حزب التجمع، وكان أحد أبرز الأحزاب اليسارية المصرية، ودخل مجلس النواب للمرة الأولى ممثلا عن أبناء دائرته عام 1957، وعاود الكرة مرة أخرى من عام 1990 إلى 2005، إلى أن تم إقصائه من مقعد الدائرة على يد مرشح جماعة الإخوان.

خالد محيي الدين ..
خالد محيي الدين ..

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق