«بئر العقم» و«عمود الصدق».. خرافات حول مسجد عمرو بن العاص

الجمعة، 11 مايو 2018 07:00 م
«بئر العقم» و«عمود الصدق».. خرافات حول مسجد عمرو بن العاص
مسجد عمرو بن العاص
هناء قنديل

لا يعد مسجد عمرو بن العاص، هو أقدم مساجد مصر قاطبة فقط، إنما أيضا يتمتع بمكانة كبيرة لدى المصريين، حتى أن البعض نسج حوله أساطير متنوعة.
 
وبالإضافة لحالة الخشوع الكبيرة، التي تملأ وجدان كل من يدخل هذا المسجد، فإنه يعبر أيضا عن عراقة التاريخ الإسلامي، ويقف شاهدا على عظمة فترة هي الأهم على مدار تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين.
 
وتشهد جدران هذا المسجد على احتضان أروقته لكبار الصحابة والتابعين الذين زاروا مصر، منذ الفتح الإسلامي، حيث كان منارة العلوم الإسلامية إلى العالم الإفريقي، وكان يعتبر أول جامعة إسلامية في القارة السمراء، ولم يتراجع عن هذا الدور، إلا بعد نشأة الأزهر الشريف. 
 
ويعد الإمام الليث بن سعد، أهم من تولى نشر الفقه الإسلامي انطلاقا من مسجد عمرو بن العاص، كما كان يجلس فيه الإمام الشافعي، والسيدة نفيسة، والشيخ ابن حجر العسقلاني، وسلطان العلماء العز بن عبد السلام.
 
ورغم هذا التاريخ العريق للمسجد فإنه لم يسلم من الدراويش الذين حولوه إلى كعبة لهم، يحجون إليه إما للإفلات من العقم، أو لكشف صدق أو كذب الناس.
 
ورغم جهود وزارة الأوقاف، لمواجهة هذه الخرافات، ووأدها، فإنها فشلت نظرا لإصرار الدراويش على ابتكار خرافة جديدة كل فترة. 

بئر العقم
 
وخلال السنوات الأخيرة انتشرت الخرافات حول بعض الأماكن داخل المسجد، ومن أشهرها، ما يتردد عن أن البئر الموجودة في إيوان القبلة من الجهة الشرقية،
التي كانت تستخدم في الوضوء، قبل أن تجف إلا من كمية قليلة من المياه الراكدة، تشفي النساء من العقم إذا صب من بواقي مائه على جسدها. 
 
ولم يوقف هذه المهزلة، إلا جفاف البقية الباقية من المياه، وكذلك تغطية البئر بواسطة الجهات المسؤولة في وزارة الأوقاف! 

محراب نفيسة العلم
 
ولم يكتف دراويش الأساطير، بما سبق، إنما أشاعوا أن المحراب الصغير، الذي كانت السيدة نفيسة، تصلي به، ينشر البركة، على السيدات، خاصة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، التي تعرف بالجمعة اليتيمة، والتي تجتمع فيها السيدات لتقبيل المحراب، والحصول على ضربة البركة، من عصا خادم المسجد، على رؤوسهن.
 
عمود الصدق 
 
أما ثالث الخرافات، فهو عمود الصدق، الذي يلتف حوله زوار المسجد، وهو موجود في منتصف باكية إيوان القبلة، ليتحاكموا إليه بالالتفاف حوله، فإن استكمل لفته فهو صادق، وإن لم يتمكن من ذلك فهو كاذب!!  
 
ويعلق على هذه الخرافات الدكتور محمود قمر، أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة الزقازيق، موضحا أن دور مسجد عمرو بن العاص، في نشر الإسلام بمصر وإفريقيا، كان تاريخيا ومشهودا.
 
وأشار إلى أن هذه الخرافات التي انتشرت في فترة ما من تاريخ مصر، تعود إلى بعض الزنادقة، والخوارج الذين أرادوا ضرب الإسلام من الداخل، وهي أمور معروفة على مدار التاريخ.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة