مؤامرة الاستيطان السوري لمصر

السبت، 12 مايو 2018 01:42 م
مؤامرة الاستيطان السوري لمصر
إيهاب عمر يكتب:

تبارى تيار القومية العربية والإسلام السياسي، في تدشين عقدة «الذنب» لدى الشعب المصري، اتجاه كل جرو مصاب بالجرب في أي دولة عربية أو إسلامية، دائمًا نحن المسؤولين، دائما الشعب المصري ملام ويجب ان يتحرك في اتجاه ما، غالباً يكون اسقاط دولته والنظام الحاكم، دائماً الحكومة والدولة المصرية هي الملام.
 
ولكن ان تجد شعب او دولة عربية مما يسمى الدول العربية او الإسلامية ملام بهذا القدر حيال أي بمبة عيد يتم ضربها على دولة عربية او إسلامية لا يوجد، على مصر حكومة وشعب ان تدفع فواتير الوحدة العربية والإسلامية وحدها، وهي الملامة والسبب والكارثة والحل، ويجب علينا ان ندفع من خيرنا وقوت يومنا ومن مقدراتنا ومن حقنا في الحياة وارصدتنا في المستقبل من اجل ان تحيا تلك الشعوب التي تسب في مصر حكومة وشعب اناء الليل وأطراف النهار.
 
تضع سوريا البعثية يدها في يد إيران الخمينية منذ عام 1979، وتحلق بعيداً عن الامن القومي العربي وتفتح المجال الجوي السوري للطيران الإيراني لقصف العراق خلال الحرب الخليجية الاولي (1980-1988) ثم يرسلون خلية حزب الله الى مصر عام 2008 للقيام بتفجيرات في شرم الشيخ واغتيال الرئيس مبارك ولكن المخابرات المصرية كانت لهم بالمرصاد، ثم يسب بشار الحكام العرب وعلى راسهم رئيس مصر بأنهم عبد المأمور بينما هو مجرد حاكم ولاية فارسية لدى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.
 
وحينما تسقط سوريا في مارس 2011.. اين مصر؟ واين جيش مصر؟ واين شعب مصر؟
 
القذافي يحتضن سعد الشاذلي ومعارضي السادات واحداً تلو الاخر، ويظل حتى أواخر ثمانينات القرن العشرين يحتضن مؤامرات عربية وإسلامية ضد مصر كامب ديفيد كما أطلقوا عليها واقام الافراح يوم اغتيل السادات ودعم بأموال الشعب صحف وجرائد بطول العالم العربي تسب في مصر، ولم يهدأ الا بعد ان فعل مبارك المستحيل لململة الشمل لهدف واحد فحسب هو عدم السماح للعدو بالتسلسل عبر تلك الثغرات، ثم يأتي فبراير 2011.. اين مصر واين شعب مصر وأين جيش!
 
يتحالفون مع الشياطين ضد مصر وحينما يترنحون يصبح السؤال الوحيد على السنتهم هو اين مصر!
 
وحينما تترنح مصر اين كانوا؟ كانوا في جبهة المقاطعة، كانوا يقرعون الكؤوس ابتهاجاً بإرهاب الإسلام السياسي وهو يغربل منصة السادات، بل وكانت صحف بشار والخامنئي في لبنان ولندن وحتى اليوم تشمت في مصر التي سقطت يوم 25 يناير 2011 وتواصل الى اليوم هجومها على مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي.
 
وحينما بدأ الشعب السوري في الهروب من بلاده دون ان يدافع عنها، وقد اغراه تنظيم الاخوان وقطر وتركيا بجزرة اللجوء خارج سوريا، من اجل افراغ سوريا من سكانها تمهيداً لتوطينها بسكان آخرون، في إطار عملية هيكلة ضخمة للشرق الأوسط من اجل تدشين شعوب بديلة عن الشعوب الاصلية، بدأت بفلسطين عبر الصهاينة، ثم في العراق على يد الفرس، كانت أولى وجهات المهاجرين السوريين هو مصر.
 
وكان الهدف واضحاً، توطين خلايا اخوانية نائمة في مصر، وتكرار نموذج المخيمات الفلسطينية في لبنان.
 
ماذا فعلوا في لبنان؟ امر بسيط.. لقد أشعلوا الحرب الاهلية فحسب.. نعم.. لم تشتعل الحرب الاهلية اللبنانية جراء اقتتال سني شيعي ، او مسلم مسيحي ، او حتى عربي صهيوني ، او عربي غربي ، ولكن ما جرى ان اللاجئين الفلسطينيين في لبنان تضخموا في العدد، سواء بسبب الهجرات القائمة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، او جراء الانجاب ، وانقسم اللبنانيين الى فريقين، الأول يرى انه يجب على لبنان ان يدفع ثمن عروبته بإيواء هؤلاء الفلسطينيين، وبنسبة كبيرة كان هذا الفريق ما هو الا فريق مسلم يرى في الفلسطينيين السنة زيادة ديموجرافية في عدد السكان العرب السنة في البلاد، وان تدثر كل هذا الهراء بشعارات اشتراكية وقومية عربية والقضية الفلسطينية، و فريق آخر يري ان لبنان عربي دون الحاجة لتدميره من الداخل.
 
ثم قرر الفريقين رفع السلاح على بعضهم البعض وكانت الطلقة الاولي في الحرب الاهلية اللبنانية التي استمرت 15 عاما ( 1975 – 1990 ) هي فلسطينية خالصة، لم تكن لبنانية من هذا الفريق او ذاك بل كانت فلسطينية خالصة، فالعدو ادرك ان تسليح اللاجئين سوف يفجر الموقف، وهكذا تم تسريب السلاح للجالية الفلسطينية في لبنان، وظهر ياسر عرفات في لبنان وهو يرى ان الفلسطيني في لبنان مهضوم حقه، وهكذا بدا ياسر عرفات في تحرير فلسطين عبر لبنان، تماماً كما حاول صدام حسين تحرير فلسطين في الكويت، و حاول معمر القذافي تحرير فلسطين في تشاد، وحاول جمال عبد الناصر تحرير فلسطين في زائير واليمن وحرب الصحراء المغربية ، وحاول حافظ الأسد وولده تحرير فلسطين في لبنان.
 
اول من استقبل السوريين في مصر كان جحافل غلمان المؤامرة، تنظيمات ما يسمى شباب الثورة الذين صرخوا في وجوهنا ان ترتيب عشة او زقاق للسوريين اهم من أهالي عشوائيات الدويقة وغيرها، وانه الاقربون أولى بالمعروف تشمل السوريين وانه هؤلاء مسلمين واهم أولى بالصدقة عن المصري المسلم غير الموثوق في اسلامه خاصة لو كان فلول او من مؤيدي المجلس العسكري او لاحقاً الرئيس السيسي، وطبعا السوري أقرب إليهم من المصري المسيحي كما نعرف تلك الديباجات الاخوانية.
 
على مدار عامي 2011 و2012 رأيت مجهودات رهيبة من شباب ميدان التحرير في إيواء هؤلاء في بلادنا، وفى سنة حكم اول جاسوس مدني منتخب استعمروا الرحاب ومدينتي بشكل سريع كأنه غزو ممنهج، وحينما قامت ثورة 30 يونيو 2013 وفر بعضهم هاربين لأنهم فهموا اللعبة، فوجئت بان تيار إرهاب الإسلام السياسي خاصة
 
الاخوان والسلفيين يتباكون علناً عليهم، وانه يجب علينا جميعاً ان ننهار ونقتسم اللقمة معهم، ماذا عن فقراء مصر؟ لا يفهم المهم فقراء إسلاميو سوريا.
 
وتسابق الشباب للزواج من السوريات برخص التراب، في انتهازية إسلامية ونخاسة مقنعة حتى انتشرت شبكات لتزويج السوريات بالاسم والطلب في دمياط وغيرها من المحافظات!
 
بالطبع وسط السوريين هنالك عائلات محترمة، وناس ظلمت بالفعل في الأراضي السورية، وعائلات هاجرت فور بدء العمليات العسكرية لأنه ليس كل فرد من الشعوب مقاتلاً او قادراً على القتال وحماية بلده بصدر اعزل بينما في العمارة المجاورة يقطن اسرته بلا عائل، ولكني اتحدث عن فئة معينة، هم تابعون للتنظيم الدولي للاخوان رغم انهم يدعون العكس ويشتكون من اضطهاد داعش لهم وانهم يتبعون ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة بل وربما يدعون انهم شيوعيين بل وبعضهم يدعى انه مؤيد للنظام السوري، تلك الفئة نزلت مصر ومعها خطة واضحة صريحة لشراء المحال والعقارات واحياء باسرها، انتشرت في محافظات بعينها ومناطق بعينها ومصانع ومهن بعينها.
 
الأموال التي معهم اكبر بكثير من ان يكونوا قد فروا بها من دولة مثل سوريا، ثم انهم لا يخفون انتمائهم سواء تشجيعاً لتنظيم الاخوان، او ما هو اخطر، ذلك الولع المخيف بديكتاتور تركيا رجب طيب اردوجان، وهو المرشح الأول مع تنظيم الاخوان الدولي لضخ تلك الأموال داخل مصر في يد السوريين، فالتنظيم الدولي يحقق هدف استراتيجي بالسيطرة على مناطق شاسعة من مصر خاصة دمياط الجديدة ومرسي مطروح، وصناعات بعينها، وضرب الصناعة الوطنية بإيجاد منافس من داخل مصر باسم الجالية السورية، إضافة الى هدف هام هو غسيل أموال التنظيم الدولي للإخوان داخل مصر.
 
كل من تعامل مع هذه الفئة من اللاجئين السوريين تملكه الشك وبحث عن أي وسيلة للكتابة عن هذه الشكوك، فلا يعقل ان نرى امام اعيننا نموذج تفجير الفلسطينيين للدولة اللبنانية من الداخل ينبو ويترعرع في مصر امام اعيننا والكل يعرف ان اول من استقبل هؤلاء هم غلمان يناير وجرذان الاخوان وان نصمت على صناعات مصرية يتم مصادرتها للسوريين واحياء ومدن مصرية يتم مصادرتها للسوريين والظن ان الحديث بهذا الشكل هو عدم عروبة او غيرة او رفض لدول مصري في قضية اللاجئين، كل هذا ابتزاز عاطفي يجب ان ينتهي وان نناقش القضية بشكل واضح وجلي دون مخاوف او ابتزاز.

 

تعليقات (3)
الخطر الحقيقي
بواسطة: مصطفي صادق المهدي
بتاريخ: السبت، 12 مايو 2018 02:24 م

اؤيدك جدا وأتفق معك تماماً فوجود السوريين في مصر وانتشارهم هو عملية ممنهجة لاتدل علي صدفة او عشوائية في التصرف بل وفق مخططات ورأيي أن تنتبه أجهزة الدولة لتلك القنبلة الموقوتة قبل أن يصبحوا مراكز قوي داخل المجتمع المصري

لا تخافوا على مصر و لا على المصريين
بواسطة: أكرم باشا
بتاريخ: الأحد، 16 يونيو 2019 03:06 م

لا تقلق على المصريين في بلدهم، فمهما تعاظمت أي قوة خارجية حتى لو كانت مدعومة بالمال النجس للإخوان أو أي تنظيم آخر، فنهايته (أي هذا المال) ستكوت المصادرة الشعبية لهذا المال إذا فكر أحدهم قلب الموازين و قلب مصر إلى ساحة صراع... حدثت منذ فترة عدة صراعات خاصة داخل مدينة 6 اكتوبر حيث اعتقد السوريون انهم بفتحهم محلات متلاصقة بجانب بعضها البعض انهم يكونوا قد امتلكوا الأرض المصرية و كان النتيجة سلبية و ضد السوريين، و لا يخفى علينا منذ مدة ما حدث من بعض العراقيين حين محاولتهم فرض المذهب الشيعي بتوابعه و مساجده في أكتوبر و كانت النتيجة انهم يعيشون في بلاد أخرى غير مصر... المهم هو التعقل حسب الحسابات الدقيقة و التوقيتات الملائمة لأي تصرف.

كلنا نعرف
بواسطة: Dr.Noura Omar
بتاريخ: الجمعة، 06 سبتمبر 2019 12:57 م

اذا كان اَي مواطن عادي يعرف بعض من هذه المعلومات المذكوره في المقال عن اللاجئين السورين . اذا أين الدوله هل لا تعرف ؟

اضف تعليق