العقــل يمتــد للأمـــام

الأحد، 13 مايو 2018 10:50 ص
العقــل يمتــد للأمـــام
تــمـــارا سعــــد فهــــيـم يكتب

علينا ان نفهم كيف نتعلم مهارة فن الحياة، ولنأخذ صباح كل يوم تدريب بسيط،  يبدأ من العقل حيث هو الذى يفيض علينا بما اوحينا به اليه، والهدف ان نستبعد عادة القلق الذميمة، لذا نقضى ربع ساعة نفكر فى كل ما هو محبب الى القلب ومفرح للحياة ، وفى حين يمتلاء عقلك بالتفائل، تبدأ منه فلسفة تنعكس على كل الحواس، وهى لا شىء يقدر ان يقلقنى او يحزنى، ومن هنا تحيا بقية يومك بشحنة من المرونة والقدرة على الإحتمال، لتحفظ لك سلامك ومن ثم اقبالك بحماس وإيجابية على كل امور حياتك اليومية، داوم على هذه القوى فهى الطريقة الفعالة لتفتيت القلق .

وفى أوقات استرخاء العقل الباطن ، لابد من وفقة امام القلق، ليتبادل العقل الواعى مع العقل الباطن المسئوليات، بمعنى يقوم العقل الواعى بإفراغ كل ما يملاء العقل الباطن من قلق وتوتر وخوف والتأكد من طردها خارجا، وعوضا عنها يرسم العقل الواعى حلولا  تملائها الشجاعة والسلام والثقة لتشغل حيذ التفكير، ومن ثم يأخذ العقل الباطن  هذه الحلول من العقل الواعى لتستقر فيه، ثم يعكس على شخصيتك  حقيقة مؤكدة ان كل شىء سوف يبقى على ما يرام.

ويأتى دور الخيال وهو فى الأغلب يستخدم كسلاح ذو حدين، بمعنى  من خلال الخيال يمكن ان نتوهم القلق، ويمكن ايضا ان  نعلاج القلق، و ذمام الأمور فى يدك، لذا يجب ان نتعلم اولا  كيف نستخدم الخيال؟ ...   ومع الوضع فى الحسبان ان ما  نتخيله سوف يصبح مع الوقت حقيقة، لذا  أجتهد ان ترسم صورة ذهنية فى الخيال ، ثم نركز على الصورة المرسومة،   بأن نتخيل انفسنا مثلا  فى كل الأحوال متحررين  من القلق، ومع التكرار والإصرار سوف ينزح القلق بعيدا ،  مع الحرص على التمسك  بطموحات تدفعنا للأمام ولتكن على  قدر استطاعتنا وتنفيذها لا يعثرنا ، ومع الوقت تحدث انعكاسات لما طبع فى خيالنا،  ونكتشف اننا تخلصنا من المخاطر، وان  ما   نمر بيه يوميا هو حالة من السلام الدائم .   

إذا ثبت شىء مخيف  فى عقلك ولن تحاول ان تحطمه، فهذا الشىء  من المؤكد سوف يتسبب فى ترويعك وخوفك، ولم يقف عند هذا الحد، ولكنك بإهماله تعمق جذوره فى العقل، ليصبح حقيقة ملموسة، ونتائجه ثمارمن الهموم  تتسرب للنفس لينطفىء نورها، والحل  اقطع الهموم  اولا بأول، ولذا عليك  ان  تظل فى حالة استيقاظ فكرى لتستشعر بداية الأفكار الذميمة، وتستبدلها فورا بأفكار نظيفة، مع العلم انك فى حالة تجريف الفكر من القلق، ويوم عن يوم  يسقط جزع الخوف، ليتحرر العقل. 

العقول الكبيرة لها سلطة على تبسيط الأمور، فهى لديها القدرة على ان تفكر فى وسائل بسيطة تؤثر فى حقائق هامة، فمثلا مع نهاية كل يوم لا تسعى ان تعيد وتزيد فى أحداث ساعات  مضت من يوم يوشك على الإنتهاء، رافعا شعار لم يكن فى الإمكان أفضل مما كان،  فسواء فشلت او نجحت، انتصرت او انهزمت، لقد انتهى اليوم وقدمت  فيه ما استطعت، وانطوى بستارة السماء  حيث  المساء للإستمتاع بالحياة الأسرية والأصدقاء. 

وأخير كيف نسعى لتحسين النفس الإنسانية، انطلق بقناعات ان كل ما يحدث مهما كانت نتائجه فهى للخير، الأحاديث المتشائمة فيروس معدى تطفى على الجو العام سلبية، لذا لا تلجأ اطلاقا لاستخدام كل الكلمات او التعبيرات التى توحى بالقلق والتشائم، واحط نفسك بأناس ايجابين، وفى حالة اجبرت على التعامل مع اشخاص متشائمين لا تنزعج ولكن  ساعدهم على التصدى له بالتفائل، فإنك بذلك تكتسب قوة مضاعفة للتخطى فوق القلق، ولتتمسك بأن تثبت نظرك نحو غدا أفضل، وأترك ما هو وراء فى سلة المهملات  وامتد الى ما هو قدام بفكر واعى وعقل يمتد للأمام .

 

 

 

تعليقات (1)
ما اروعك
بواسطة: موندا عبيد
بتاريخ: الإثنين، 14 مايو 2018 02:47 م

استمرى للأمام . محتاجين هذه النوعية من المقالات

اضف تعليق