بخطاهم نقتدي.. عمرو بن الجموح: الشهيد الذي لقي ربه مبتسمًا (2)

الأحد، 20 مايو 2018 04:00 م
بخطاهم نقتدي.. عمرو بن الجموح: الشهيد الذي لقي ربه مبتسمًا (2)
برنامج بخطاهم نقتدي- صابر عزت
إعداد: صابر عزت

عمرو بن الجموح.. واحد من زعماء المدينة في الجاهلية والإسلام، وكان يقتدي بسادة وأشرف قريش واتخذ لقومه آلها وأطلق عليها «مناف».. كما أنه كان متشددا لعبادة إلهه.. إلا أنه وبين ليلة وضحاها هدى الله قلب «عمرو بن الجموح»، قبل والده. كما أنه أصبح السبب في دخوله للإسلام.
 
في جنحات الليل توجه «عمرو بن الجموح»، بصحبة صاحبه «معاذ بن عمرو»، بعد أن اتفقا على أن يثبتا لقومهما أن «مناف» لا نفع له ولا ضرر.. وحملا إله قومه وألقياه في حفرة يَطرح الناس فيها فضلاتِهم.
 
وفي صباح اليوم التالي غضب والد «عمرو»، وبحث عن الصنم «مناف» حتى وجده في حفرة الفضلات، فيغضب قائلاً: «ويلكم! من عدا على آلهتكم هذه الليلة؟»، ثم أزال النجاسات عنه ووضعه في مكانه. وفي مساء اليوم كرر الشابان الموقف مرة أخرى وألقيا «مناف» في الفضلات، وهو ما جعل والد «عمرو بن الجموح» يغضب، فجاء بسيف ووضعه على عنق الصنم «مناف»، وخاطبه قائلاً: «إن كان فيك خيرٌ، فدافِع عن نفسك»، فلما أصبح، لم يجده مكانه، بل وجده في نفس الحفرة مقترنًا بكلب ميتٍ بحبل وثيق.. اعتنق الإسلام. وتبعه أبناء قومه.
 
 
 عمرو بن الجموح.. كان عَلمًا بارزًا في مجال الجود، وأراد أن يكون عَلمًا كذلك في مجال الجهاد!.. وإذا كان الصحابة كلُّهم فقهاءَ يعرفون الأعذار الشرعية التي تحُول بين أصحابها وبين الإسهام في الجهاد بالنَّفس، إلا إنهم يتطلَّعون إلى الشهادة، ويطلبونها؛ لذا طالب «عمرو بن الجموح»، أن ينضم لقوات رسول الله، بعد أن رده عن المشاركة في غزوة بدر.
 
وهو ما دفعه للمطالبة بالمشاركة كأحد جنود الإسلام في غزوة أحد، قائلا: «يا رسول الله، إن بني يريدون أن يحبسوني عن الخروج معك إلى الجهاد، ووالله إني لأرجو أن أطأَ بعرَجتي هذه في الجنةِ».
 
ولما وجد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن رغبته في الخروج للجهاد شديدة، أذِن له بحمل السلاحَ، وخرج فرِحًا مسرورًا، ودعا ربه بصدق وضراعة قائلاً: «اللهم ارزقني الشهادة، ولا تردَّني إلى أهلي».
 
وقد استجاب المولى - عز وجل - دعوتَه؛ إذ إنه بعد أن طهَّر الأرض من كثيرٍ من المشركين، إذا بسيف من سيوف المشركين يُسكت جسدهَ.
 
وقد كرَّمه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد استشهاده فقال: «انظروا فاجعلوا عبد الله بن عمرو بن حرام، وعمرو بن الجموح في قبر واحدٍ؛ فإنهما كانا في الدنيا متحابَّين متصافِيَين».
 
وبعد موقعة «أحد» أصاب قبورَهم سيلٌ جارف، فأراد المسلمون أن ينقُلوا رفاتهم، وكان جابر بن عبد الله بن حرام، من جملة الحاضرين، لنقْلِ رفات والده عبدالله وزوجِ عمَّته: عمرو بن الجموح، فوجدوا شهداءَ «أُحد»: «ليِّنةً أجسادُهم، تتثنَّى أطرافُهم»، ونظر جابر إلى والده وزوجِ عمَّته، فوجدهما كأنهما نائمان، ولا تُفارق الابتسامةُ شفاههما؛ فرحة بلقاء الله.

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق