محمد التابعي.. مُعلم الأساتذة.. أمير صاحبة الجلالة (بروفايل)

الجمعة، 18 مايو 2018 08:00 م
محمد التابعي.. مُعلم الأساتذة.. أمير صاحبة الجلالة (بروفايل)
كتب- محمد أبو ليلة

أن يفوتك مائة سبق صحفي أفضل من أن تنشر خبرًا كاذبًا.. هذه الكلمات القصيرة كانت منهج ورؤية صحفية لـ محمد التابعي، الذي خرج من بين يديه عمالقة الصحافة في القرن العشرين أمثال الراحل محمد حسنين هيكل، ومصطفى وعلي أمين، وإحسان عبد القدوس، وأحمد رجب.
 
في هذا اليوم الـ 18 من مايو اعتبر العيد رقم 122 لميلاد محمد التابعي، الذي ولد في عام 1896 في مدينة بورسعيد وتوفي في ديسمبر من عام 1976، ويعتبر هو مؤسس مجلة أخر ساعة ولقب بأمير الصحافة، حيث كان ذز سيط واسع في أربعينيات القرن الماضي، فقد كان مقرب من الملوك والفنانين.
 
بدايته
التابعي بدأ الكتابة عام 1924 حينما كتب مجموعة من المقالات الفنية في جريدة الأهرام تحت توقيع "حندس"، كما كتب في بداياته في روز اليوسف بدون توقيع، فقد كان يعمل موظفا في البرلمان المصري، وكادت مقالاته السياسية أن تحدث أزمة سياسية بين الدستوريين والسعديين، بعدها استقال التابعي من وظيفته الحكومية وتفرغ للكتابة في روز اليوسف وكان ثمنها في ذلك الوقت خمسة مليمات مصرية، وتسببت مقالات التابعي السياسية القوية في زيادة توزيعها حتى أصبح ثمنها قرش صاغ.
 
شهرته
لكن شهرته بدأت بعدما أسس مجلة آخر ساعة الشهيرة عام 1934، وشارك في تأسيس جريدة المصري مع محمود أبو الفتح وكريم ثابت، كما كان محمد التابعي هو الصحفى المصري الوحيد الذي رافق العائلة الملكية في رحلتها الطويلة لأوروبا عام 1937، وكان شاهد ومشارك للعديد من الأحداث التاريخية آنذاك.
 
حيث كان يتمتع بأسلوب ساخر، فقد أطلق أسماء هزلية على بعض الشخصيات السياسية المعروفة، وكان يكفي أن يشير التابعي في مقال إلى الاسم الهزلي ليتعرف القراء على الشخصية المقصودة.
 
ألف عدد من الكتب من بينها سيرته الذاتية في جزئين بقلم الكاتب الصحفى الراحل صبري أبو المجد، وكذلك من أوراق أمير الصحافة بقلم الكاتب الصحفي محمود صلاح، كما ألف عنه حنفي المحلاوي كتاب غراميات عاشق بلاط صاحبة الجلالة، ويحكي عن أشهر غراميات التابعي في مصر وفي أوروبا. 

أحمد حسنين باشا
لكن يظل أشهر كتاب ألفه التابعي هو كتاب "من أسرار الساسة والسياسة.. أحمد حسنين باشا"، الذي يرصد ويحلل فيه التابعي شخصية رئيس الديوان الملكي وقت حكم الملك فاروق لمصر أحمد حسنين باشا الذي كان يحمل بين يديه كواليس سياسية واجتماعية في فترة الأربعينيات من بينها زواجه من الملكة نازلي والدة الملك فاروق انذاك.
 
قال عنه مصطفي أمين "كانت مقالاته تهز الحكومات وتسقط الوزارات ولا يخاف ولا يتراجع، وكلما سقط علي الأرض قام يحمل قلمه ويحارب بنفس القوة ونفس الإصرار". 
 
وكان التابعي يردد دائماً أن رسالته الصحفية أن يحارب الظلم أياً كان وأن يقول ما يعتقد أنه الحق، وأن لا يسكت على الحال المايل، لأنه يرى أن الصحافة تستطيع أن توجه الرأي العام، وليست أن تتملقه أو تكتب ما يسره أو يرضيه.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق