حكمة الصوم لمن لا يفقهون

الأحد، 20 مايو 2018 12:58 م
حكمة الصوم لمن لا يفقهون
أحمد سالم يكتب :

انتشرت خلال الفترة الأخيرة أراء لبعض الناس المشككين فى حكمة الصيام فمنهم من يري أنه لا حكمة من صيام شهر رمضان الكريم وتناسي أن ركن الصوم من أركان الإسلام الخمس وتناسي أيضا أن أسمي حكمة من الصيام هي تهذيب النفس الأمارة بالسوء.

والبعض الآخر وصف الصوم بأنه قرار سيادي من الله تعالي وأن لاحكمة منه سوي تنفيذ أمر الله ولو تدبر المرددون لهذا الأمر وتفكروا لتذكروا أن الصوم مدرسة الصبر، وذلك بالإمساك والإمتناع عما أباح الله، في وقت أرادهُ وحددهُ الله وحده، وجعل له جزاءً وثواباً، يثيب عليه وحده، فكل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لله وحده وجزاؤه منه سبحانه، يجازي به كيفما يشاء فهو عمل خاص بين العبد وربهِ، لا يقوم به منافق ولايقوم به إلا مخلص لله.

المشككين فى حكمة الصيام باطلا ادعوا أن لا حكمة منه وتناسوا أن الصيام وسيلة لترك المحرمات وتعليم للنفس بالامتناع عن كل ما هو حلال خوفا من سخط الله وتهذيبها على اتقاء محارم الله.

فى اعتقادي أن المصريين هم أكثر الشعوب تقديسا واحتفالا بقدوم شهر رمضان وشعورا بحكمة الله من صيامه بل اعتقد أنهم الشعب الوحيد فى العالم الذي ابتدع عادات وحافظ عليها وحولها إلى عبادات وايقن بأن تركها سيحل غضب الله عليهم، فالمصريين هم أكثر الناس وعيا بحكمة صيام شهر رمضان الكريم فوجه الحياة يتغير في مصر، بحلوله وتتزين الشوارع والمساجد، ابتهاجا بالشهر الكريم، وتظهر طقوسه الخاصة بمصر، من فانوس ومدفع رمضان ومسحراتي وأكلات ترتبط بالشهر الكريم واحساس بالفقراء وتنافس على الطاعات.

ملايين المسلمين ينتظرون شهر رمضان الكريم كل عام، للتقرب إلى الله بالطاعات ولوعيهم أن حكمة الله من صيام هذا الشهر تتولد من شعور المسلم بالمراقبة من الله عز وجل، ليصل به الى الإحسان، وذلك بأن العبد يعبد الله كأنه يراه.

تبدأ طقوس رمضان في مصر بظهور بعضها منذ شهر شعبان، عندما تستعد الشوارع خاصة في المناطق الشعبية من خلال "الزينات" التي تعلق بها، مع أحبال الأنوار الكهربائية الملونة التي يتوجها فوانيس، ويتنافس على صنعها الصبية فى أفضل شكل، وتكتمل تلك الطقوس الخاصة مع حضور الشهر الكريم من ليلته الأولى وحتى الاخيرة.

لصيام رمضان حكم كثيرة عند الله سبحانه وتعالي لاحتوائه على جميع أنواع الصبر، وتعزيز الجانب الروحي على البدني والتسارع على الطاعات، والصبر على المعاصي، والإيمان والصبر على قضاء الله وقدره و الدعوة إلى التكافل الإجتماعي من خلال الإحساس بالطبقات الفقيرة، والمحتاجين والشعور بمعاناتهم فحكم الصوم ما هي إلا رسائل ربانية لا يستطيع أن يقرأها أو يشعر بها من لا يفقهون أو يشككون فى حكمة الصيام.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة