تأثيره اقوى 200 مرة من الحشيش

الاستروكس.. هل تنجح وزارة الصحة في إدراج «اصطباحة» المدمنين الجديدة على جدول المخدرات

الأحد، 27 مايو 2018 03:00 م
الاستروكس.. هل تنجح وزارة الصحة في إدراج «اصطباحة» المدمنين الجديدة على جدول المخدرات
رضا عوض

 

بين ليلة وضحاها تحولت «الاصطباحة»، من سيجارة «الحشيش» إلى «الاستروكس»، ذلك الوباء الذي انتشر بين الشباب كالنار في الهشيم، وتحول معه أغلب متعاطي الحشيش إلى ضحايا الاستروكس، خاصة وأن مفعوله أقوى 200 مرة من كل الأنواع المخدرة المنزرعة، مثل البانجو ونبات القنب والخشخاش والحشيش، بحسب ما أكد عدد من الأطباء، وهو ما دفع الشباب إلى الإقبال عليه، والعزوف عن تعاطي مخدر الحشيش، في ظل انخفاض ثمنه مقارنة بثمن الحشيش، وعلى الرغم من خطورة مخدر الاستروكس إلا أنه لم يتم إدراجه حتى الأن على جدول المخدرات، الأمر الذي سهل من تداوله، حيث يتم بيعه في أكياس بلاستيكية مرسوم عليا دائما، صور «جماجم وحيوانات مفترسة».

المعروف أن مخدر الاستروكس، يشبه أوراق البانجو، ويتميز باللون الأخضر الفاتح، ويتم تعاطيه عن طريق التدخين، وتكمن خطورته في أنه يتم تصنيعه من مواد تخليقية كميائية، فيتم إضافة عقار «الإتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين»، وهذه المواد تتسبب في السيطرة التامة على الجهاز العصبى وتؤدي إلى تخديره تماما، كما تصيب متعاطيه باحتقان شديد واحمرار بالوجه وحشرجة الصوت، واتساع في حدقة العين، وعندما ينتهي تأثيره على المتعاطي تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التي يشعر بها.

بالرغم مما يشكله الاستروكس من خطورة على كافة المستويات، إلا أنه حتى الآن لم يتم إدراجه في جدول المخدرات، بدعوى أنه مكون من نباتات طبيعية، يضاف إليها بعض المواد الكيميائية، لإحداث تأثيره المخدر على الإنسان.  

ومن أسباب انتشار الاستروكس، بين الشباب، سهولة الحصول عليه، علاوة على الاعتقاد الخاطئ بأن منتجات المخدرات الاصطناعية مبنية على مواد «طبيعية»، وبالتالي فإنها لا تتسبب في أي أذى، فضلا عن أن معظم اختبارات المنشطات العادية لا يمكنها الكشف عن العديد من المواد الكيميائية المستخدمة في هذه المنتجات.

المثير في الأمر، هو التضارب الغريب في تصريحات مسئولي وزارة الصحة حول إدراجه ضمن جدول المخدرات، ففي الوقت الذي كان الدكتور هشام عبد الحميد رئيس مصلحة الطب الشرعى بوزارة العدل، أعلن فيه أن المصلحة تقدمت بمذكرة إلى وزير الصحة لاعتماد 9 مواد مخدرة منها الاستروكس، وذلك لإدراجهم بجداول المخدرات، كشف الدكتور مصطفى السيد مدير عام إدارة التفتيش الصيدلي بوزارة الصحة، بأنه لم يتم إدراج الاستروكس على جدول المخدرات بالإدارة المركزية للصيدلة حتى الآن، لافتًا إلى أن مادة الاستروكس يتم تحضيرها من خلال رش مركب «الإتروبين»، على بعض النباتات الطبيعية، وأكد فى تصريحات صحفية أنه لا يمكن إدراج مادة الإتروبين، على جدول المخدرات لكونها مادة منقذة للحياة وتستخدم فى بعض أدوية الطوارئ والتخدير بالمستشفيات، وعلاج بعض الأزمات الطبية التى تواجه المرضى وقطرات العين.

وأضاف أن إدارة التفتيش الصيدلي تواجه ظاهرة انتشار الاستروكس من خلال التتبع لمادة الأتروبين بالصيدليات، مشيرًا إلى أنه تتم مراقبة معدلات السحب بالصيدليات لتلك المادة، وفى حال رصد سحب كميات أكبر من المطلوب يتم وقف حصة الصيدلية فورًا.

من ناحيته أشاد النائب محمد الحسينى، وكيل لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، بمخاطبة مصلحة الطب الشرعى وزارة الصحة لاعتماد مادة الاستروكس ضمن جدول المواد المخدرة، مؤكدا بأنه تحرك إيجابي تأخر كثيرا، مضيفا أن تأخر إدراج مادة الاستروكس يؤكد أن بعض الجهات بالدولة مازالت تعمل على رد الفعل، متسائلا عن سبب التأخير فى إدراج تلك المادة ضمن جدول المخدرات، خاصة أن الجميع على علم كامل بمدى تأثيرها على المواطنين فضلا عن عدم التمكن من محاسبة الموزعين لها نتيجة لعدم وضعها ضمن جدول المواد المخدرة.

وتابع وكيل لجنة الإدارة المحلية بالبرلمان، أن إدراج مواد الاستروكس ضمن جدول المخدرات سيساعد فى تراجع معدلات الجريمة وتوقيع عقوبات على التجار الموزعين لها، لتحقيق مكاسب مادية على حساب المواطنين.

فهل تفعلها وزارة الصحة، وتدرج «الأستروكس» ضمن قائمة جدول المواد المخدرة؟

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة