بداية الأيام السمان.. زيادة في زراعة القطن 60%.. الذهب الأبيض يتحدى التقارير الخارجية

السبت، 02 يونيو 2018 01:00 م
بداية الأيام السمان.. زيادة في زراعة القطن 60%.. الذهب الأبيض يتحدى التقارير الخارجية
محصول القطن .. أرشيفية
سامي بلتاجي

«هل فيه أمل حقيقي؟.. أيوة.. أكثر مما تتصور»، بهذه الكلمات، عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن استراتيجية الدولة خلال الفترة الراهنة والمستقبلية، خلال جلسة اسأل الرئيس، بالمؤتمر الوطني الدوري للشباب، بمدينة الاسماعيلية، في أبريل 2017؛ ردا على عدد من السئلة حول الاقتصاد القومي والنهوض به؛ مشيرا إلى أنه إذا كان البعض لا يشعر بهذا الأمل في تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فإن ذلك ناتج عن كون البلاد لا زالت في حالة تجاوز للمرحلة الصعبة من الإصلاحات.

ينعكس حديث الرئيس السيسي، على الوضع الحالي والسياسات والإجراءات التي تم اتخاذها للنهوض بأحد أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر، والمعروف بـ «الذهب الأبيض» أ محصول القطن؛ والذي تستهدف خطة وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي الوصول بالمساحة المنزرعة منه إلى نصف مليون فدان، حيث تم توفير كافة تقاوي أقطان الإكثار التي تكفي لزراعة تلك المساحة، بزيادة كبيرة عن الموسمين السابقين، وهو ما يعد أمراً مبشراً لعودة القطن المصري إلى عرشه من جديد.

اسأل الرئيس  المؤتمر الوطني للشباب بالاسماعيلية2017
اسأل الرئيس المؤتمر الوطني للشباب بالاسماعيلية2017

توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بزراعة القطن والصناعات المرتبطة
 
احتل القطن مساحة على مائدة اجتماعات الرئيس بأعضاء الحكومة المعنيين، وكان أبرزها، الاجتماع الذي عقد بمقر رئاسة الجمهورية بحضور المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء والوزراء المعنيين؛ في 10 يوليو 2017؛ حيث وجه الرئيس السيسي، بضرورة تحديد سعر مناسب لتوريد القطن من المزارعين، لتشجيع التوسع في زراعته خلال السنوات المقبلة لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير، ومواكبة التوسع في صناعة الغزل والنسيج.
 
وشدد الرئيس السيسي، على أهمية العمل على إنشاء كيانات متكاملة لصناعة الغزل والنسيج في مناطق جديدة، تقوم على زراعة القطن وزيادة القيمة المضافة من خلال الصناعات التحويلية الأخرى كالزيوت والأعلاف، وتنفيذ مشروعات في هذه الصناعة يشارك فيها القطاعان العام والخاص، وتوفير كافة الإمكانات المتاحة لدعم تلك المشروعات، مؤكداً ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج في مصر والعمل على استعادة مكانتها الدولية المرموقة.
 
الرئيس السيسي ورئيس الوزراء ووزراء الزراعة والصناعة وقطاع الأعمال
الرئيس السيسي ورئيس الوزراء ووزراء الزراعة والصناعة وقطاع الأعمال

 
تكريم 82 من مزارعي القطن موسم 2017 بـ8 محافظات لتميزهم وانتاجيتهم العالية

في الثاني من يناير 2018، نظمت وزارة الزراعة احتفالية لتكريم  82 مزارعا من مزارعي القطن المتميزين بـ 8 محافظات، والذين حققوا إنتاجية عالية من المحصول لموسم 2017؛ وقام الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة، بتسليم شهادات التميز والمكافآت التشجيعية للمزارعين المتميزين في محافظات «الشرقية، الغربية، البحيرة، دمياط، كفر الشيخ، الدقهلية، الفيوم، وبني سويف»، وأشار الوزير حينها، إلى أن الاحتفالية جاءت ضمن استراتيجية الوزارة للنهوض بمحصول القطن، وفقا لتوجيهات القيادة السياسية والحكومة لإعادة القطن المصري إلى سابق عهده.

26173329_867878993390462_6361310354836198760_o
 

طلبات من الصناعة على القطن المصري وخطة لتطوير المحالج

كشف مدير معهد بحوث القطن، عن وجود طلبات من وزارة الصناعة على القطن؛ لافتا إلى أن أصناف محصول القطن التي تتم زراعتها في الدلتا ذات درجة عالية، تصلح للتصدير وليست للمغازل المحلية، حيث تحتاج المغازل المحلية قطن متوسط الجودة، وهو ما يتطلب التوسع في الزراعة في المناطق الجديدة؛ خاصة وأنه بعد التعويم لا تستطيع الشركات شراء القطن من الخارج.

 وتبنت وزارة التجارة والصناعة مبادرة «القطن من البذرة الى الكسوة»، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، للتطوير وزيادة القيمة المضافة لسلاسل القطن؛ حيث تأتي صناعة الغزل والنسيج ضمن القطاعات الأربعة الرئيسية التي ركزت عليها استراتيجية عمل الوزارة، التي تقوم على تحسين كفاءة الصناعة ورفع قدرتها التنافسية وزيادة صادراتها؛ يأتي ذلك في حين تعمل الوزارة على تأهيل العمالة المدربة من خلال تطوير المناهج التعليمية والمعدات الخاصة بمدارس الكفاية الانتاجية.
 
وتسعى وزارة الصناعة والتجارة، إلى بناء مجمعات غزل ونسيج بالاشتراك مع القطاع الخاص، وتم البدء في إجراءات إنشاء 4 مدن نسجية وتخصيص مليون متر مربع بمدينة بدر، لصناعة الغزل والنسيج و750 ألف متر مربع في المحلة وكفر الدوار، وكذلك تنفيذ إجراءات لدعم وحماية وتسجيل علامة القطن المصرى في مختلف دول العالم. 
 
يساهم هذا القطاع الاستراتيجي بنسبة تصل إلى 26.4% من إجمالي الناتج الصناعي، وبحجم صادرات وصل إلى 7 مليار جنيه، ويعمل به حوالى 25% من إجمالى العمالة المحلية فيما يقرب7 آلاف شركة تصل استثماراتها إلى 50 مليار جنيه.

كما بحث الدكتور عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور خالد بدوي وزير قطاع الأعمال، في اجتماع لهما في 26 فبراير 2018، خطة تطوير محالج القطن على مستوى الجمهورية ورفع كفاءتها، بما يساهم في دعم الصناعات النسيجية والنهوض بها، وتحقيق قيمة مضافة للقطن المصري؛ وذلك بحضور اللجنة التنسيقية المشكلة من الوزارتين والمعنية بملف النهوض بالقطن المصري.

وعملت وزارة قطاع الأعمال العام على خطة تطوير وإعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس؛ وذلك من خلال 3 مراحل؛ حيث تتضمن تطوير شركات المحالج ثم شركات الغزل ثم النسيج؛ وتشمل إعادة توزيع المحالج على محافظات زارعة القطن، حيث تم العمل على توريد 11 محلجا حديث ا، بطاقة انتاجيه عالية، للمساهمة في الاستمرار فى الارتقاء بجودة القطن المصري، مع منع الخلط بين الأنواع مرة أخرى، والذى كان يؤثر على جودة القطن المنتج؛ وتوجد 3 شركات تضم 25 محلجا، تحتاج إلى تطوير، حيث كان قد أهمل تطويرها على مدى عقود مضت، مما أثر على جودة المنتجات القطنية. 
 
تفعيل الزراعة التعاقدية لمحصول القطن وتحديد سعر ضمان

استطاعت وزارة الزراعة توفير الظروف التي تؤهل لتفعيل الزراعة التعاقدية لمحصول القطن، ثم توالت الزراعات التعاقدية للمحصول، حيث تكت زراعة عدد من المناطق بمحافظة دمياط بناء على التعاقدات الزراعية على المحصول؛ وتم توقيع أول عقد للزراعة التعاقدية لمحصول القطن بمحافظة المنيا، لضمان حقوق المزارعين؛ وأكد الدكتور عادل عبد العظيم، مدير معهد بحوث القطن، أنه ولأول مرة يتم تحديد سعر ضمان في فبراير 2018 لمحصول القطن، في حالة انخفاض أسعار القطن في الأسواق العالمية، حيث ستقوم الشركة القابضة للغزل والنسيج، والتابعة لوزارة قطاع الأعمال العام بشراء المحصول بسعر للقنطار عند 2500 لأقطان الوجه القبلي و2700 لأقطان الوجه البحري؛ وفي حالة ارتفعت الأسعار في الأسواق العالمية، سيحصل المزارع على أعلى سعر موجود في وقت التوريد؛ حيث كانت الأسعار في الموسم الماضي 2100 للقنطار.

وجاء ذلك، تنفيذا لتكليفات وزيري الزراعة وقطاع الأعمال، للجنة التنسيقية المشكلة من الوزارتين والمعنية بملف النهوض بالقطن المصري، بسرعة الانتهاء من دراسة تكاليف الانتاج لمحصول القطن، والتي تشمل كافة مراحل الانتاج الزراعي من الزراعة وحتى الجني، وإضافة هامش ربح مرضٍ للمزارعين، لتحديد سعر ضمان للمحصول في الموسم الجديد، في سبيل تشجيع المزارعين على زراعة القطن، وزيادة انتاجيته وعودته الى عهده من جديد.

 

قراران وزاريان حفاظاً على نقاوة البذرة وعودة القطن إلى عرشه

كان من أهم إجراءات الحكومة في هذا الصدد، قراران أصدرهما وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أحدهما لتحديد مناطق لزراعة أصناف القطن في لموسم 2018، وتحديد مناطق لتقاوي الإكثار، وحظر الزراعة لغيرها من الأصناف بالمناطق المحددة، باستثاء مزارع وزارة الزراعة وحقول التجارب التي قوم بها معهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية؛ وذلك طبقا للقرار الوزراي 177 لسنة 2018، والذي حظر زراعة القطن من النوع الأبلاند "الأمريكي"، وغيره من أصناف القطن التي لم يرد ذكرها بالقرار؛ وإزالة الأصناف المخالفة التي سيتم زراعتها، وعلى نفقة المخالف. 

وبحسب القرار، فإن محافظة دمياط بأكملها تقوم بزراعة الصنف "جيزة 92"، ماعدا المساحات المتعاقد عليها من أصناف جيزة 45 وجيزة 87 وجيزة 93، مع الالتزام بمسافات العزل بين الأصناف ويضعها البعض؛ وتحددت في محافظة كفر الشيخ، مراكز دسوق، قلين، وكفر الشيخ، لصنف "جيزة 86"؛ كما حدد القرار لصنف "جيزة 94"، مراكز بيلا، الحامول، بلطيم، الرياض، وسيدي سالم، في نفس المحافظة؛ كما تم تحديد مركزي فوه، و مطوبس بمحافظة كفر الشيخ لزراعة الصنف "جيزة 96"؛ وفي محافظة الغربية بأكملها، ماعدا مركز المحلة، تتم زراعة صنف "جيزة 86"، بالإضافة إلى صنف "جيزة 94" في مركز المحلة بذات المحافظة؛ وفي كل من محافظات المنوفية، القليوبية، الإسكندرية، حدد القرار صنف "جيزة 86"؛ أما في محافظة البحيرة بأكملها، ومنطقة النوبارية بأكملها، تحددت الزراعة لصنف "جيزة 86"؛ في حين صنف "جيزة 94"، تتم زراعته -في ظل القرار المنظم- في محافظة الغربية؛ بالإضافة إلى محافظات الدقهلية، الشرقية، بورسعيد، الاسماعيلية بأكملها؛ وتقتصر محافظتي أسيوط وسوهاج بأكملهما، فضلاً عن المساحات التي تزرع بمحافظة قنا، على زراعة الصنف "جيزة 90"؛ وبالنسبة لصنف "جيزة 95" فيتم زراعته -طبقا للقرار ذاته- في محافظات الفيوم، بني سويف، والمنيا بأكملها، فضلاً عن المساحات التي تزرع بمحافظة الوادي الجديد.
 
كان القرار رقم 178 لسنة 2018 مختصا بتحديد مناطق زراعة أقطان الإكثار؛ فبالنسبة لأقطان الإكثار لصنف "جيزة 96"، حدد لها القرار مركزي مطوبس، وفوة بمحافظة كفر الشيخ، وصنف "جيزة 90" بمراكز: الفتح، ابنوب، أسيوط، منفلوط، ابوتيج، صدفا، والقوصية بمحافظة أسيوط، كما حدد محافظة بني سويف بأكملها، ومركزي اطسا، والفيوم بمحافظة الفيوم، و مركزي بني مزار، ومطاي بمحافظة المنيا لزراعة أقطان الإكثار من صنف "جيزة 95"؛ كما خصص القرار مركزي دسوق وقلين بمحافظة كفر الشيخ ومركزي قطور، وبسيون بمحافظة الغربية لزراعة أقطان الإكثار من الصنف "جيزة 86"، والجمعيات المختارة بمركزي كفر سعد، وكفر البطيخ بمحافظة دمياط للصنف "جيزة 92"، ومركز بلقاس بأراضي "الاستصلاح، الإصلاح، والائتمان" بمحافظة الدقهلية، و مراكز: بيلا، والحامول بمحافظة كفر الشيخ لصنف " جيزة 94".
 

التوسع في المساحات المنزرعة بالقطن على مدار 3 مواسم

أشار مدير معهد بحوث القطن، إلى أن إجمالي المساحات التي تمت زراعتها بالقطن في الموسم الماضي في الوجه القبلي كانت 23 ألف فدان، وصلت في الموسم الحالي إلى 34 ألف فدان، بزيادة نحو 30%؛ في حين تمت زراعة 320 ألف فدان في الدلتا خلال الموسم الحالي مقابل 216 ألف فدان في الموسم الماضي و120 ألف فدان في الموسم السابق عليه؛ وتستهدف وزارة الزراعة زراعة 500 ألف فدان في الموسم المقبل، وربما تصل بالمساحات المنزرعة إلى 900 ألف فدان في الموسم بعد القادم؛ وذلك من خلال تشجيع المزارعين على زراعة القطن، سواء في الإفادة الفنية والإرشادية خلال الزراعة أو بتحديد سعر شراء مناسب للمحصول؛وذلك في إطار استعادة الذهب الأبيض عرشه؛ حيث كانت تتم زراعة 2 مليون فدان من محصول القطن حتى السبعينيات.

وتقوم وزارة الزراعة من خلال معهد بحوث القطن بعدد من الإجراءات للتوسع في زراعة القطن في المواقع والأراضي الجديدة التي لم تسبق زراعة القطن فيها، حيث تتم زراعة محصول القطن في الموسم الحالي في توشكي، وكانت قد تمت الزراعة في الموسم الماضي في شرق العوينات؛ وذلك بالإضافة إلى الفرافرة، القنطرة شرق بالاسماعيلية، النوبارية، ولاأول مرة تتم الزراعة في منطقة المراشدة بمحافظة الأقصر؛ وكذلك تتم الزراعة في المطاعنة بذات المحافظة؛ وفي المنيا وملوي؛ كاشفا عن أن أسلوب الري المستخدم هو الري بالرش، وكانت النتائج مبهرة، على حد وصفه، ما بين 6 و7 قنطار للفدان في الموسم الماضي، ويتم استكمال التجربة في نفس الموقع خلال الموسم الحالي، لأن التجربة قبل تعميمها لابد من اختبارها في عدة مواقع ولعدة سنوات؛ وذلك لاختيار أنسب موقع لأنسب صنف.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق