قصة منتصف الليل.. الصديقة الخائنة والماضي الملوث

السبت، 02 يونيو 2018 10:00 م
قصة منتصف الليل.. الصديقة الخائنة والماضي الملوث
أرشيفية
أحمد سامي

"اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".. فما أصعب أن تأتي الطعنة من الصديق فهو مأمن سرك والمطلع علي نقاط ضعفك والقادر علي أن يحول حياتك إلي جحيم عندما يفشي أسرارك، فخيانة الصديق تحني الظهر مدي الحياة وتعطي للإنسان درسًا بألا يثق بأحد.
 
"ثريا" تلك الفتاة ذات الخامسة والعشرين عاما خريجة كلية الفنون الجميلة التي اتخذت من الرسم علي اللوحات بالفحم الأسود مصدر عملها وأتقنت رسوم الوجوه والبورتريهات للشخصيات العامة والفنانين ونشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي "انستاجرام" كنوع من الترويج لفنها وفي ذات الوقت لتلقي عروض من المتابعين لرسمهم.
 
خلال سنوات الجامعة ارتبط قلبها بحب صديقها "أيمن"، فاستطاع خلال السنوات الأربع أن يحتل عقلها وقلبها، حتي أصبحوا حديث الجميع في الكلية وأنهم مثال للرومانسية والحب وفجأة انفصل الأثنين دون مبررات، ولكن "شهد" صديقتها الأنتيم كانت الشاهدة علي تفاصيل القصة من البداية للنهاية.
 
استطاع "أيمن" بطريقته الخاصة أن يحول العلاقة من حب ورومانسية إلي علاقة جسدية فقد استطاع أن يستدرجها حتي بدأ الأمر بتبادل القبلات لتنتهي بعلاقة جنسية بينهما، وقبل انتهاء العام الدراسي الأخير طلبت منه التقدم لخطبتها والزواج بعد ما حدث بينهما، ليرفض الفكرة وأنه لن يتزوج من أمرآة سلمت جسدها لغريبا عنها.
 
لم تصدق "ثريا" ما سمعته من حب عمرها فكيف انخدعت فيه، فهرولت من أمامه والدموع تغرق عينها لتلقي بنفسها في أحضان صديقتها وتقص عليها ما حدث، وقفت صديقتها إلي جوارها واستطاعت أن تساعدها علي أن تتجاوز محنتها وتقف علي قدميها بشكل أفضل ومساعدتها في عملها حتي التأم الجرح تماما.
 
وضعت "ثريا" كل جهدها في العمل والتفرغ لتطوير موهبتها، وكذلك التقرب إلي الله ليغفر لها ذلتها، حتي قابلت " أسامة" ذلك الشاب المتدين الخلوق، والذي تعرفت عليه من خلال صديقتها الأنتيم، فهو صديقها بالعمل ويرغب في رسم بورتريه لوالدته لأعطائها كهدية في عيد ميلادها فجمعت بينها للاتفاق.
 
بعد انتهاءها من الصورة المطلوبة، وجدت أنه يحاول التقرب منها والاتصال بها فتذكرت ماضيها المؤلم فقررت أن تبتعد عنه، إلي أن فاجأها بطلب يديها والزواج منها بعد أن لمس فيها الهدوء والأخلاق والحرص في التعامل مع الأخرين.
 
دبت الغيرة في قلب الصديقة عندما علمت بخبر رغبة "أسامة " في الأرتباط بصديقتها وتفضيلها عليها ولكن لم تجد ما تفعله وألتزمت الصمت علي الأمر حتي ينتهي وتكن مجرد خطوبة فقط، ولكن خابت توقعاتها فبعد الخطوبة بدأت "ثريا" الحديث عن أخلاق خطيبها وكيف عوضها الله عما تعرضت له، فكلما رأت السعادة تشملها اشتعلت نار الحقد بداخلها ورغم كافة محاولاتها لإفشال الزواج وزرع بذور الخلاف بينهما ولكن انتهت فترة الخطوبة وعقد القران في حفل بسيط أنتقلت بها "ثريا" للعيش مع زوجها.
 
حاولت "شهد" أن تتجاوز غيرتها وتستمر في إظهار الحب والقرب من صديقتها حتي تكن علي دراية بكافة ما يحدث بينهما حتي تسنح الفرصة وتبدأ في التفريق بينهما من جديد، ففي كل مرة تزورهما تجدهما في منتهي السعادة والحب وهي تحيا بمفردها فقد قارب عمرها الثامنة والعشرين ولم تتزوج مثل صديقتها رغم التزامها وعدم الإرتباط من قبل كما فعلت صديقتها لتجد ضلتها بهذه العلاقة المؤثمة.
 
وفي أحد زيارتها لصديقتها جلست "شهد" تتحدث مع زوج صديقتها وأفصحت له عن علاقتها القديمة وأن زوجته كانت علي علاقة بشاب وخدعها بأسم الحب حتي أرتمت بين أحضانه ليتركها ويرفض الزواج منها بعد فعلته، أصابت الكلمات الهدف وصدم الزوج في "ثريا" خاصة أنها لم تفصح له من قبل عن هذا الأمر.
 
ما أن غادرت الصديقة المنزل لتشتعل النيران بداخله ويبدأ الزوج في التحقيق مع زوجته بشأن هذه العلاقة وماحدث فيها وكيف تقبل أن تتزوجه بعد ما فعلت لتنهار الزوجة  من الصدمة في صديقتها وتعترف بخطأها وتطلب منه الصفح والغفران فقد تابت إلي ربها وألتزمت بعدها.
 
لم يقبل الزوج بما قالته الزوجة بعد أن شبت نيران الشك والغيرة في قلبه فتحولت الحياة بينهما إلي جحيم، فمنعها من الخروج والتحدث في الهاتف وأصبح يشك في كل تصرفاتها إلي أن قرر إنهاء مأساته وأرسل ورقة الطلاق لزوجته بعد خمسه أشهر من الزواج.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة