حاجة من ريحة الحبايب.. سر البدلة العسكرية في دولاب الداعية عبلة الكحلاوي

الأحد، 10 يونيو 2018 10:00 م
حاجة من ريحة الحبايب.. سر البدلة العسكرية في دولاب الداعية عبلة الكحلاوي
الداعية الإسلامية عبلة الكحلاوي
زينب عبداللاه

 

تحتفظ الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوى ابنة مداح الرسول الفنان محمد الكحلاوى فى دولابها ببدلة عسكرية، تفتح عينيها يوميًا عليها، لتعطرها وتنظر إليها بحب وفخر، فما سرهذه البدلة العسكرية الموجودة فى دولاب الداعية الاسلامية منذ سنوات طويلة؟.

وعن سر هذه البدلة تقول الدكتور عبلة الكحلاوى أنها بدلة زوجها الشهيد اللواء المهندس محمد ياسين بسيونى، أحد أبطال أكتوبر، الذى كان ضمن خمسة مهندسين سافروا إلى ألمانيا لإحضار المواسير اللازمة لتفجير خط بارليف بشكل سرى، وأسهم فى تدميره وتحقيق النصر العظيم.

وأضافت: زوجى الراحل  كان هدية الله لى، وكان عصاميًا خلوقًا حنونًا، عشت معه أسعد أيام حياتى، وأنجبت منه بناتى الثلاث «مروة» و«رودينا» و«هايدى»، وساعدنى على استكمال دراستى والحصول على الماجستير والدكتوراة، وحين توفى قال لى وزير الدفاع وهو يعزينى: «مات أكثر الضباط أخلاقًا وأدبًا».

كانت صدمة وفاة زوجها بعد مرضه مروعة، ولم تستطع الداعية الإسلامية تجاوزها إلا عندما قررت الاتجاه للعمل الخيرى،  بإنشاء جمعية «الباقيات الصالحات» التى تضم دار «أمى» لرعاية المسنات المصابات بالزهايمر، ودار «أبى» لرعاية المسنين، ودار «ضنايا» للأطفال المصابين بالسرطان، الذين يأتون مع أسرهم من الأقاليم لتلقى العلاج بالقاهرة، ولا يكون لهم مكان بالقاهرة يقيمون فيه خلال فترة العلاج، إضافة إلى مسجد ومستشفى جار إنشاؤهما.

وقالت: «أشعر أن زوجى لم يفارقنى، وأراه معى دائمًا وأنا أباشر العمل فى الجمعية التى أصبحت كأنها أحد أبنائى، فهى حلمى، وزادى للآخرة، وعملى الذى لن ينقطع فى الدنيا».

و تقضى الداعية الإسلامية الدكتورة عبلة الكحلاوى، أغلب أوقاتها فى رمضان بين المسنين والمسنات المصابين بالزهايمر، الذين تخلى عنهم أقرب الناس، بعدما وصلوا إلى أرذل العمر، وأصبحوا لا يعلمون من بعد علم شيئًا، فلم يجدوا لهم مأوى سوى جمعية «الباقيات الصالحات» التى اختارت فيها  بنت مداح الرسول مهمة خيرية من أصعب المهام، نظرًا لصعوبة الحالة التى يكون عليها مرضى الزهايمر المسنين، ومقدار الجهد الذى يبذله من يقوم بخدمتهم، فضلًا عن مشاعر الاكتئاب التى تصيب المتعاملين معهم، لأنهم يودعون الحياة، ويمرون بفترات صعبة قبل الوفاة ، لكن الداعية الاسلامية ، تحتفظ دائما بابتسامتها وسكينتها ، وتشعر بروح زوجها الراحل تشاركها هذا العمل.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق