السيسي ووزيرا الدفاع والداخلية.. المستقبل في صورة

الخميس، 14 يونيو 2018 08:31 م
السيسي ووزيرا الدفاع والداخلية.. المستقبل في صورة
طلال رسلان يكتب:

اجتماع بين الرئيس عبد الفتاح وقادة الوزرات السيادية، وزيري الدفاع والداخلية، السابقين والحاليين، كتب رسائل قوية ومعنى أقوى عن مفهوم التغيير لدى دوائر صناع القرار المصري.

مفهوم التغيير الذي تطرق إليه السيسي في حديثه إنما يعبر عن عقلية القادة وإيمانه بأن التغيير سنة الحياة، وليس التغيير من أجل التغيير، بل لأعطي فرصة لآخرين لهم رؤية مختلفة في القيادة وليسوا أقل جهدا من السابقين.

WhatsApp Image 2018-06-14 at 7.20.26 PM
 
دون معوقات يجلس الوزراء السابقون، ليسلموا راية الوطن لوزراء جدد، ظهور مشرف لمصر وتاريخها وقادتها، يعطينا دروسا في طريقة تسلم المهام والوظائف من أجل إكمال مسيرة الإصلاح التي بدأها السيسي منذ حلف أول يمين دستوري له عقب سنوات عجاف عاشتها مصر في فترات متعاقبة أضرت بالبلاد والعباد.

مضمون الرسالة التي أوصلتها صورة الرئيس مع الوزراء، أشار إليها في جملة قالها  بآخر خطابه باحتفالية وزراة الأوقاف بليلة القدر، ربما أشار إلى معناها في محافل مختلفة وبطريقة مختلفة، إلا أنها حملت مضمون ما ترمي إليه عقلية متخذي القرار في مصر.

في معرض حديث الرئيس عن التغيير الوزاري، بعدما قدم الشكر للمهندس شريف إسماعيل وحكومته على الأداء والجهد المبذول، تطرق إلى أن التغيير ليس معناه انتهاء الدور، إنما هو أمر ضروري لإعطاء الفرصة لآخرين، وأشار الرئيس إلى نفسه في الجملة بـ"حتى أنا جاهز للتغيير".

التحليلات الحالية للساحة المصرية تشر إلى بداية دخول البلاد إلى مرحلة جديدة، أطلق عليها الرئيس السيسي «مرحلة بناء الإنسان المصري»، بعد أدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب في 2 يونيو الجاري، لولاية ثانية مدتها أربع سنوات، أعقبتها تصريحات مهمة له تفيد بأن فترة رئاسته الثانية سوف تشهد تحولا نوعيا في الأولويات، يتمثل في التركيز على بناء الإنسان المصري.
 
تحت شعار التغيير من أجل الأصلح وعدم الرغبة في التغيير على المستوى الإداري، جرى تشكيل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي التي أدت اليوم اليمين الدستورية أمام الرئيس، والتي تقوعد مرحلة مقبلة يقع على عاتقها مهمة تنفيذ طموحات الشعب في التخفيف عن كاهله وطأة قرارات الإصلاح الاقتصادي.
 
تنتظر حكومة مدبولي ملفات شائكة، منها ما أكده السيسي أمام البرلمان مؤخرا، تتعلق بخطة بناء الإنسان، التي تحتاج إلى الحفاظ على مستوى دخل لتلبية احتياجاته، في الوقت الذي يحبس الناس أنفاسهم لاستقبال موجات متتالية من تخفيض الدعم، وهو التحدي الذي يسعى مدبولي لموازنته، كي لا يزداد الحمل على المواطنين.

حكومة المهندس شريف إسماعيل لها ما لها وعليها ما عليها، عملت في ظروف صعبة، وإجراءات الإصلاح الاقتصادي تحتاج إلى مزيد من الجهد والتغيير للوصول إلى مرحلة الأمان التي ذاق الشعب مرارة الوصول إليها، بتحمل أعباء اقتصادية تراكمت على أكتافنا طيلة 30 سنة سابقة، ندفع فاتورتها مجتمعة الآن.

نحن الآن في مرحلة عنق الزجاجة، نبحث بشغف ملح عن مسالك اقتصادية تخرجنا منها، وإذا كنا نريد ذلك حقا فإن علينا اختيار محاربين قادرين على إبداع برامج اقتصادية لإكمال مسيرة الإصلاح ورسم المستقبل، برامج اقتصادية تتوافق مع الموازنة العامة للدولة بشكلها الحالي جاهزة للتنفيذ لا مجرد شعارات مضللة للناس.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق