الحرب اختيار المضطر.. أسباب دفعت التحالف العربي لقرار تحرير الحديدة عسكريا

قبل ثلاثة أيام أطلق الجيش اليمني، بمعاونو قوات التحالف العربي، علمية "النصر الذهبي" لتحرير مدينة الحديدة من ميليشيات الحوثيين، ورغم نجاح العملية حتى الآن فإنها لم تكن الخيار الأول.

خلال الشهور الماضية لجأت القوات اليمنية والعربية لكل الخيارات المتاحة للحفاظ على حياة المدنيين وتجاوز الأزمات التي تصنعها الميليشيات الإرهابية، وفي إطار رؤيتها للوضع تنوعت الأهداف التي سعت إليها في التعامل مع الأمر، وصولا إلى اتخاذ قرار اقتحام مدينة الحديدة، وتحريرها من ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران، ولم يكن الخيار العسكري هو الخيار الوحيد الذي اتبعه التحالف لتحقيق هدفه، بل إن هناك كواليس عديدة سبقت معركة التحرير التي تحقق نتائج مبهرة حتى الآن.

مساعٍ سياسة لحل أزمة اليمن

مساعٍ سياسية عديدة لجأ التحالف العربي لها في التعامل مع الحوثيين، لمنع الوصول إلى حل عسكري، جميعها كانت تتعرض لعرقلة شديدة من قبل تلك المليشيات التي كانت تتلقى تعليمتها من النظام الإيراني، بشأن رفض أي حلول سياسية، وحمل السلاح لمواصلة سيطرتهم على المدن اليمنية، وتعقيد المشهد اليمني.

المتحدث باسم التحالف العربي، العقيد تركي المالكي، كشف الأسباب التي دفعت التحالف والجيش اليمني، للإسراع من تنفيذ عملية "النصر الذهبي"، التي تهدف لتحرير تلك المدينة الاستراتيجية والحيوية في اليمن.

أهداف التحالف العربي من تحرير الحديدة

وفقا للحوار الذي أجراه المتحدث باسم التحالف العربي، على شبكة "سي إن إن"، الأمريكية، ونشرت صحيفة "سبق" السعودية، جزءا منه، أكد العقيد تركي المالكي، أن تدهور الوضع الإنساني في الحديدة هو أحد أهم أسباب التدخل لإنقاذها.

المتحدث باسم التحالف العربي، أوضح الغارات الجوية لا تستهدف المدنيين في الحديدة، مشيرا إلى ثقة التحالف في اليمن من تحقيق النصر في الحديدة بطريقة شرعية بناء على قانون النزاع المسلح المعتمد دوليا.

ولفت المتحدث باسم التحالف العربي، إلى أن التحالف حريص على تجنب استهداف المدنيين والدليل على ذلك هو تزامن العمليات العسكرية مع تنفيذ خطة إنسانية تم الإعلان عنها يوم الأربعاء الماضي في مؤتمر صحفي.

تحرير الحديدة قرار يمني

وكشف المتحدث باسم التحالف العربي، أن التحالف حاول في البداية حل الأزمة سلميا من خلال الجهود السياسية عندما كانت قوات التحالف على بعد 15كم من جنوب الحديدة.

ولفت المتحدث باسم التحالف العربي، إلى أن قرار التدخل في اليمن بشكل عام وفي الحديدة بشكل خاص لم يكن قرارًا سعوديًا أو قرارًا لأي من دول التحالف، وإنما جاء تلبية لدعوة من الحكومة اليمنية الشرعية.

وأوضح المتحدث باسم التحالف العربي، أن الحوثيين لم يحظوا بالدعم والقبول في المدن والقرى التي يسيطرون عليها، وهناك نسبة كبيرة من سكان الحديدة ضد الحوثيين، مؤكدا في ذات التوقيت أن العمليات العسكرية ستستمر حتى تحقق الأهداف المخطط لها في مدينة الحديدة.