كيف شن «تنظيم الشائعات الإخواني» حربه على المصريين في إجازة العيد؟

** التنظيم دشن صفحات مزيفة بأسماء المشاهير لنشر شائعاته عبرها بعد تراجع مصداقية قياداته

** الجماعة دشنت صفحات خدمية بالمحافظات لكسب ثقة المواطنين ثم نشر الشائعات عبرها

** استفزاز مشاعر المواطنين الأسلوب الأكثر استخداما والأهداف: إثارة الغضب واستفزاز المشاعر

** استخدام "لوجو" المواقع الإخبارية الموثوقة أسلوب جديد للشائعات وآخرها :"ضرائب الآيفون"
 

خلال السنوات الأخيرة ومن خلال قواعدهم فى "تركيا" و"قطر" ساهم التنظيم الإخوانى الإرهابى فى إثارة العديد من الشائعات عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعى، وشيئا فشيء بدأ هذا التنظيم يطور من اسلوبه فى هجمات الشائعات، فبعد أن كانت تصدر من قياداته الهاربة فى الخارج عبر حساباتهم ما أفقدها المصداقية حتى على مستوى التنظيم ذاته الذى أطلق فى وقت من الأوقات على هذه المجموعة من القيادات المروجة للشائعات بأنهم "مروجين مخدرات"، بدأ التنظيم فى بث شائعاته عبر "حسابات وهمية" أو ما يطلق عليه الكتائب الإلكترونية، مستغلا فى كثير من الأحيان أوقات الإجازات، إذ دائما ما يلاحظ أن هذه الشائعات تنطلق مساء يوم الخميس، أو فى العطلات مثل عيد الفطر.

وفى الأيام الأخيرة من شهر رمضان أطلق "تنظيم الشائعات" الإخوانى العديد من الشائعات التى تساعد فى إثارة الغضب وسط المصريين، ورواد مواقع التواصل الاجتماعى، بل وتعمدت هذه الشائعات استفزاز المواطنين وإثارة غضبهم، بحثنا عن مصادر هذه الشائعات فوجدنا المفاجأة، صفحات تنتحل صفة الإعلاميين، وصفحات "خدمية للمواطنين"،

شائعة "رسوم  150 جنيه لدفن جثث الموتى

للموت قداسة وهيبة عند المصريين ربما منذ أيام الفراعنة، يعرف القاصى والدانى هذه المعلومة، لذا كان "الموت" محور إحدى الشائعات القوية التى ضربت مواقع التواصل الاجتماعى، ومفادها أن "البرلمان" فرض رسوم بقيمة 150 جنيه على تصريح دفن الموتى، الشائعة أثارت غضبا قويا كان بإمكان أى شخص دخل إلى مواقع التواصل الاجتماعى رصدها.

شائعة رسوم دفن الموتى

استدعى الأمر التدخل فى النهاية من الدكتور صلاح حسب الله المتحدث باسم البرلمان لنفى الشائعة بشكل قاطع مؤكدا أنها ليس لها أساس من الصحة نهائيا، ومطالبا المواطنين بعدم استمداد معلوماتهم من صفحات التواصل الاجتماعى، المثير للسخرية حقا أن بعض من "مشاهير السوشيال ميديا" الذين يحظون بمتابعة عشرات الآلاف، بدأوا فى كتابة تحليل لهذه الواقعة غير الصحيحة!.

اقرأ أيضا:

تسميات تنظيم الإخوان الإرهابي: «تحبه تنظيمي ولا محب ولا متعاطف» (كاريكاتير)

 شائعة تحمل البرلمان تكلفة سفر 100 نائب إلى روسيا

يدرك العدو جيدا كيف يمكن أن يوجه لك الضربة عن طريق استفزاز مشاعرك، أحد هذه الشائعات المستفزة، والحقيقة أن سفر 100 نائب إلى روسيا لتشجيع المنتخب على حساب الدولة وموازنة البرلمان بتكلفة 200 ألف جنيه، هو خبر مستفز للغاية، لكنه بالطبع خبر غير صحيح، وشائعة ضربت مواقع التواصل الاجتماعى عن طريق "تنظيم الشائعات الإخوانى".

شائعة سفر النواب

لكن الحقيقة أن البرلمان لم يسافر منه سوى 18 نائبا فقط، وعلى نفقتهم الخاصة وليس على نفقة الدولة، الأمر الذى استدعى إصدار بيان من المستشار أحمد سعد الدين الأمين العام لمجلس النواب قائلا إن هذا كلام عار تماما من الصحة، فالمجلس لم يتحمل أى نفقات لسفر هؤلاء النواب، خاصة أن لائحة المجلس لا تسمح بمثل هذه الأمور مطلقا.

اللافت للشائعة أن مصدرها هو صفحة تنتحل صفة الإعلامية "ريهام سعيد"!، وهى بالطبع ليست صفحتها الرسمية، لكن "تنظيم الشائعات" يستخدم اسماء الإعلاميين المشهورين فى صفحاته.

شائعة بلطجية يقطعون الطريق الصحراوى

لا يستهدف التنظيم فقط التشكيك فى الدولة المصرية، واستفزاز المشاعر، بل ويتجه أيضا إلى اثارة المخاوف والذعر!، ففى اللحظات التى يستعد فيها عشرات الآلاف من المصريين إلى السفر لأسرهم وذويهم قبل العيد، استهدفت الشائعات بث الذعر فى هؤلاء، حيث نشرت عدد من صفحات التواصل الاجتماعى خبرا بخروج 150 بلطجى وقطع طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوى فى ليلة العيد، مصحوبا بتحذيرات من السفر.

شائعة قطع الطريق

الصورة التى نشرها "تنظيم الشائعات" ليست فى الأساس من "مصر" بل لأعمال شغب وقعت فى مدينة لوس انجلوس!، ومن المدهش أيضا الطريقة التى استخدمها التنظيم لنشر الشائعة حيث اعتمد على صفحة منسوبة لموقع إخبارى مجهول.

 شائعة ضرائب على ملاك هواتف "الآيفون"

"نفكر فى فرض ضرائب على مستخدمى جهاز الآيفون"، هل انتشرت هذه الشائعة عن طريق اسلوب جديد فى فرض الشائعات، وهى كتابة التصريح على صورة منسوبة لأحد المواقع الإخبارية الشهيرة، لا يوجد صحيفة فى مصر تقريبا لم تقع ضحية لهذا "الفخ الإخوانى"، تصريح مستفز منسوب لموقع موثوق فيه، انتهى بانتشاره كالنار فى الهشيم.

الدكتور محمد معيط وزير المالية الجديد اضطر إلى اصدار بيان ينفى فيه تلك الشائعة "السخيفة"، قائلا إن هذا تدليس على الرأى العام، ومطالبا المواطنين بالتكاتف فى مواجهة تلك الشائعات المغرضة التى تستهدف إثارة البلبلة لدى الرأى العام.

** كيف نواجه هذه المشكلة؟  

لمرة واحدة على الأقل وقع واحد منا ضحية لهذا التنظيم، الأمريكان أنفسهم وقعوا ضحية لتلاعب مثير بات بشكل مؤكد مؤثرا على انتخاباتهم الأخيرة، إذن فالوعى بـ "حرب الشائعات" هو أول ما على الفرد منا أن يفهمه.

ثانيا عليك أن تعود إلى مصدر الخبر لا ان تستقى حديثك من مواقع التواصل الاجتماعى، إذا وجدت خبرا غريبا ومستفزا منسوبا إلى موقع إخبارى كبير مثل "صوت الأمة" قم بالعودة إلى موقع صوت الأمة نفسه.

ثالثا: لا تساهم فى نشر الشائعة، الصفحات المجهولة، الحسابات الشخصية لأشخاص مجهولين، ليست أبدا مصدرا للأخبار، حاول أن تتحقق قبل أن تشارك الخبر وتساهم فى نشر الشائعة.

رابعا: استخدم خاصية البحث بالصور التى توفرها خدمة "جوجل" فى الأخبار المصحوبة بالصور، إذا وجدت الصورة قديمة فاعلم أن هذه شائعة وغير حقيقة.

خامسا: انشر الحقيقة، إذا كان أعداء هذا البلد يستهدفونه عبر "الأكاذيب" فعلى محبيه أن يدافعوا عنه عبر نشر الحقائق، إذا وجدت صديقا لك على مواقع التواصل ينشر شائعة، اكتب تعليقا حذره من هذه الشائعة، إذا صادفت تصحيحا لشائعة شاهدت انتشارها وتكذيبا لها، انشره على صفحتك وكن مساهما فى تصحيح الأخطاء.