صفقة القرن.. امرأة دميمة زادها «مكياج الغرب» قبحا

الإثنين، 25 يونيو 2018 08:00 ص
صفقة القرن.. امرأة دميمة زادها «مكياج الغرب» قبحا
رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأمريكي
محمود علي

 

في وقت تعيش فيه المنطقة العربية، حالة من التأهب في انتظار طرح مبادرات دولية جديدة لحل القضية الفلسطينية ووقف نزيف الدم الفلسطيني، أجرى مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر جولة جديدة إلى بلدن الشرق الأوسط تتضمن مصر والسعودية والأردن وقطر، في حراك يراه كثيرون بأنه في صلب الإعداد لطرح ما بات يعرف بصفقة القرن المتعلقة بحل الدولتين، والتي مازالت حتى الآن حبيسة التكهنات والتخمينات.

 

ولكن الواضح هنا أن تأخر طرح «صفقة القرن» المزعومة التي تسميها الولايات المتحدة الأمريكية تسوية في إطار حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل)، أو ظهورها للإعلام بشكل واضح، جاء بسبب إنها (الصفقة) لا تزال محل خلاف بين الدول المعنية، كما أنها لا تلاقي ترحيبًا من دول عربية على رأسها مصر، الأمر الذي يتضح أن الصفقة في خطوطها العريضة التي رسمتها الإدارة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل المخطط الحقيقي والمستفيد الأول من تطبيقها هو تغيير جوهري في وضع القدس المحتلة.

 

ورغم ما أثير عن موقف الدول العربية من هذه الصفقة والضغوط التي تمارس عليها للموافقة على بنودها، أعلنت القاهرة عبر بيان لها التزامها بالخطوط الحمراء إزاء القضية الفلسطينية ورفضها أي تسوية لا تستند للمرجعيات الدولية، حيث أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي الخميس الماضي، دعم بلاده للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية، مشددًا على أن أي تسوية يجب أن تكون «طبقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين».

 

وأضاف الرئيس السيسي أن التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية سيوفر واقعًا جديدًا يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة، مشيرًا إلى «الجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، فضلا عن الاتصالات المستمرة التي تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدما بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

 

ويتضح من الموقف المصري المشدد على استناد أي تسوية للمرجعيات الدولية ورفض أي اقتراحات من شأنها أن تغير من وضع القدس، أن زيارة كوشنر للشرق الأوسط لا تحمل الخير للقضية الفلسطينية التي رغم تجميلها وتلميعها من قبل الإدارة الأمريكية ستبقى مشبوهة في نظر الجميع (فليس كل ما يلمع ذهبًا).

 

وكشفت الصحف العبرية عن بعض بنود هذه الصفقة المزعومة التي ترتكز على مسألة قبول الفلسطينيين بأبو ديس عاصمة لدولتهم بدلا من القدس الشرقية، مقابل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من نحو 5 قرى وأحياء عربية شرقي القدس وشماليها، لتصبح المدينة القديمة بين يدي الحكومة الإسرائيلية، زاعمة صحيفة هارتس أن وادي الأردن سيكون ضمن الصفقة وسيقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة، علاوة على أن الدولة الفلسطينية ستكون من دون جيش ومنزوعة السلاح ومن دون أي أسلحة ثقيلة، بالإضافة إلى تشكيل خطة اقتصادية لإعادة إعمار قطاع غزة.

 

ومن قراءة بنود هذه الصفقة التي كشفت عنها الصحافة الإسرائيلية سيبدو لنا كيف تحولت «صفقة القرن» الذي يحمل كوشنر بنودها مؤخرًا من امرأة قبيحة ترفضها فلسطين والدول العربية ببنودها القديمة التي سربتها الصحف العالمية، إلى امراة وضع لها مكياج فصارت أكثر قبحًا ولن يقبلها أحد، حيث أن هذه الصفقة المزعومة ليس فيها ما يبشر بالخير للفلسطينيين، فهي تقضي بإبعادهم عن بلادهم وتوطين «الإسرائيليين» مكانهم مقابل مساعدات تقدمها واشنطن لفلسطين لا تتعدي الملايين.

 

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إن «ما يجري حاليا هو دفع شعبنا لفوضى، ويعتقدون أنه بإمكانهم إملاء حل، ونحن في القيادة الفلسطينية سنقول لهم إنه رغم عدم وجود جيش لنا ورغم متاعب الانقسام ومواجهة احتلال عنيف، لكننا لن نوافق على صفقة القرن».

 

من جانبه قال أستاذ القانون الدولى والقيادى بحركة فتح الدكتور أيمن الرقب إن ما يتم تسريبه بشكل أو بآخر حول «صفقة القرن» هو اقتصار للمشروع الوطني الفلسطيني في غزة وتحويل بعض المدن الفلسطينية إلى كانتونات متقطعة، ما ينهى حلم الفلسطينيين بإنشاء دولتهم على حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وأكد الرقب في تصريحات خاصة لـ «صوت الأمة» أن هذه الخطة المزعومة تتنافي مع كل المبادرات الدولية والعربية، الأمر الذي لقى موقف رافض لهذه التسريبات التي خرجت عن الصفقة، التي لا تقل عن ما طرحه بوش الأب وبوش الأبن وكلينتون وأوباما، وهو أقل من ما طرح على السيد أبو عمار في السابق (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات) ، وبالتالي لا يستطيع أي فلسطيني قبول عرض أقل من العروض التي قدمت للشهيد أبو عمار والتي نطلق عليها إرث أبو عمار.

 

وتوقع أيمن الرقب أن تفشل هذه الخطة كما فشل غيرها طالما أنها لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن الموقف العربي اتجاه كافة هذه الصفقات موحد بعد أن تم اعتماده في قمة بيروت عام 2002 (المبادرة العربية للسلام)، مؤكدًا أن مصر لن تقبل بأي حل على حساب أراضيها أو على حساب حقوق الشعب الفلسطيني، كما أن الفلسيطينيين نفسهم لن يقبلوا بالتمدد خارج فلسطين قائلًا: «سيفشل ترامب وكوشنر وغيرهم، كما فشل السابقين لاسيما وأن كل ما طرحوه لا يرضي العرب وفلسطين».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق