جريمة غربية ضد سوريا.. لماذا طعنت موسكو في تقرير "الأسلحة الكيميائية" عن جمرايا؟

الثلاثاء، 26 يونيو 2018 03:43 م
جريمة غربية ضد سوريا.. لماذا طعنت موسكو في تقرير "الأسلحة الكيميائية" عن جمرايا؟
الخارجية الروسية
حازم حسين - وكالات

قبل أسابيع ثارت الصحافة الغربية زاعمة أن سوريا شهدت هجوما بالأسلحة الكيماوية، نفذته وحدات الجيش السوري بحق المدنيين في غوطة دمشق، ولاحقا تكشفت أمور تطعن في هذه التقارير بقوة.

بحسب ما أذاعته قناة روسيا اليوم بعد الهجوم بأيام، سجل أطباء وشهود عيان مشاهداتهم عن الحادث المزعوم، مؤكدين أن الغوطة لم تشهد استخداما للسلاح الكيماوي، وأن عناصر من جبهة النصر والميليشيات الإسلامية الأخرى اخترعت المشهد وأتقنت تمثيله بينما كانت الكاميرات الغربية جاهزة للتصوير.

الرواية الغربية قابلت معارضة قوية من سوريا وروسيا منذ اللحظة الأولى، ومع تكشف الوقائع طالبت روسيا في مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية، لكن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا عارضت الاقتراح، وكان واضحا أن الدول الثلاثة بيّتت النية لاتخاذ موقف مباشر والتحرك ضد الدولة السورية، وهو ما حدث بالفعل بتوجيه ضربة عسكرية مباشرة ضد وحدات وقواعد عسكرية سورية، بزعم استهداف مخازن للأسلحة الكيماوية.

النظام السوري من جانبه أكد أنه لا يملك أي أسلحة كيماوية منذ تخلص من مخزونه بإشراف دولي قبل عدة سنوات، وأن وقائع استخدام هذه الأسلحة ارتكبها تنظيم داعش والميلشيات المسلحة في الداخل السوري، المدعومة من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية نفسها، وبعض الوقائع كانت مفبركة من الأساس ولم تشهد استخداما لأي أسلحة محظورة دوليا.

بعد هذه الفترة من الأخذ والرد والطعن المتبادل، صدر تقرير عن الأمانة الفنية التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيمائية، على خلفية تفتيش فريق من الأمانة للموقع العلمي التابع للجيش العربي السوري في "برزة وجمرايا"، وهو التقرير الذي بدا قريبا من وجهة النظر الأمريكية التي طالما دأبت واشنطن على ترديدها ومحاولة وضعها في الواجهة.

على الجانب المقابل اتخذت روسيا موقفا واضحا من التقرير منذ اللحظة الأولى لظهوره، طاعنة في الأمانة الفنية للمنظمة وما تضمنه تقريرها حول الزيارة، ومتهمة فريق الزيارة بالخضوع للرؤية الأمريكية وتقديم تقرير منحاز ومثير للسخرية، بحسب ما أعلنته الخارجية الروسية بشأن الأمر.

موقف الخارجية الروسية الحاد تضمن الإشارة إلى مخالفات وآليات تعامل تخرج عن معاهدة الأسلحة الكيمائية، وبحسب بيان الخارجية الذي نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية فإن الوزارة لفت انتباهها كما تقول تقرير مدير عام الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أوزوموتجو، الذي ركز على المركز العلمي البحثي في برزة وجمرايا.

وقالت الخارجية الروسية إنها أشارت مرارا وتكرارا إلى أن المطالب التي تضمنها التقرير حول سوريا تخرج عن إطار معاهدة حظر الأسلحة الكيمائية، خاصة مساعي الحصول على سماح كامل ومطلق من الدولة السورية لمفتشي المنظمة بزيارة أي مواقع مدني أو عسكري، بما فيها المواقع السرية، وهو الأمر الذي يخرج عن كل الأطر الدولية، مشددة على أن الوثيقة الغريبة كٌتبت تحت ضغط كبير من واشنطن وحلفائها".

حالة الاستقطاب التي أثارها التقرير الصادر مؤخرا، بين ترحيب أمريكي واحتفاء من الصحافة الغربية، وانتقاد روسي وهجوم وتفنيد من الصحافة الروسية والسورية، يُشير إلى أن هناك صداما وشيكا قد يقع في ملف الأسلحة الكيمائية، خاصة مع قدرة الولايات المتحدة على تسويق وجهة نظرها وفرضها على حلفائها من الدول الأوروبية، كما فعلت من قبل وأشركت بسببه بريطانيا وفرنسا في توجيه ضربة مباشرة للجيش السوري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة