زيادة في إنتاج النفط واشتعال في الأسعار.. هل تُحرق أمريكا العالم في آبار طهران؟

الأربعاء، 27 يونيو 2018 11:00 ص
زيادة في إنتاج النفط واشتعال في الأسعار.. هل تُحرق أمريكا العالم في آبار طهران؟
حفار نفط - صورة أرشيفية
حازم حسين

بعد عدة أيام من الاستقرار النسبي منذ اجتماع "أوبك"، عاد النفط للصعود في تعاملات اليوم الأربعاء، والسبب تعطل الإمدادات الكندية بشكل يضغط على المعروض في مقابل طلب متصاعد، وزاد من حدة الأمر قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالتوقف عن شراء النفط من إيران اعتبارا من نوفمبر المقبل.

الحالة التي ظهرت عليها سوق النفط اليوم أثارت قلق كثرين من المتعاملين، وعبر بعضهم عن مخاوفه في ضوء التوترات التي تشهدها منطقة الهلال النفطي الليبية، وتأثر إمدادات ليبيا بشكل يدعم صعود الأسعار أيضا.

وسط هذه الأجواء سجل مزيج برنت القياسي 76.92 دولار للبرميل صباح اليوم، بارتفاع قدره 61 سنتًا ونسبته 0.8%، كما سجلت العقود الآجلة لخام الوسيط الأمريكي "غرب تكساس" 70.88 دولار للبرميل بارتفاع 35 سنتًا نسبته 0.5%.

يأتي هذا التحول الصاعد في الوقت الذي زاد فيه الإنتاج الروسي (روسيا أكبر دولة منتجة في العالم) مسجلا 11.054 مليون برميل يوميا، من مستوى 10.97 مليون برميل يوميا في المتوسط بين مارس ومايو الماضيين، ورغم أن هذه القفزة تفوق حصة روسيا البالغة 10.947 مليون برميل يوميا بموجب الاتفاق العالمي السابق بخفض الإنتاج، فإنها لم تشفع للمتعاملين في مواجهة الطلب المتزايد، ولم تنجح في الإبقاء على الأسعار في مستوياتها المستقرة.

بجانب الزيادة الروسية، فقد عادت المملكة العربية السعودية للمركز الثاني بين أكبر منتجي النفط عالميا، بعد بدء ضخ حصتها من الزيادة التي أقرتها أوبك في اجتماعها الجمعة الماضية، وتراجع المنظمة عن قرارها السابق بخفض الإنتاج 1.8 مليون برميل يوميا منذ أواخر العام الماضي.

قرار أوبك الذي اعتمده أعضاء المنظمة وحلفاؤها، وعددهم الإجمالي 24 بلدا، أعاد ضخ مليون برميل يوميا من إجمال 1.8 مليون برميل شملها قرار التخفيض السابق، ورغم ضخامة الرقم وتوقع كثيرين أن يُحدث فارقا في سوق النفط التي تشهد حالة من الشح وارتفاعا قويا في الطلب، يبدو أن شراهة المصافي الأمريكية وتآكل حصة كبيرة من مخزون واشنطن في الشهور الماضية، كانا كفيلين بامتصاص الزيادة الجديدة وتحييد آثارها التخفيضية على الأسعار، خاصة أن الولايات المتحدة كانت قد طلبت مليون برميل يوميا زيادة في الإمدادات السعودية، قبل اعتماد المنظمة لقرار رفع مستويات الضخ.

حالة الترقب التي تشهدها سوق النفط وسط زيادة لم تُؤت الثمار المتوقعة، وطلب يُرجح أن يستمر في تصاعده بوتيرة مستقرة، ربما تدفع في اتجاه بحث زيادة الإنتاج مرة أخرى في الأسابيع المقبلة، ويبدو أن بعض اللاعبين الكبار في السوق قد حسموا أمرهم بالفعل من مسألة الزيادة، إذ قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن بلاده ستزيد إنتاجها النفطي بما يصل لـ200 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من العام. ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج النفط الروسي في العام الجاري 550 مليون طن (11 مليون برميل يوميا).

على صعيد القرار الأمريكي الذي قد يشكل ضغطا على مورد مهم من موارد الخام قالت الخارجية الأمريكية على لسان أحد مسؤوليها، إن واشنطن طالبت كل الدول بالتوقف عن استيراد النفط من إيران اعتبارا من شهر نوفمبر المقبل، في إطار برنامج العقوبات المفروض على طهران على خلفية ملفها النووي وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العالمي مع الحكومة الإيرانية.

الضغوط الأمريكية على مستهلكي النفط لم تظهر بشائرها حتى الآن، لكن من المرجح أن تستجيب كثير من الدول للرغبة الأمريكية، ما يعني تحييد الضخ الكبير من إيران (أحد اللاعبين الكبار في سوق النفط) وبفرض أن عمليات اختراق العقوبات والتسهيلات التي قد تقدمها تركيا وبعض الدول والشركات الكبرى لكسر الحصار المفروض على إيران وفتح ثغرة لضخ جانب من إنتاجها في الأسواق قد تنجح جزئيا، لكن يظل الخطر المتوقع أن عدة ملايين من البراميل ستغيب يوميا عن سوق النفط، ما يعني معروضا أقل في مقابلة طلب عالٍ ومستمر في التصاعد، أي أننا بانتظار قفزات قد تكون حادة في الأسعار.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق