ذكرى حادث اغتيال تسبب باندلاع حربين عالميتين.. ووفاة 100 مليون شخص

الجمعة، 29 يونيو 2018 10:00 ص
ذكرى حادث اغتيال تسبب باندلاع حربين عالميتين.. ووفاة 100 مليون شخص
جافريلو برينسيب
كتب- محمود حسن

 

فى مثل هذا اليوم أطلق الشاب الشاب الصربى غافريلو برنسيب النيران على ولى العهد النمساوى الأرشيدوق فرانز فرديناند وزوجته بسراييفو فأودى بحياته، وعلى إثر هذا الحادث أعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على صربيا لتأديبها، كان من المتوقع أن تكون حملة خاطفة وسريعة، لكنها لم تكن أبدا كذلك إذ تحولت بعدها إلى حرب عالمية غيرت مجريات العالم، وصنعت تقسيما جديدا للدول، فأنهت وجود امبراطوريات وبدأت دولا جديدة، فانهارت ثلاث امبراطوريات عظمى، هى الامبراطورية الألمانية، والروسية، والنمساوية المجرية.

وجرى تقسيم هذه الإمبراطوريات الثلاثة إلى عدد من الدول وجرى تفكيكهما، كما انتهت الإمبراطورية العثمانية تماما ولم يعد لها أى وجود، بنهاية الحرب كان هناك حوالى 39 مليون شخص قد فقدوا حياتهم، لكن المشكلة الأكبر أن الأزمات التى نجمت عن انهيار الدول تسببت فيما بعد بوقوع الحرب العالمية الثانية عام 1939، التى تسببت فى وفاة حوالى 60 مليون شخص آخر، فى هذه الذكرى نعرض صورا خاصة توضح كيف كانت هذه الحرب مؤلمة وحزينة ومأساوية.

جافريلو برينسيب
جافريلو برينسيب


الخنادق

امتازت هذه الحرب بكونها حرب الخنادق، مئات الآلاف من الأميال حفرت فى أنحاء أوربا، وامتلأت بملايين البشر على طول الجبهات، كان على الجنود التقدم من خندق إلى آخر، وسط المخاطر، لم تكن الاستراتيجيات العسكرية المتبعة قادرة على مواجهة الخنادق فى ظل عدم شيوع استخدام الطيران فى الحرب، وكذلك ضعف المدرعات والمصفحات المسيرة، كان الجنود حطب هذه المعارك، ولأيام طوال قتل مئات الآلاف وهم يحاولون التقدم من خندق لآخر.

 

جنود كندا فى خنادقهم
جنود كندا فى خنادقهم

بعض الجنود عاشوا لسنوات طويلة فى هذه الخنادق، دون القدرة على مغادراتها، والعديد منهم دفن فيها أيضا، العديد من الأمراض انتشرت فى الخنادق بين المرضى، وكذلك الحشرات والقوارض.

جنود فى الحرب العالمية يعرضون الفئران التى اصطادوها فى الخنادق
جنود فى الحرب العالمية يعرضون الفئران التى اصطادوها فى الخنادق
 

التجنيد
احتاجت الدول المتحاربة إلى المزيد من المجندين لملئ الجبهات، أدى هذا إلى أزمة إنسانية كبيرة فى داخل الدول المتحاربة، فى بريطانيا على سبيل المثال تم استدعاء لديه القدرة البدنية للجبهة، ما جعل البلاد شبه خالية من الرجال تقريبا إلا العجائز والمرضى، واضطرت المصانع فى هذا الوقت للعمل بالنساء فى أول ظهور كثيف للنساء فى سوق العمل.

رجال محتشدين أمام مكتب تجنيد فى بريطانيا
رجال محتشدين أمام مكتب تجنيد فى بريطانيا


أطفال لكن مقاتلين

مع طول أمد الحرب، والتهامها الكثيرين من الرجال بدأت بعض الدول فى تجنيد الأطفال، فى روسيا كان سن التجنيد ما بين 16 عاما، أما الأطفال ما بين عمر 11 و 12 عاما فقد انضموا للخدمة العسكرية فى الجبهة الداخلية، ومارسوا أعمال مثل التمريض والإمدادات.

أطفال مجندين
أطفال مجندين


التشوهات
تسبب التطور الصناعى فى اختراع المزيد من الأسلحة المتطورة، مع بدائية الوسائل الدفاعية نتج عن ذلك مجموعة من الإصابات غير التقليدية، التى تسببت فى تشوهات غير طبيعية للبشر، وهو الأمر الذى من الناحية الأخرى ساهم فى تطوير عمليات «التجميل» لمحاولة معالجة هذه التشوهات الضخمة.

عمليات التجميل فى الحرب العالمية
عمليات التجميل فى الحرب العالمية


الأمراض
وكأن العالم كان ينقصه شيء آخر بخلاف جحيم الحرب، فالفوضى التى سادت العالم ساهمت فى انتشار الأمراض بشكل غير مسبوق، ففى بداية الحرب انتشر وباء التيفود ليقتل 200 ألف شخص فى صربيا، قبل أن ينتقل الوباء إلى روسيا فيقتل 3 مليون شخص، إلا أن أكبر الأوبئة التى انتشرت على الإطلاق كانت «الإنفلوانزا الأسبانية»، التى ضربت العالم بأكمله لتقتل نحو 50 مليون شخص.

50 مليون شخص قتلوا بسبب الانفلوانزا الأسبانية
50 مليون شخص قتلوا بسبب الانفلوانزا الأسبانية


الغاز القاتل
فى هذه الحرب تم استخدام الأسلحة الكيماوية بكثافة غير مسبوقة، استخدمت غازات الخردل والكلور والفوسجين، وهى الغازات التى تسببت فى العمى والعطل للعديد من البشر، وفى المقابل اخترعت البشرية اقنعة الغاز التى وزعت على البشر والحيوانات فى الجبهات الداخلية حتى، أحد أشهر من أصيبوا بالغاز كان جندى يدعى "أدلوف هتلر" الذى فقد بصره على الجبهة بسبب الإصابة بالغاز، لكنه تعافى فيما بعد.

الجميع ارتدى اقنعة الغاز فى الحرب العالمية الأولى
الجميع ارتدى اقنعة الغاز فى الحرب العالمية الأولى


الثورات
مع طول أمد الحرب، عانت الكثير من الدول المتحاربة من نقص حاد فى الغذاء، كان مجرد العثور على ثمرة فاكهة معجزة، البعض الآخر من الدول كان المواطنين لا يجدون أحذية، تسبب هذا الحنق فى اندلاع العديد من الثورات فى أنحاء أوربا، كان أكبرها وأنجحها الثورتان الروسيتان فى عام 1917 (ثورة فبراير وثورة أكتوبر)، التى اندلعت فى البداية كأعمال شغب بين البحارة فى مدينة بتروغراد، وادت فى النهاية إلى وصول البلاشفة إلى الحكم وإقصاء القيصر الروسى وقتله وأسرته فيما بعد.

النساء والجنود قدن ثورة فبراير 1917 فى روسيا
النساء والجنود قدن ثورة فبراير 1917 فى روسيا

 

الثورات والتى امتدت حتى العشرينيات شملت، المانيا، والمجر، وإيطاليا، وفنلندنا وأوكرانيا، وتشيكوسلوفاكيا، ورومانيا، وبلغاريا، وكذلك الثورة العربية فى الأراضى العثمانية.

جنود ألمان يقمعون الثورة الألمانية 1918 والتى انتهت بالفشل
جنود ألمان يقمعون الثورة الألمانية 1918 والتى انتهت بالفشل


هتلر
أما أخطر ما أنتجته الحرب العالمية الأولى، فهو عريف عمل كساعى بريد فى الجيش النمساوى، ويدعى أدلوف هتلر، ذلك الذى تأثر بهزيمة بلده بدرجة كبيرة، وعزم على أن يكرس حياته للانتقام لها، وإعادة شرف ألمانيا المفقود بسبب شروط الاستسلام المذلة، تسببت معاناة هتلر من الهزيمة فى اندلاع الحرب العالمية الثانية والتى راح ضحيتها نحو 60 مليون شخص، منهم 20 مليون فى روسيا وحدها.

هتلر أقصى يمين الصورة مجندا
هتلر أقصى يمين الصورة مجندا

 
البحث عن السلام 

اقتيد ملايين الشبان إلى الجبهات وقودا لجنرالات عواجيز لم يستطيعا مجاراة تطور الاستراتيجيات العسكرية، قتل الملايين فى محاولات التقدم عديمة الجدوى استمرت لسنوات طويلة، كانت خطوط المواجهة قريبة جدا، والخنادق تمنع أى تقدم حقيقى، فى ليلة عيد الميلاد، بلجيكا قرر الجنود المتحاربين من الإنجليز والفرنسيين والألمان التوقف عن القتال، وخرجوا من خنادقهم ليلعبوا سويا كرة القدم

هدنة عيد الميلاد

هدنة عيد الميلاد


النهايات الحزينة

انتهت الحرب إلى صدمة اجتماعية مذهلة فى أوربا، الكثيرين تدمرت حياتهم ولم يعودوا قادرين على العيش، الغرامات المفروضة على ألمانيا تسببت فى سوء الأوضاع المعيشية فيها، فيما بعد تسببت العديد من العوامل فى الكساد الكبير، وهو ما زاد معاناة الكثيرين فى أوربا.

 

مصاب من المحاربين القدماء يتسول فى برلين بعد الحرب
مصاب من المحاربين القدماء يتسول فى برلين بعد الحرب

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة